كوليرا من نوع أخر

 

لا تنتقل بوساطة الماء، ولا بأيد وسخة بالجراثيم، ولا يقضي عليها لقاح كيفما اتفق، ولا من علائمها الاسهال و ارتفاع الحرارة!.وباء الكوليرا الذي انبعث مجددا سببه الكوليرا شبه سياسية من بعض شبه السياسيين الذين رقصوا بكل ملهى شعبي ليستعرضوا امكانية المطاولة في فرض النفس على الناس مهما تقياتهم سلال المهملات.كوليرا العراق الجديد، وحبة بغداد و افعى سيد دخيل و المعلم الذي يضرب اطفال الابتدائية و مزورو الشهادات بانواعها و العائدون لكتابة التقارير الكيدية مثلما كانوا قبلا وان كان بعضهم اليوم عميدا بكلية” وهو يعرف نفسه، بالضبط انت ولكن قرب منظرتك لترى جيدا ايها الكاذب بشان اعتقالك”، وجمع غفير من مستغلي المنصب لغايات مشينة، والراكضون حيث تميل مقادير القرار. كل ذلك ماكان ليقع لولا كوليرا تفقست ابواغها بعد اشهر من السقوط، وبالتالي لنقع دون ذنب في سقوط جديد خلف لنا مرضا قديما قضى فيه بعض اجدادنا اسمه الكوليرا، الا تحبون التاريخ؟.

 

موسم الفرار

 

الشوارع سيخف زاحماها، الاقبال على مراجعة دوائر الدولة سيشهد انكماش الطوابير، البطاقة التموينية بحصتها ستتراكم عند وكلاء الغذاء، البيوت سيسكنها شارون جدد، الكثافة في الكيلومتر المربع ستقل، مشتركو شبكات الهاتف المحمول سيتضائل عددهم، وحسب قاعدة اركميدس، فان الجاسم الغاطس يزيح بحجمه ماء مزاحا وزنا، وهناك ستزداد وتتقوم طاقات الفارين، حيث سيكتشفون ان اهوال الحياة و التحمل في البلاد كان لابد ان تنتهي ليلتفت الانسان قليلا لما بقي من العمر، اليس العمر مرة واحدة؟.

 

مواقف بحسب المواقف

 

لا يوجد شخص مثالي، بل يوجد من يحاول ذلك، منذ فترة و مجموعة من الزملاء منشغلون بامر تقلب كثيرا، امر يحوم حول رسم خارطة طريق في مؤسسة مهمة تصنع الراي” من المفترض انها تصنع الرأي”، لكن العجيب قد يصلك من عدم الثبات بل الاصح من الحيرة التي يجري تعمد وضعك فيها وانت تناقش الزملاء في الامر!.الطموح له اصوله و الجموح له عواقبه، والخلط بين الامرين ينتج ماقد لايدوم  كواقع فرضته انفعالات لتغلفة الفرح بالفوز رغم الانوف!.لغة الكراهة المبثوثة تتضخم ساعة بعد ساعة، والمهادنة للتكاتيك اصبحت مزعجة مستهلكة، والاستعداد للتنكيل يشبه ازمة الصواريخ الكوبية”مع الاعتذار لخروتشيف وكنيدي” و الاتيان بألادانة بين الفريقين شاهدها رسائل على الهاتف المحمول.المشكلة ان الاكثرية يحرصون على ثقافتهم التي هي بوصلة المريدين لهم، لكنهم ليسوا كما يعلنون عن انفسهم، فقد حكى لي صديق من الذين يقودون تيارا مهما اليوم في البلاد من بعض الزملاء الذين ذكرت حرص على الاتصال به لخطبة مودته وتأييده بغية دفعه الى الامام في عملية الاستبدال، طبعا عندما تسألهم هل ذهبتم الى هناك؟