حصاد السنين... ح2 بقلم علي محمد الطائي

 

 

 

 

 

وذات يوم طلبت منه بعض أحتياجات المنزل وبدأت أخبره أن زيت الأكل قد نفذ والسكر والشاي ...وياسمين أيضا تحتاج الى بعض الملابس الضرورية ، وأنا أكلمه بكل هدوء واحترام و كلي خوف وحذر من ردة فعله وما ستئول أليه الأمور ،وفعلا أنهال علي كالبركان الهائج، بدأ يضربني ضربا مبرحا و يشتمني وينعتني بالغباء وقلت التدبير كباقي النساء في أمور المنزل، عندها لم أحتمل الحياة معه وطريقة الأذلال التي أتعرض لها كل يوم حتى أصبح العيش معه تحت سقف واحد أشبه بالمستحيل وجحيم لا يطاق بل الجحيم أرحم منه ، قلت في قرارة نفسي يجب أن أذهب الى بيت أهلي وأتركه لعله يفكر قليلا بي وببنته ...ويعتبرنا من فصيلة البشر وأننا شيئ مهم في حياته ومن الصعب التفريط بنا ، وفعلا ذهبت الى بيت أهلي وعندما رآني أبي رحب بي و أستشعر أني لست على ما يرام .. وفي اليوم التالي قال لي أبي يابنتي هل هناك مشاكل بينك وبين زوجك قلت نعم ..قال لي..قد أخبرتكي أن هذه العائلة من الصعب التفاهم معهم والعيش بينهم ..وتحت سقف واحد ، عليكي يابنتي أن تنفصلي عنه قبل فوات الآوان ، في البدايه رحبت بالفكره لأني كل يوم أتعرض للأهانه والتعذيب النفسي والجسدي ... ولكن راجعت عقلي وقلبي ، وقلت في قرارة نفسي ماهو ذنب أبنتي أن تعيش يتيمة من صغرها ، قلت...لا.. ياأبي لا أستطيع .. يوجد بيننا ياسمين وما ذنبها أن تعيش محرومه من والدها ، أنشاء الله سوف يتغير ويراجع نفسه .... ياأبي هناك في المدينة صعوبة في العيش والمتطلبات كثيره ليس كالريف ، وبدأت أبرر له أخطاء (محمد) التي لا تغتفر بحقي ... ويا ليتني سمعت كلام أبي رحمه الله وانفصلت عنه ، ولكني كنت أحبه ويجب أن أصبر عليه ، وبعدها بفتره قصيره جاء محمد الى بيت أهلي وتكلم مع والدي وقال له أن هذا الشيء لن يتكرر وأعتذر مني ورجعت معه الى المنزل ... وهنا بدأ (محمد) يتذمر كثيرا ويفكر بحلول ودخل أضافي يعيننا على الأستمرار بالعيش معا ....وفعلا قام (محمد) بتعلم مهنة تصليح الأجهزة الكهربائية .وبعد فترة وجيزة أصبح ماهرا في هذا المجال ...وقام بتعليم جميع أخوته أيضا . بعدها ..قام باستئجار محل صغير في الحي الذي نسكن فيه .... وبدأت الناس تعرفه وتتعود عليه وشيئا فشيئا بدأ حالنا يتحسن نحو الأفضل .واستمر (محمد )على هذا الحال عدة أشهر ، وأنا بدوري أقوم بتشجيعه على العمل بعد الدوام ، ولكن هو بدأ يتكاسل ويتشكى من التعب وأنه مرهق من الدوام صباحا والعمل مساءا في محل التصليح ...وان المحل لا يدر عليه المال الوفير..وأن سكان الحي لا يعطوني حقي كاملا جراء ما اقوم به من أتعاب ،

يتبع...