العقيدة كسرت طوق الوطنية وثقبت لوح قداسة العيش المشترك

عقيدة الشعب العراقي التي يدين به وأقصد منه هنا الطائفتين الكبيرتين على أختلاف مبانيهما الفكرية استطاعت هذه العقيدة ان تكسر عندهم بسهولة طوق الوطنية وان تثقب لوح قداسة العيش المشترك اللذين يحيطان بالشعب منذ ردح من الزمن مما جعلهم بلا ادنى وعي بالمسؤولية يفتحون الحدود لتدخل الدول المجاورة تدخلا مباشرا في شؤون الارض التي يسكنون عليها وسمحوا لها بأباحة الدم العراقي بدم قارس ومكنوها من أدارة شؤون بعض المحافظات أمنيا وأقتصاديا وسياسيا وحتى لايكون الحكم بالعموم هنا جائرا لابد من الاشارة الى البعض الذي رأى أن العقيدة والفكرة السماوية التي يؤمن بها لاتعني ابدا فتح الحدود السياسية على مصراعيها للدول التي تماثلها عقائديا وفكريا - في هذه المرحلة الحرجة على الأقل - لكي لا تعبث تلك الدول بأمكانتها المخابراتية والعسكرية بمقدرات الشعب وتجاهل مصالحه الوطنية ولا تتمكن من تعقيد الخلاف الحاصل بين ابناء الشعب العراقي الواحد والتي اوجدته دول عظمى لضمان شق صفهم فعزفت بأتقان على وتر الطائفية الحساس فيه ومحاولة جره الى حرب مقيتة وقد استطاعت ذلك لأسباب لسنا في صددها في هذا الحديث القصير نعم الموقف وطني يحسب ولا يمكن تجاهله ابدا وقد يكون هؤلاء البعض الممانع للتدخل الخارجي هم بارقة الامل الوحيدة لنجاة هذا الوطن وان كانت الاحداث وتسارعها تتجه أتجاه سالب وترسم خطا تشاؤميا سوداويا وفي قبال ذلك وفي الجهة الاخرى تكون المصالح العليا لتلك الدول المجاورة وشعوبها في حفظ وأمان تام من كل هذه المعمعة التي صار اليها العراق على كل حال نعود الى ما بدأنا به من موضوع العقيدة والرؤية الدينية ونتسائل بعفوية المواطنة هل أن تلك العقيدة او الرؤية الدينية لمجموعة من المواطنين تبرر لهم عند الاختلاف السياسي حول ادارة البلاد او حتى عند توجس خيفة من الاخر الشريك في الوطن استدعاء واستجداء التدخل الخارجي وأعتبار كل حدود الوطن وهمية وزائفة لا وجود لها الا في أيام الرخاء وان كل مؤسساته لابد ان تكون تحت القيادة والوصاية واعتبار من يتحدث عن حلول وطنية معتوه أو صبأ عن دين أهله وما يعتقدون وأنه خائن يدعو لانتصار الطرف الاخر وهل ان العقيدة يمكن ان تنتهي عندها كل الاعتبارات الشعبية الاخرى أرى ونحن في هذا الزمن المتطور جدا أن خصوصيات الشعوب وثقافاتها وحدودها لا يمكن صهرها في بوتقة العقيدة والفكر الديني الواحد الا بالمعجزة المنتظرة ويبقى هذا المقال كله عبارة عن وجهة نظر مواطن