المدينة المنسية .. من العطاء والصبر الى مقبرة للأحياء

 

منسية لا تنال ما تستحق من التخطيط والموازنة والاهتمام , معطاء كالفرات صابرة كالصحراء , ولدت بين النهر والصحراء لتحمل عطاء النهر وصبر الصحراء , منبع للغيرة والكرم والأصالة والأباء , مدينة الابطال والثورات , مدينة شعلان ابو الجون والشيخ مهدي السماوي , من الوركاء انطلقت الحضارة وخط القلم للدولة المدينة .
 محافظة المثنى لا تقل اهمية عن بقية المحافظات , ثاني اكبر المحافظات مساحة واقلها سكاناّ , تناقض غريب تعيشه المدينة بين مساحاتها الشاسعة وسكانها الأقل , تعيش الاغتراب بينها وبين السلطات المركزية لضعف التمثيل الحكومي في السلطات , لتتصدر الفقر والبطالة  لغياب الرؤية والتخطيط , من المخجل ان تكون من اقل المدن والأكثر فقراّ وأمية وبطالة , لتصل ما دون خطر الفقر 56% وبطالة تصل الى 31% وضعف مستويات التعليم والصحة والخدمات والبيئة , محافظة تحوي على مليوني دونم من الصحراء صالحة للاستثمار الزراعي ومنجم للملح الأكبر في العراق دون استخراج ونفط ومعادن ورقائق الكترونية , تعطلت فيها الزراعة التي تمثل 65% من مصادر العيش , تتطلع الآن مدينة السماوه واقضيتها إلى النهوض الاقتصادي من خلال دعم الاستثمار والمستثمرين ومحاولة ايجاد البيئة الملائمة لجلب رؤس الاموال لأيجاد فرص عمل جديده حيث تتصف بتوفر الموارد القيمة للاستثمار وخاصة في القطاع الصناعي لما فيها من المواد الخام المتوفرة ورخيصة الكلفة استخراجا وإنتاجا كالاحجار الكلسية التي تستخدم في صناعة الاسمنت وكذلك ترسبات مركبات الكلور والصوديوم على شكل مركبات ملحية تستخدم في صناعة الملح إضافة إلى فرص جديرة بالذكر لإنتاج المنضفات.اما من الناحية التسويقية فتقع في منتصف الطريق إلى جميع محافظات الجنوب العراقي الامن والتي تعاني من نقص في مواد البناء والتي تزايد الطلب عليها كثيرا في السنوات الأخيرة لقلت توفرها بسبب توقف إنتاجها محليا.تعاني المحافظة من ازمة سكانيه كبيرة مما يجعل الاستثمار في القطاع السكني فرصة جيده جدا للراغبين.تتوفر في المحافظة الايدي العاملة الرخيصه  نتيجة انخفاض المستوى الاقتصادي لها من المدن الزراعية سابقا ولكن توقف لقلة سقوط الأمطار , تزرع في المحافظة الحنطة والشعير.كذلك تحيط بساتين النخيل كل من أقضية السماوه والخضر والرميثة وتتميز بالإنتاج المتميز من اجود أنواع التمور. صناعياّ يوجد معملين لإنتاج الاسمنت في المحافظة.يعاني احدها من التقادم وهو المعمل الواقع شرقي المدينة ويعد المصدر الأول المتسبب بالتلوث في المحافظة. توجد ترسبات أملاح الصوديوم المستخدمة في إنتاج ملح الطعام بكثرة في الجهة الغربية من مدينة السماوه بالقرب من بحيرة ساوه وهي بحيره جميله تحيط بها الرمال من جميع الجهات تكونت طبيعيا منذ آلاف السنين تعد هدفا استثماريا مميز ومتنفس للمدينة التي تعاني من عدم وجود مرافق ترفيها فيها.تتوزع مجموعة من العشائر فيها لترسم ملامح المحافظة.سبب هذا التوزيع العشائري الاستقرار النسبي من الناحية الأمنيه خلال فترة ما بعد عام 2003, محافظة المثنى تربط بين محافظات الجنوب والوسط وتحد والسعودية , من الممكن استثمار المنفذ الحدودي , محافظة دمرتها السياسات السابقة واستخدمت اراضيها مقابر للأحياء في ( نقرة السلمان ) وحاول الظلم ان يجرب صبرها وتاريخها الزاخر بالثورات واشهرها ثورة العشرين وهذه السياسة مقصودة لجعل اهلها فقراء ضعفاء كي يطوعون لخدمة الحكام , الاّ ان المثنى لم تتنازل عن قيمها وعضت على جراحها , حينما اهملها قادة لحركات كانت السماوة حاضنة لها .