عندما يتحول شيوخ الأِسناد الى بيادق لدعم الظلم والأِستبداد ! |
العشائر . جمع عشيرة . والعشيرة هي مجموعة من العوائل ترتبط فيما بينها بروابط الرحم من جد واحد يسمى الجد الأكبر وهم من نسل واحد . والعشيرة في معاجم اللغة تعني ككلمة العشرة ، ويقصد بها ( آل بيت الرجل ) ، بما يشتمل هذا البيت من أبناء وفروع خرجت عن البيت الواحد ، للأخوة ، والأعمام ، وأيضاً الآباء والأجداد جميعهم ، فهي تعني الفروع أو الأصول على وجه التحديد . ويأتي هذا المفهوم واضحاً في قوله تعالى : (( وانذر عشيرتك الأقربين )) ، لنجد بأنّ الله تعالى قد أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلّم ، في بداية دعوته بأن يقوم بدعوة أبناء عشيرته فقط ، أي بني هاشم تحديداً. وتعد العشيرة مكون مهم من مكونات المجتمع ولديها ضوابط اخلاقية وأحكام خاصة بها عرفت بلاللهجة العامية الدارجة ( السنينة ) وهب احكام تضبط العلاقات بين العشائر . أتذكر بعد الأحتلال الأمريكب كنت قد كتبت مقالاً حول النظام العشائري في العراق وكنت قد شرحت اهمية العلاقات العشائرية في حفظ الأمن والنظام في بلد غاب عنه النظام لمدة تجاوزة الستة اشهر التي اعقبت الأحتلال الامريكي عام 2003 فلا أجهزة أمنية ولاجيش وكانت علاقات الناس العشائرية والأنسانية المجتمعية هي التي تحكمهم . في ذلك الوقت تاسست مجالس عشائرية مختلفة وكل مجلس يدعي أحقيته في جمع عشائر العراق تحت مظلته التي يدعي وطنيتها ثم يمضي الوقت وتتضح العملية على انها مجرد تجمعات تصدر هويات تعريفية على أن فلان شيخ عشيرة وذاك شيخ فخذ وكلاهما يتصوران أن سمعة الرجل عشائرياً يعتمد على الهوية والأرتباط بعلاقة خاصة بهذا المسؤول او ذاك . عقليات غريبة كانت تدير الملفات العشائرية فكلما ازدادت التجمعات العشائرية والمجالس ومسمياتها المختلفة . كلما ازداد الأرباك في الشارع العراقي نتيجة لفوضى أدارة البلد من خلال قيادات لاهم لها سوى جمع المال وشراء الذمم ومع تكشف هذه الحقائق منذ وقت طويل لكن بعض مايسمى شيوخ العشائر متمسكون بالتصفيق وتنظيم التجمعات العشائرية المصحوبة بالهوسات التي تذكرنا بشعار تفوقنا فيه وهو ( بالروح بالدم نفديك ياهو الجان ) . وبشكل محزن تحولت الكثير من عشائرنا من خلال شيوخها من عشائر تصنع الثوراة الى عشائر لدعم لتمجيد الطغاة بعد أَن قبل بعض الشيوخ أن يكونوا مشاريع لتحسين صورة المسؤلين مقابل ثمن تمة شرعنته بأساليب خبيثة مثل مشروع الأسناد الذي يهدف بالأساس الى شراء الذمم وأِلا أي اسناد هذا الذي تحتاجه الحكومة في أماكن مستقرة امنياً ولم يحدث فيها خرق امني طوال السناوت الماضية . الثمن المقابل الذي يدفعه شيوخ الأسناد هو السكوت على مايحل بالبلد من ظلم وجور يطال حتى ابناء عشائرهم وتلك كارثة لايستوعبها العقل البشري لكنها حصلت حتى تحول الفَّلاح وهو نتاج العشيرة الى عاطل عن العمل وأرضه يضربها التصحر وأولاده يبحثون عن عمل وبعضهم راح متطوعاً في الجيش والشرطة بينما الزراعة في البلد انهارت بشكل كامل وشيوخ الأسناد يصفقون وينظمون احتفاليات مدفوعة الثمن تتخللها ولائم يكثر فيها ( المفطح واللحم ) على حد قول الشاعر الحاج ناصر . ! مافعله بعض شيوخ العشائر من خلال مشروع الأسناد وغيره زاد من حالات الظلم بشكل كبير ولنا أمثلة كبيرة وكثيرة على ذلك أهمها ان عمليات الأعتقالات والظلم في السجون والمعتقلات السرية والعلنية تطال الكثير من ابناء العشائر لم نسمع ان شيوخ الأسناد قد انتفظوا لتصحيح مسار أو دعم مشروع لتصحيح مسار بل انهم كانوا أداة قمع استخدمها المالكي للبطش بالمتظاهرين في ساحة التحرير في التظاهرات الأولى التي حدثت عام 2011 ! كما ان جرائم كثيرة وكبيرة نفذها النظام الحالي لم نسمع او نشاهد ردة فعل من العشائر ضدها ولنا في سبايكر جريمة العصر اكبر مثال . فلو فرضنا ان كل 10 شهدا من شهداء سبايكر ينتمون لعشيرة فأن 170 عشيرة قد نالها الظلم من غدر سبايكر وهو رقم عشائري ليس بقليل لكننا لم نشاهد ردة فعل قوية ضد من كان سبباً في بيع شهدائنا في سبايكر وغيرها … أمثلة كثيرة حَرَفَت سلوك العديد من شيوخ العشائر ليتحولوا من مصادر للثورات الى جهات داعمة للقمع ولذلك نجد ان عشرة اسابيع من الأحتجاجات كانت خالية من دعم عشائري مهم … غفر الله لكم وسامحكم فقد كنتم عوناً للدكتاتوريات ولم تكونوا مع شعبكم أِلا ماندر منكم شرفاء يفضلون الوطن على المال والعيال .. والله من وراء القصد ..
|