عمة وجنة..حية وبطنج |
الكثير من المسائل الاجتماعية تقلقنا لما فيها من انعكاسات سلبية على المجتمع ككل ومنها مسألة العمة والجنة وما يتخللها من مشاكل بدأت من زمان بعيد واستمرت مصرة على التواجد وعدم الانقراض بالرغم من زيادة الثقافة عند النساء بصورة عامة وتغير الاطر العامة في العلاقات الاجتماعية وسألنا سابقا ونسأل الآن عن الاسباب التي تؤدي الى هذا الصراع الذي ربما ينتهي الى ما لايحمد عقباه وهو الخروج منحضن البيت الكبير الى بيت مستقل دون النظر الى الامكانية المالية للزوج او العزل وهو اضعف الايمان ومن اجل هذا ربما تغضب الزوجة وترحل الى بيت اهلها الى ان ينفذ لها ما تريد او يحصل الطلاق لا سامح الله فمن منهما المسؤولة عن هذا كله..العمة ام الجنة واذا اخذنا العمة وهي الام الثانية وعليها ان تحب وتدلل زوجة ابنها كما لو انها ابنتها لكي يسود البيت الصفاء والهدوء اما اذا اخذنا زوجة الابن فعليها ان تحب وتحترم والدة زوجها وكأنها امها واذا توصلت الاثنتان الى ان لكل واحدة منهما واجبات وعليها حقوق فلا اعتقد عند ذاك تحدث المشاكل التي يتمنى من خلالها الزوج لو انه لم يتزوج ولو تبحرنا في الامر اكثر لقلنا للزوجة ان سعادة بيتها مرتبطة بالاتفاق وبحب والدة زوجها واحترامها لانها هي التي انجبت هذا الرجل الذي اصبح زوجا لها وان لامه حقا عليه وعليها في ان تراعيها وتبذل قصارى جهدها لترضى عنها واعتقد ان هذا ليس شيئا صعبا وسترى ان الوالدة ستقدر هذا ويسير مركب الحياة بامان واستقرار كما ان على الوالدة ان تعرف انها بقدر ما تحب ابنها عليها ان تحب زوجته وتراعيها لانها دون اي شك تحب السعادة والاستقرار لابنها ونلاحظ هنا ان المعادلة واضحة وضوح الشمس ولكن هل صعبة التحقيق؟ لااعتقد ذلك لان عليهما ان تبعدا منطق عدم تحمل الواحدة للاخرى وان التعايش بينهما مستحيل وهذا الذي يؤدي الى خراب البيوت ومن ثم الزواج مرة ثانية سواء بالنسبة للرجل او المرأة لتعود المشاكل مثلما كانت وربما اكثر لعدم وجود الحلول المناسبة للمشكلة الاصلية الا وهي عدم التوافق بين العمة والجنة ولو انتبهنا جيدا لرأينا ان الموضوع جدير بالاهتمام والبحث والتقصي عن اسبابه بعمق وايجادالحلول اللازمة خاصة واننا نعاني من مشكلة السكن التي تعتبر من اهم الاسباب لعزوف الشباب عن الزواج بملاحظة ان شرط السكن المستقل اصبح مطلبا رئيسا هذه الايام وباعذار شتى لاتمت للانسانية بصلة وبعيد عن الدوافع النبيلة والطريف في الامر ان بعض العوائل التي تشترط البيت المستقل لابنتها يسكن معها ابنها وزوجته وعليه فان لعائلة الزوجة دورا كبيرا في توضيح وافهام وضعها في بيت زوجها وعدم تشجيعها على البيت المستقل في حال عدم قدرة زوجها على ذلك ولكن ان كان يقدر ووصلت الامور بينها وبين عمتها مرحلة حرجة فلابأس بذلك ولكن بود ومحبة وليس بزعل لان رضاء الله من رضا الوالدين اللذين يحتاجان اولادهم عند الكبر ومساعدتهم اياهما في قضاء حوائجهما ولكن يبقى التساؤل قائما وهو على من تقع المسؤولية في المشاكل بين العمة والجنة ولماذا هذا التنافر العجيب الغريب بينهما فالعمة كانت سابقا جنة والجنة ستصبح عمة مستقبلا وهذا يعني ان الاثنتين تعيشان الحالة نفسها ولكن بظروف مختلفة فلو صفنت كلتاهما قليلا لوجدتا ان الامر بسيط جدا وهو مراعاة الابن-الزوج وتقدير ظروفه وتوفير الراحة له كي يعيش مرتاحا عاشقا لزوجته ومحبا وراعيا لامه ولابيه بعيدا عن كالت امك وكال ابوك او حجت مرتك وخربطت لما كالت بس. |