أتابع الهستيريا التي تشهدها الساحة المصرية مما أعلن عن زيارة أفواج من السواح الايرانيين الى مصر . أصحاب الدشاديش القصيرة واللحى المرسلة يعتلون منابر المساجد ويصرخون : جاءنا الشيعة ليسلبوننا مذهبنا . البعض هدد بافتراش ارض المطار لمنعهم ، والاخر صرخ من مسجده :هؤلاء اكثر خطرا علينا من اليهود . فيما يدعو مجلس " علماء " الى الاخبار عن اي شخص يمارس نشاطا شيعيا . حالة من الشيعة فوبيا يريد البعض إيجادها بين صفوف المصريين تبدو غريبة عنهم تماما . يصورون للناس ان الشيعي لا هم له الا نشر مذهبه أينما كان ، وان هذا المذهب يحمل من الخطر على عقيدة المصريين ما يفوق خطر الافلاس الذي يهددهم وغياب الامن الذي يعانونه منذ عامين . هؤلاء نسوا ان هذا المذهب إسلامي معترف به من قبل الاهر الشريف منذ اواسط القرن الماضي . هذا التحريض ضد مذهب اسلامي يفترض، دون وعي ، ان هذا المذهب هو أقوى حجة ودليلا بحيث سيجتاح مصر بمجرد السماح لزوار ايرانيين بالقدوم الى مصر . أليست هذه إهانة لاهل مصر وعقيدتهم ؟ وهل سيستطيع هؤلاء الزوار العاجزون عن نطق جملة واحدة باللغة العربية ، نقل أفكار أكثر من تلك المتوفرة على شبكة المعلومات الدولية التي يدخلها ملايين المصريين ، ومحطات التلفزة التي تعرض كل الافكار والعقائد فضلا عن التحريض الطائفي من قبل كل الاطراف ؟ منذ سنين طويلة وسوريا تفتح ابوابها لالاف الزوار الايرانيين اسبوعيا ، تمتلئ بهم فنادق دمشق وتعج بهم منطقة السيدة زينب التي يقصد الزوار مرقدها هناك ، حتى باتت هذه الزيارات تدر على الاقتصاد السوري بما يفوق عائدات بئر نفطية ، فهل سمعتم عن ظاهرة تشييع في سوريا؟ . ما يهمنا في العراق هو ان التحريض يتم ضد طائفة تشكل اكثر من نصف العراقيين ، وربما كان هذا وراء تأخر الجانب المصري في تسهيل دخول العراقيين . وزير داخليتهم تحدث عن اليات خاصة يجري بحثها للعراقيين فلماذا آليات خاصة ؟ وهل العراقي بحاجة الى مصر أم العكس ؟ قبل مصر جربت إحدى الدول الجارة التعامل طائفيا مع العراق فخسرت كثيرا مما اضطرها الى التراجع . دولتنا بحاجة الى حزم اكبر لصون كرامة العراقي الذي يجب ان يدخل مصر –كما غيرها -بكرامة وترحاب ودون اية عقبات ، والا فانه في غنى عنها . إنتهى ذلك العراق ،البقرة الحلوب للاخرين والمنتهكة كرامة انسانه على الحدود العربية المفتوحة دائما للاخر.
|