کثيرا مايبدر عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من تصرفات و أمور و قضايا غريبة و نادرة و فريدة من نوعها بحيث يمکن إعتباره النظام الاغرب في نوعه في العالم، ذلك إنه وکما قيل عنه دائما يحمل الشئ و نقيضه والانکى من ذلك إنه ليس فقط لايجد أية غرابة من وراء ذلك بل وحتى يعتبره مسألة مبدأية بالنسبة له. المصافحة(عن طريق الصدفة)التي حدثت بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف و بين الرئيس الامريکي باراك أوباما و وزير خارجيته جون کيري، کانت الشغل الشاغل للاوساط السياسية في طهران حيث وکما صرح النائب منصور حقيقت بور، بأن"مصافحة العدو مخالفة لمبادئ الثورة" الإسلامية. وأضاف أن النواب سيجرون "تحقيقا لمعرفة الحقيقة"، لکن الامر لم يقف عند هذا الحد، بل وان المتحدث الرسمي بإسم السلطة القضائية الايرانية غلام حسين محسني إيجائي، قد وصف ظريف بالجاسوس و الخائن الذي يستحق العقاب، لکن کل هذه الضجة تأتي في وقت کان الوفدين الامريکي و الايراني في المفاوضات النووية قد عقدا العديد من الجلسات الثنائية وتم خلالها المصافحة مئات المرات بين مسٶولي البلدين، فما سر هذه الضجة التي أثيرت فعلا على خلفية هذه المصافحة"الصدفة"؟ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد أن صدر عن قادته و مسٶوليه الکثير من"الغزل"تجاه الولايات المتحدة و بعد العديد من التقارير التي ذکرت تبادل لرسائل سرية بين اوباما و خامنئي، يعود وبعد أن تم التوقيع على الاتفاق النووي، لسابق عهده أي الى الموقف"النظري"المتشدد من أمريکا، وهذا التشدد الذي لايعني شيئا أبدا أمام طهران عندما تستدعي الحاجة"إداء"أية خدمة لأمريکا کما کان في الحرب في أفغانستان و العراق حيث لعب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دور الدليل للجيش الامريکي ضد نظامي البلدين کما هو معروف للجميع في وقت کان في إعلامه الرسمي وقتئذ يصبح و يمسي على شعار"الموت لأمريکا"! إجراء المفاوضات مع الامريکيين و الجلوس معهم الى طاولة واحدة و الذهاب في نزهات معهم على الدراجات الهوائية و تبادل الرسائل السرية معهم و التصافح معهم ووو کله جائز و مباح لکن فجأة أعلنت طهران سياسيا و قضائيا تحريم المصافحة مع الامريکيين و المحاسبة عليها وهو مايثير التعجب و الغرابة، تماما مثل کلمة الرئيس الايراني روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة و التي زعم فيها بإن نظامه قد ساهم بنشر الديمقراطية و الحرية في أفغانستان و العراق وإن نظامه يدعو لإقامة جبهة موحدة ضد الارهاب و العنف، في الوقت الذي يعرف العالم کله إن طهران تعادي الديمقراطية في العراق بشکل خاص و تقف ضده کما فعلت أيام إنتخاب أياد علاوي فرفضت ذلك و فرضت الفاشل نوري المالکي بالطرق الملتوية، کما إن هذا النظام هو من يصدر الارهاب و التطرف، فکيف يعقل أن يشکل جبهة موحدة ضد نفسه؟ حقا إنه نظام مصاب بالشيزوفرينيا بحق و حقيقة!
|