(( الإجتهاد والتقليد ضرورة إنسانية ))



إن أهم ما يميَز مدرسة أهل البيت هو الاجتهاد والتقليد,
الا ان هذه الميزة لم تسلم من الافتراء والتشويه من قبل بعض المغرضين محاولين بذلك صد الناس وابعادهم عن الالتحاق بهذه المدرسة الجليلة وبطبيعة الحال فإن الكذب والبهتان والتزوير هي الوسيلة الحبيبة لهؤلاء المغرضين لأجل الوصول الى غاياتهم الظالمة...
وافضل شيء يمكن اتخاذه هو الاهتمام بالعلم والمعرفة ونشرها لأن الجهل هو الارض الخصبة التي تنمو فيها الافكار الضالة!
وهذا واضح بالوجدان ولا يحتاج الى اي برهان...
ان الاسلام هو الذي أجاز الاجتهاد والتقليد فالاجتهاد هو عبارة عن معرفة الأحكام الشرعية عن طريق النظر في الكتاب والسنة الشريفة وهذه العملية تسمى عملية الاستنباط والمراد منها " استخراج واستنتاج التفاصيل والصغريات من القواعد العامة " (المصدر: أصول علم الأصول للسيد الشهيد محمد الصدر)
ان عملية الاستنباط وبتعبير اخر هي " تحديد الموقف العملي تجاه الشريعة تحديدا استدلاليا " (المصدر: دروس في علم الأصول للسيد الشهيد محمد باقر الصدر)
وهذا المعنى الاصطلاحي للاجتهاد وعملية الاستنباط هو المصداق الواضح والجلي لسيرة الانسان في تحصيل المعارف والعلوم في الحقول والمجالات المتنوعة عن طريق الاستدلال والبرهان..
وليس كل انسان مؤهلا لممارسة الاستدلال واقامة البرهان ما لم يكن قد اكتسب الملكة والقدرة على ذلك....
وعلى هذا الاساس نشأ مفهوم أهل الاختصاص في كل حقل من حقول المعرفة الانسانية وهذا مطابق لمفهوم الاجتهاد بالمعنى الاعم فالاجتهاد بالمعنى الاعم هو القدرة على تحصيل المعرفة من خلال اقامة البرهان والاستدلال..
ان اهل الاختصاص هم مجتهدون في مجال تخصصهم العلمي ولكنهم مقلدون في جميع المجالات التي تكون خارج تخصصهم وهي عديدة وكثيرة...
والشيء الطريف ان الانسان يفتخر بمعلوماته العامة وثقافته الواسعة وليس مهماً لديه ان يكون مجتهداً فيها او مقلداً..
وقد يكون كما هو الحال لدى الكثير غافلاً عن معنى الاجتهاد والتقليد..
بل ان الاعم الاغلب في هذه المعلومات العامة والتقافة الواسعة لدى الغالبية العظمى من بني البشر تعتمد بصورة أساسية على التقليد بالمعنى الاعم...
فالتقليد بالمعنى الاعم هو أخذ الجاهل برأي العالم, يعني قبول نتائج المعرفة التي توصل إليها العلماء والخبراء وبطبيعة الحال ان العلماء لم يتوصلوا الى هذه النتائج إلا من خلال البراهين والتجارب العلمية ...
ان نسبة اهل الاختصاص من العلماء والخبراء الى غيرهم من عامة الناس هي نسبة ضئيلة جدا فالاعم الاغلب من الناس مقلدون في معارفهم وثقافتهم وهم يشكلون الاكثرية.
ان العمل بالاجتهاد والتقليد يمثلان سيرة انسانية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها وليس من العدل والانصاف ان تكون هذه السيرة مباحة للجميع دون المسلمين..
فالمسلمون وخصوصاً أتباع مدرسة أهل البيت يتخذون هذه السيرة الانسانية أعني الاجتهاد والتقليد في إستنباط الاحكام الشرعية ..
إن بعض المغرضين حينما يتكلمون عن الاجتهاد والتقليد فهم لا يعطون صورة حقيقية عن الاجتهاد والتقليد بل انهم يعتمدون في ترويج افتراءاتهم على جهل الناس!!
ولن يفلحوا في ذلك لأن الغربال لا يحجب الشمس ..