نهاية لكل حجاج |
الحجاج بن يوسف الثقفي الذي حفر اسمه في صفحات التاريخ بالسيف و اطره بالدم وحزمه الشديد مع من قادهم حتى انه سمي بالمئبر أي المبيد (المهلك).
ولكن رغم الشدة في الحكم والحزم في امساك الامر واسهامه الكبير في اخماد ثورة الخصوم و تأسيس وارساء دعائم الحكم والامارة كانت له نهاية مثيرة جدا .
ان من يقرأ نهاية هذا الرجل التي سيجدها مذكورة في صفحات التاريخ وكتبه يجد ان الانسان مهما بلغ من القوة وحزم وسيطرة وامساك بتفاصيل جميع الأمور وتمكنه منها فان نهايته ستكتب مع اول ظلم يقوم به مهما طال الزمان .
أو انه في احسن الاحوال وافضلها سترتخي قبضته او يتغير عليه الزمن بحيث سيصعب عليه حتى المكوث فيه وليس مجاراته فقط .
هذه سنة إلهية ثابتة في الكون الى أن يبعث الله الارض ومن عليها .
فكم من حكم قام في غابر السنين وفي حاضرها اندثر وزال رغم كل مقومات الاستمرار او القوة والمنعة له .
وكم من حاكم استمر في حكمه وهو بأوج قوته وجبروته الا ان هذه السنة الكونية وهذا القانون الالهي شمله فيكون مصيره مواجهة ما صنعت يداه .
طبعا لا يندرج في كلامنا هذا الظالمون فقط ممن حكموا بقاع الارض بل حتى ممن يتساوى في الخير والعدل مع الصالحين لان استمرار الحكم والقوة هو كان مبدأ كلامنا في البداية مقرونا مع ما يفعله ويقدمه من يدير الامر او يتولى الرعية .
ولو ان للظالمين خصوصية في الموضوع فهو بالإضافة الى عدم استمرار الحكم و بقاء القوة الى الابد فان هناك المصير الذي ينتظرهم لقاء ما قامت به ايديهم .
سواء كان ذلك كعقاب رباني على اعمالهم او عقوبة دنيوية بقوانينها و محاكمها الارضية .
فلو قارنا وعدنا الى تاريخنا الحديث كدولة لوجدنا اننا لم نستقر في يوم من الايام على حكم او حاكم او نظام ثابت لفترات طويلة الا في حالات معدودة.
فمنذ قيام الدولة العراقية الحديثة و نظامها الملكي مرورا بالانقلاب على الملكية و قيام النظام الجمهوري والانقلابات التي قامت بعدها و الانظمة والاحزاب التي حكمت من بعدها والرؤساء الى الاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003 والكثير من الاسماء والاحداث التي لم تبق عالقة لكثرتها في الذاكرة .
لوجدنا ان لكل فترة وحكم وحاكماً وحزباً سيؤدي ما عليه وسيمضي شاء او ابى فان للكون سننه واحكامه التي تقع على الجميع .
فلنعتبر بالتاريخ ولنتعظ من الزمن الذي يخلد الافعال وليس البشر .
|