غياب القادة



( بمناسبة الحديث عن القائد الضرورة )
في ستينات القرن الماضي وسبعيناته - قبل انفراد القائد الضرورة بالسلطة عام 1979 م - تربي العراقيون كشعب على أيدي قادة .. والقادة الذين أعنيهم هم التالية أسماؤهم :
١) المعلم : في صفه ومدرسته كان قائدا ومعلما وأبا مربيا حانيا يعطيك العلم والتربية معا . واليوم بعضهم ( لا كلهم ) مشغول بالموبايل ، وبعوائد الدروس الخصوصية ، والتسخيت .
٢) الطبيب : في مشفاه وعيادته كان طبيبا معالجا صادقا متتبعا سائلا عن حالة مريضه وكيف أصبح وأمسى . واليوم بعضهم ( لا كلهم ) مشغول بإخراجك من المستشفى كي تراجعه في عيادته من أجل الكشفية ، بالتنسيق والمشاركة مع صيدلية مجاورة كي تبيع أدويتها الفاسدة ليتقاسم معها الأرباح ، بتعلم الحجامة برؤوس اليتامى . 
٣) المختار : كان حاميا ومعرفا وراعيا وأبا للعوائل ، وهو لا يتقاضى سوى ربع دينار على خدماته التي يقدمها للمواطنين ، وأغلبها مجانا بحجة " العرف ومنه بينه ومن عدنه " !
واليوم بعضهم ( لا كلهم ) مشغول بالعشرين ألف دينار ، بالتزوير ، والشهادة الباطلة ، والوشاية .
٤) الموظف : كان مثالا للنزاهة والالتزام بالقانون والأمانة . يقوم معك حينما يحاول زميله عرقلة معاملتك من أجل إنجازها . واليوم بعضهم ( لا كلهم ) مشغول بالرشوة ، والإيقاع بزميله لكي يصعد مكانه ، وعرقلة معاملات المواطنين ، وعدم التقيد بساعات الدوام .
٥) الروزخون : كان مثالا للعلم والثقافة والعفة والرحمة والأدب . تقوم من تحت منبره وأنت تحاول أن تقلده . واليوم حينما تجلس تحت منبره لا ترى من بعضهم ( ﻻ كلهم ) سوى تفاهة وغباء وسطحية وحقد وتحريض ومرض وتزييف لحقائق التاريخ ووقائعه .. تقوم وأنت منتش طروب لصوته الرنان ، لكنك تبحث عن حزام ناسف لتنتحر وتنحر اﻵخرين !
٦) شيخ العشيرة أو كبير الحي والمحلة : كان كبيرا بأخﻻقه ، بكرمه ، بغيرته على أبناء عشيرته وحيه ومحله ، حاميا ، سائﻻ ، راعيا بالحق والشرف . واليوم بعضهم ( ﻻ كلهم ) محضر سوء ، وخباثة ، وارتزاق ، وبيع شرف ، وتأجير وتأجيل ضمير .. حامي وراعي ومشارك للسراق والمرتشين والقتلة والمجرمين .. موت الكرفكم وكرف اللي سواكم شيوخ .
أكتفي بهذا المقدار وأترك تكملة الموضوع للقراء الكرام .