الشجاعة تعريف واقعي يستحق التأمل! |
مخططات كبيرة وخطيرة، تستهدف وحدة العراق وأرضه، والعالم الرأسمالي عازم على إفراغه، من محتواه الحضاري، والإسلامي، والثقافي، والإقتصادي، بل وحتى الشبابي، لذا لوحظ منذ عقد ونيف، المؤامرات التي نالت من العراق، من خلال سرقة إرثه التأريخي.
العراق لا يمكن أن تقوم له قائمة أبداً، مادام هناك ساسة تابعون لأجندات خارجية، وولائهم لهذه الدو،ل التي دعمتهم مادياً، ومعنوياً، وصنعت منهم ساسة، شكلهم الخارجي عراقي، وباطنهم فارغ من أي وطنية، تدل على عراقيتهم، وهمهم الوحيد أرضاء أسيادهم، من الحاقدين على وادي الرافدين وأبنائه.
أكثر من علامة دالة، على هذه المؤامرات، منها تدمير الأماكن الحضارية القديمة، وبيع موروثاته القيمة، في مزادات رخيصة، وعلى مرأى الحكومة التي وقفت عاجزة، عن إسترداد نفائسها إلا قليل منها، وأيضاً التدمير الديني، الذي نفذه السذج من أبنائنا، الذين أمسوا جنود شطرنج بيدهم، حين إستطاعوا بدهائهم شق الصف العراقي طائفياً، ومذهبياً، وكذلك طال التدمير العالمي المنحرف فكر شبابنا، الذين هاجروا بحثاً عن الحضارة المزيفة، تاركين أرض المقدسات، وبلاد الرافدين تعج بالألم والفوضى.
بعض الأصوات، ما زالت تنادي بوحدتنا، وتوصي بأخوتنا، وفقاً لمعايير الإسلام الحنيف، ولكن لا حياة لمن تنادي، فساستنا صم بكم لا يفقهون، وتجدهم قد جهزوا مقدماً التهم التي تنال من الاصوات الشريفة، فأغلبهم أما كان بعثياً، أو أنه من مؤيدي الارهاب! محاولين إخافتهم، فهذه الشخوص التي تمتلك الشجاعة، والوطنية الأصيلة، معرضة للتصفية أو للتهجير.
خرجت الناس، وهي مستاءة ومتألمة، على ما وصل اليه العراق، من تردٍ كبير في الخدمات، وفقدان الأمان، وسرقة خزينته أمام أعين الناس، دون خوف، أو حتى إستحياء، الكلمة التي تركوها خلفهم، إرضاء لإسيادهم، لذا علينا التحلي بالشجاعة، التي لها تعريف واقعي مطبق، على أرض الحقيقة، ويستحق وقفة طويلة، كما وضحها (أرسطو)، والعراق اليوم بأمس الحاجة الى الشجعان، والأحرار، والشرفاء، لتشرق الشمس من جديد.
ما يميز العراقي عن غيره، أنه يمتلك شجاعة، ورثها من سمرة طينه الحر، ومن إباء كربلائه المقدسة، وضيافة أنباره، ومن علم نجفه الأشرف، وفيحاء بصرته، وحدباء موصله، فهو شجاع مقدام، يضيف لبلده حقيقة أخرى، أصبحت إضافة شامخة، لحقائقه الماضية الناصعة، التي يشهد لها التاريخ.
ختاماً: العراق ملك الشعب، وليس ملكاً للساسة، وقد أمسى الساسة ضيوفاً ثقال، غير مرحب بهم، ولكنهم مصرون على تحويل العراق، الى مدينة اشباح قبل رحيلهم، ولكن هيهات منا الذلة، فنحن شعب شجاع لا يقهر.
|