رأس المالكي بعشرة ألاف دينار فقط

 

من مفارقات الحملة الاعلامية لانتخابات مجالس المحافظات التي لم تنتهي بعد هو روح الطرافة والغرابة والشذوذ التي رافقت هذه الحملة وأضافت لها بعدا فكاهيا اخذها بعيدا عن اطارها التنافسي السياسي الحادم. ورغم ان بعض هذه المفارقات تاشر خللا واضحا في بنيوية المجتمع وثقافته وتعاطيه مع مثل هذه الممارسة الحديثة وهي مرفوضة بكل الاحوال وعلى مختلف الاصعدة من قبيل التمزيق الممنهج والاستهداف لمكون دون اخر لان منظومة الدين والاخلاق والموروث البيئي والعشائري تنبذ مثل هذه التصرفات الطارئة الا ان هناك جانبا اخر لا يدخل في اطار المسميات اعلاه وانما يدخل في باب الطرافة والفكاهة والغرابة في ان واحد. ومن المفارقات والصور المضحكة التي افرزتها الحملة الانتخابية البعيدة عن التمزيق والاستهداف هو تركيز بعض الشباب على صور النساء الجميلات المشاركات في الانتخابات وخاصة الشابات المتبرجات وقد شاهدنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ما قام به مجموعة من الشباب بتقبيل صورة احدى المرشحات المتميزة في الجمال وسعة العيون وشدة سواد الشعر واحتفظ قسم اخر بصورتها اما انتخابها فهذا امر لم يتم التحقق منه وان كانت بعض النساء المرشحات يركزن على هذا الجانب في حملتهن الانتخابية وهو حق كفله الدستور وعقد بين طرفين ،وقد يكون اكثر المتضررين من استهداف الحملة الانتخابية هو ما جرى لاحدى القوائم من هجوم كاسح لقطيع من الماعز عندما التهم هذا القطيع صور المرشحين وبطريقة غادرة وبربرية وان كان هجوم غير مسيس ولا يدخل في تسميات التسقيط او العمل لاطراف خارجية. الا ان ما قام به احد الاشخاص في بغداد قد يكون حالة جديدة وغير مالوفة وغير مقبولة قطعا ولا تدخل في الجوانب الفكاهة او المزاح لانه ابتدع طريقة تعتمد على الترغيب في اثارة الاخرين، هذا الشخص حدد عشرة الاف دينار لكل من يقص راس المالكي من صور الدعاية الانتخابية المنتشرة في معظم مناطق بغداد وقد يبدوا ان هذا العرض لم يلقى رواجا كبيرا ولم يتم التعاطي معه بصورة كبيرة اما لقلة المبلغ او خوفا من عيون الرقيب الا ان شخصا واحدا كان يرى ان مبلغ عشرة الاف دينار مبلغ جيد مقابل راس المالكي فكان ان قام بصولات وجولات يومية حقق من خلالها ما اراد دون ان يقع ضحية لتخلفه العقلي. ان ما يحدث من صور ومواقف يومية في الحملة الانتخابية انما هو انعكاس لهموم وتطلعات ورغبات ابناء الشعب العراقي فهذا الذي يقبل صورة المرشحة تمثل رسالة وهذا الذي يمزق بوسترا تمثل رسالة اخرى الا ان رسالة التمزيق اكبر واعم لان من قُبل الصورة عدد لا يتجاوز اصابع اليد اما الذين يمزقون الصور فلا يمكن عدهم ومن التمزيق تعرف اسباب قص الراس.