كنوز مصر الغارقة

كنوز أثرية مذهلة تمتلكها مصر ولا تزال موجودة تحت مياه النيل والبحرين؛ الأحمر والمتوسط، هذه الكنوز الغارقة تساوي في الأهمية الآثار الموجودة تحت رمال الصحراء. والحديث عن الآثار الغارقة يجرنا إلى الحديث عن عبقرية الغواص المصري الشهير كامل أبو السعادات الذي استطاع أن يدلنا على هذه الكنوز الأثرية المدفونة أسفل مياه الأبيض المتوسط.
وقد استطاعت مصر في عام 1968 أن تخطو خطوة مهمة جدًا بالنسبة للآثار الغارقة، وتعتبر أهم مرحلة علمية بالنسبة لعلم الآثار الغارقة الجديدة الذي وضعه على الخريطة العالمية الغطاس المصري كامل أبو السعادات؛ حيث تم مخاطبة منظمة اليونيسكو لكي تعاون مصر عن طريق الخبراء المعروفين في مجال الغطس لعمل التسجيل العلمي للآثار تحت الماء، وفى عام 1975 تم وضع أول خريطة علمية متكاملة للآثار الغارقة توضح أماكن القصور والمعابد والتماثيل الغارقة.
وبدأ العمل بعد ذلك في عام 1992 بواسطة خبير الغوص الفرنسي فرانك جوديو على رأس بعثة معهد بحوث البحار في فرنسا، لبدء العمل في معرفة أسرار آثار الإسكندرية الغارقة. واستطاع جوديو أن يحصل على أحدث معدات الغطس والمراكب الضخمة التي تساعد على انتشال القطع الأثرية الضخمة من المياه، واستطاع أن يخرج قطعًا أثرية مهمة جدًا، وقام بتسجيل الآثار أسفل المياه. وهناك آلاف الصور المهمة التي استطاع أن يلتقطها تحت الماء وجعلت للآثار الغارقة شهرة في كل مكان في الدنيا.. وأهم الأفلام التي عرضت هو ما قامت به قناة «History» من عمل فيلم وثائقي عن الغوص في منطقة الميناء الشرقي، وعرضت إعلانات الدعاية لهذا الفيلم في كل مكان حتى على جوانب حافلات النقل العام في مدينة نيويورك، بل وعلى لافتة ضخمة في ميدان التايمز بالمدينة نفسها. ومن أشهر اللقطات الموجودة في الفيلم التي تدل على أن فرانك جوديو يتمتع بكاريزما غير عادية بالنسبة لغواص البحر عندما مسك في يده إناء فخاريًا رائعًا جميلاً، وقال: «إن هذا الإناء كان في وقت من الأوقات مليئًا بنبيذ الإسكندرية، وكان في يد الملكة الشهيرة كليوباترا وهي تتناول أول عشاء مع مارك أنطوني».
ومن أهم الآثار التي كشفها وأخرجها جوديو وفريقه من البحر المتوسط، لوحة الملك بطلميوس الثامن، وتمثال ضخم جدًا لأحد البطالمة. هذا بالإضافة إلى أربعة تماثيل ضخمة لملوك البطالمة تم انتشالها من الماء، وتمثال آخر لملكة يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد طوله نحو 150سم، وقد يكون لإحدى ملكات البطالمة في شكل وهيئة حاتحور - ربة الحب والجمال. واستطاع الفنان أن يظهر فيه جمال الملكة، وقد وقفت أمام هذا التمثال أول مرة أشاهده فيها لأكثر من عشر دقائق كاملة، ولو كانت الرأس موجودة لاعتبر أهم قطعة فنية يخرجها فنان من العصور القديمة. أما اللوحة التي عثر عليها للملك بطلميوس الرابع، فقد وجدت محطمة وتم ترمميها وإزالة الأملاح العالقة بها نتيجة لوجودها في المياه المالحة لآلاف السنين. وأهم اللوحات التي عثر عليها أيضًا لوحة الملك نختانبو الأول، وبها نحو 14 صفًا من الكتابة الهيروغليفية، تمثل قرارًا أصدره الملك نختانبو الأول - مؤسس الأسرة 30، وذلك في السنة الأولى من حكمه تقديرًا لمعبد نيت - ربة سايس. وقد كان استخراج هذه اللوحة من المياه من أهم الأحداث بالنسبة للآثار الغارقة التي جعلت الآثار الغارقة تأخذ شهرة كبيرة في كل مكان. هذا إلى جانب استخراج الكثير من العملات الذهبية البطلمية الرائعة. أعتقد أن مصر تستحق أن يكون لديها متحف آثار تحت الماء وكنت قد بدأت في إنشائه بالفعل!