محاربة روسيا للإرهاب في سوريا مزق كل الأقنعة |
سنين طويلة والإرهاب يحرق الأخضر واليابس ويدمر كل شيء وقد توغل في القتل والإجرام وتفنن في أساليبهما ، حتى اصبحت الرقة عاصمة داعش التي تسيطر على مناطق الجزيرة ما بين العراق وسوريا وتسيطر كذلك على غرب العراق والجهة الشرقية ووسط سوريا والنصرة تسيطر على غرب سوريا وجنوبها وبعض المناطق من شمالها بالإضافة الى جيش الفتح وأحرار الشام وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي اصبحت الجاذب الأكبر لكل الإرهابيين من مناطق العالم الى الهلال الخصيب سوريا والعراق ، حتى أصبحت موازين القوى تتجه الى كفة التنظيمات الإرهابية ، لأن هذه التنظيمات تحصل على الدعم الكامل من المقاتلين وكذلك الأسلحة بالإضافة الى سيطرتها على المناطق الغنية بالنفط مما جعلها تقوى إقتصادياً يوماً بعد أخر ، وقد حصلت هذه التنظيمات على الحماية الجوية في أغلب المناطق التي يسيطرون عليها نتيجة سيطرة طائرات بما يسمى التحالف الدولي لمقاتلة الإرهاب الذي تقوده أمريكا وحلفائها من السعوديين والقطرين والإماراتين بالإضافة الى الإردنيين والأن الأتراك دخلوا في هذا التحالف ، ونتيجة القوة المتزايدة للإرهاب وتزايد توغل الدول التي تدعمه في تلك المنطقة بعيداً عن الأمم المتحدة وقوانيينها أصبحت الحكومة السورية على أبواب الخطر الكبير لأن الإرهاب قد سيطرة على أكثر من ثلاث أرباع الأراضي السورية ، ولكن التدخل الروسي المباشر في مقاتلة الإرهاب في سوريا قد غير موازين اللعبة ورفع كل الأقنعة وأظهر حقيقة ودوافع كل الدول التي تدعي مواجهة الإرهاب في سوريا والعراق ، فهذه بضع ايام على مقاتلة روسيا للإرهاب في سوريا لم تستطع الدول التي تدعي مواجهة الإرهاب أن تسيطر على نفسها وتصمت لبضع ايام أخر ، لأن قوة الضربات الروسية للتنظيمات الإرهابية قد أفزعتهم وأظهر حقيقة ما يضمرون في مخططاتهم وتحركاتهم ، فهم الذين يدعون مقاتلة داعش لأكثر من سنة وقاموا بأكثر من 4000 غارة جوية ضدها كما يدعون ، ولكنهم اليوم يتصارخون ويصرحون بضرورة توقف القصف الروسي على داعش وأخواتها ؟؟؟ ، بضع طلعات جوية لم يستطيعوا تحملها فكيف يدعون مقاتلة هذه التنظيمات الإرهابية ، فحقيقة التحالف الذي تقوده أمريكا لمقاتلة داعش ظهرت بشكل جلي ولا يمكن الشك فيها على أن هذا التحالف وجد لتقديم كل التسهيلات والدعم لهذه التنظيمات الإرهابية من أجل مواجهة كل الأنظمة التي تواجه مخططاتهم في المنطقة والعالم ، فحقيقة داعش وأخواتها من تنظيمات إرهابية ما هية إلا اذرع للقوى المشاركة في التحالف الدولي لمقاتلة داعش ، وقد أظهرت مشاركة روسيا في مقاتلة الإرهاب في سوريا ضعف وسذاجة الحكومة العراقية التي الى الأن لم تقدم أي طلب رسمي للحكومة الروسية لمقاتلة داعش على الأراضي العراقية بعد أن قدم الروس لأكثر من مرة رغبتهم في مقاتلة داعش على الأراضي العراقية إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك ، ولكن هذه الحكومة لم تمتلك الشجاعة الكافية لتقديم الطلب للروس لمقاتلة داعش على الأراضي العراقية ، وهكذا يبقى العراقيون ضحايا الإرهاب من جهة وضحايا ضعف وسذاجة وأنانية قياداتهم السياسية من جهة أخرى ، وهكذا وضعت القوة والجرأة الروسية جميع الحكومات والقوى التي تدخلت في الشأن السوري والعراقي في أماكنها الحقيقية وليس ما يظهره الإعلام الغربي عنهم . |