اسرائيل تستسلم دون قيد او شرط في الحرب المفاجئة التي شُنت عليها |
لاول مرة في تاريخ حياتي وانا طفل صغير في المدرسة الابتدائية منذ حرب عام 1948 ما بين الدول العربية واسرائيل مرورا بحرب عام 1956 و1973 والحروب التي لحقتها لم اشعر ان كبرياء وجبروت اسرائيل قد سقط بالفعل وعلى نحو ادق واقوى اكثر مما سقط في المرتين السابقتين في حرب تموز عام 2006 على لبنان وفي حربها على غزة في العام الماضي . في مقالتي السابقة عن حرب اسرائيل على غزة بعنوان : "صواريخ حماس هزت الكيان الصهيوني في اسرائيل ونالت من كبريائه " المنشورة بتاريخ 29 نوفمبر 2012في هذه الصحيفة وصحف اخرى قلت فيها :" تكاد ان تكون الحرب التي اندلعت بين اسرائيل وحماس من الحروب التي لا مثيل لها في تاريخ المنطقة التي شهدت عدة حروب مع اسرائيل . هذه الحرب كانت بين طرفين غير متكافئين ومع ذلك صمدت حماس رغم التدمير الهائل الذي سببته الالة العسكرية الاسرائيلية بكل وحشية والمتفوقة بامتياز امريكي، ولكن ولاول مرة في التاريخ تقع اسرائيل ضحية لغطرستها وغرورها لتواجه قوة صغيرة تحدتها باكثر من 1.500 صاروخ انطلقت من غزة وغطت سماء مدن اسرائيل . لقد تحطمت نظرية اسرائيل القوة التي لا تقهر . حماس فقط فيا ترى لو استمرت الحرب ودخلت ايران وسوريا وحزب الله على الخط فكم من الصواريخ ستنطلق على اسرائيل وما الذي سيحل بها ؟ وبعد ثمانية ايام من القصف والتدمير المتبادل الذي شمل قبل كل شئ تدمير معنويات اسرائيل والنيل من كبريائها وبعد صمود المقاتلين الابطال في حماس ، قبلت اسرائيل وقف اطلاق النار وراح الخلاف يدب في اوساط الحكومة الاسرائيلية التي اعلن وزير دفاعها ايهود باراك عن استقالته مباشرة بعد الاتفاق على الهدنة ". لكن هذه المرة لم تشن اسرائيل هجومها باسلحتها العسكرية التقليدية الجبارة على غزة او على لبنان او سوريا ولم تستخدم التهديد بقنابلها الذرية . لقد جاء اليوم الموعود الذي حشر اسرائيل في الزاوية المطلوبة وترك قادتها وشعبها في ذهول . رغم كل الاستعدادت التكنولوجية التي تمتلكها اسرائيل لصد اي هجوم مباغت من اي طرف مجاور ، استطاعت الايدي الجبارة للناشطين الشباب المقاوم للجبروت الاسرائيلي اختراق المواقع الرسمية الحساسة على الانترنت في اسرائيل الامنية منها والمالية والسياسية. انها حرب التكنولوجيا . هي عصا النبي موسى عليه السلام السحرية التي حركها الشباب الذي استطاع الوصول الى قلب اسرائيل . انه الهجوم الذي وصفته اسرائيل نفسها بالهجوم العظيم . انتهت اسطورة اسرائيل التي لا تقهر وترك شعبها في حيرة من امره. لقد اصيب اكثر من 100 الف موقع اسرائيلي من مهاجمين مجهولين استطاعوا اسقاط كبرياء اسرائيل . نعم ليلة واحدة ابكت الشعب الاسرائيلي بالكامل . ليست القصة خرافية بل انه الواقع الملموس الذي تتحدث عنه وسائل الاعلام في جميع انحاء العالم منذ الامس وحتى اليوم . ليس هذا فحسب بل ان ما استطاع الوصول اليه المهاجمون من اسرار عن اجهزة الامن الاسرائيلية وغيرها سوف ينشر على العالم سريعا . انهم المتخصصون من العالم العربي ودول صديقة اخرى سمتهم اسرائيل بالقراصنة . اليوم اسرائيل تعرف معنى القرصنة . لقد استطاع هؤلاء الشباب انجاز عمل تكنولوجي جبار دون مساعدة خارجية بالرغم من كل استعدادات الموساد الاسرائيلي لصد مثل هذا الهجوم . شن هؤلاء المتخصصون هجومهم في منتصف الليل . حاول الاسرائيليون صد الهجوم الا ان هذا الهجوم المخيف تكرر لثلاث مرات متتالية . لقد اصبح من الواضح سهولة فضح كل عيوب العدو الصهيوني . لقد سموه بهجوم الهكرز على اسرائيل او بحرب السايبرز . هلل الشباب واطلقوا الاغاني المفرحة " هكر هكر تل ابيب " اغنية ساخرة لصاحبها قاسم النجار بعد اغنية " اضرب اضرب تل ابيب " بمناسبة هذا الهجوم الناجح الجديد على اسرائيل . لقد جاء كل هذا ردا على المعاناة الفلسطينية التي تمثلت في وفاة الاسير في السجون الاسرائيلية ميسرة ابو حمدية ودخول الاسير سامر العيساوي اضرابه ال 259 يوما عن الطعام . |