البابليون خربوا هيكل سليمان بن داوود، عندما استولوا على فلسطين واخذوا اليهود سبايا الى العراق، واثناء حكم الرومان شبت ثورة ضدهم، فجرى تخريب الهيكل للمرة الثانية يوم 9 آب عام 70 ميلادي، بعد ان اوقع الرومان مذبحة مريعة باليهود، وسيق الاحياء منهم عبيداً، وذكر المسعودي ان عدد القتلى من اليهود والمسيحيين بلغ ثلاثة آلاف الف، فاصبح يوم 9 آب يوم حزن شديد عند اليهود، فاذا غضب يهودي على آخر دعا عليه قائلا: ( تشعه باب عليك)، اي يوم 9آب عليك، واذا عوقب شخص بالاعدام قالوا: ( راح تسعه آب الاسود)، ولكثرة استعمالهم لهذا القول حذفوا آب، واستعاضوا عنه بحرف الباء التي الحقوها بأول كلمة، فصار المثل: (راح تسعه باسود)، وهو من امثال يهود العراق. التعليم في العراق راح تسعهْ باسود، وانتهى كل شيء، نتائج مخيبة وطلبة صاروا يرون ان سماعة الاذن خير من القراءة، وكذلك تسرب الاسئلة من بين اصابع وزارة التربية ومديرياتها التي تتمتع بفساد عالٍ، لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق، الدور الاول والدور الثاني والدور الثالث، الغاء امتحانات نصف السنة، من لم يحضر الى الامتحان لايرسب في الدرس، وانما يبلغ زملاؤه بان يأتي في اليوم التالي للامتحان، المدير يوصي بمساعدة الطلاب، والمشرف يوصي بنسب نجاح عالية لطلبة ضعفاء بالقراءة والكتابة، طلبة متوسطة وهم لايصلحون ان يكونوا في الابتدائية، جامعات توزع الشهادات بفلس وفلسين. الجامعات الاهلية تعطي البكلوريوس كما كانت تفعل محو الامية، المجتمع جاهل ومتعفن، واولياء الامور يئسوا من القانون فصاروا يتصرفون بقوة الايدي والعشيرة ضد المدرس والمعلم، طالب يهدد استاذه عشائريا، ويقول ( انته كوماني)، الاطباء فاشلون، عملية تجميل يروح ضحيتها من اراد تعديل انحراف بسيط في انفه، صار العراقيون لايؤمنون ان هناك طبا في العراق، فصاروا يسافرون لايران وتركيا ولبنان والهند، الماجستير صارت كشهادة الاعدادية القديمة او اقل شأناً، اوكرانيا تبيع للعراقيين وتركيا تبيع ، حمل واخذ شهادات، وبيك خير وتسلم مرتبات عالية، اهم شيء تمتلك واسطة تضعك في هيئة النزاهة او رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهورية او النواب فاول تعيين بمليوني دينار. جامعة الامام الفلاني واعدادية الوقف الفلاني ممن لايقرؤون ولايكتبون، لم يكن اكمل المتوسطة، رأيته بالصدفة فقال: انا مهندس نفط، وتخرجت من التكنلوجيا، قلت له متى؟، امتحنت خارجي في عام 2005، وحصلت على الاعدادية، ثم دخلت معهد، وبعدها اكملت هندسة نفط، وانا الان موظف حكومي، عمره يتجاوز الخمسين فكيف يتم تعيين مثل هكذا اعمار، وانا امزح معه قلت: وبعد ماذا اكملت؟ فقال: انا الان طالب في القانون في جامعة الامام الصادق، لانني ساتقاعد، وافتح مكتب محاماة. بالله عليكم أرايتم بلداً منخوراً ومحارباً بهذه الخزعبلات مثل العراق، مدرسون يتقاضون مرتبات عالية بلا دوام في المدرسة، لانهم اكملوا الماجستير ببطالة تتم بالاتفاق مع مدير المدرسة فيتفرغون، وبعدها تأتي الدكتوراه، ومن ثم ينتقل الاخ الى الجامعة لاقسام لاتطرأ على بال احد، تاريخ وجغرافية وعلم نفس لاغير، سيمتلىء العراق بدكاترة علم النفس والتاريخ والتربية الرياضية، وسيخلو من طبيب ناجح او مهندس ناجح، او حتى فيزيائي ناجح، يعمل بصفة مهندس، لكن ممكن الاستعاضة عنه بخريج متوسطة، ارايتم تخريباً كهذا التخريب، وانا اقول ان العراق سيذهب على ايدي هؤلاء الذين يتمتعون بصفة التسلق والانانية تسعهْ باسود والمستقبل سيثبت هذا.
|