ولسان حال روسيا يكشف الـ جعجعة بلا طحين |
القراءة المتانية للاحداث وانقلاباتها وتحولاتها السريعة التي تشهدها الساحة الاقليمية والتي تتسم بالتوتر والتقاطع العميق لتداخل المصالح وتقاطعها بين القوى الدولية الفاعلة ، واعادة مسلسل العمليات الاجرامية الارهابية والتي تسمى نوعية على لسان وسائل اعلامهم لتضرب مناطق العراق بوتيرة محمومة باوامر من الدول الداعمة لتلك العمليات ، لايمكن فصلها عن الموقف الجديد الذي اتخذته روسيا بالمشاركة المباشرة في الحرب على الارهاب في سوريا وتزامنه مع الاعلان عن الحلف الامني الرباعي ومقره بغداد . رغم صعوبة التنبواءات بالاحتمالات المفتوحة ومستجداتها ولكن ببساطة لايغيب عن ذهننا ان الدول الكبرى والفاعلة يتحدد اتجاه حركة بوصلة توجهاتها السياسية وفق مصالحها ، ولم تكن يوما معنية بمصالح الدول الاخرى ، بعد مرور اكثر من سنة لازالت آثار الهجمة الشرسة الارهابية التي ضربت بلادنا واحتلال محافظات بكاملها يتناغم مع تطلعات واهداف تلك الدول وانعدام ردة فعلها الى الصمت وانشاء تحالف خجول هش لم يتأسس الا بعد فرض الشروط القسرية على الساسة العراقيين والرضوخ لها في رسم الخارطة السياسية الداخلية ، وبعد كل ذلك تاتي التوقعات والتكهنات المبالغ فيها في اقوال القادة العسكريين والناطقين بسياساتهم الخارجية التي تصب جميعها في خانة تثبيط الهمم للاستسلام ومساندة لتلك الهجمات و تعظيم امكانات الارهاب وقدراته ومحاولة خلق صورة ترهبية للعنف وتوظيف ابتداع وسائل القتل على الطريقة الهوليودية بهدف ترسيخ القناعة في ذهن المواطن العراقي بأنهم القوة التي لاتقهر وسوقوا لتضخيمها واستحالة مواجهتها ويتطلب سنوات عديدة للقضاء عليها ومحاولة فرضها كواقع حال والقبول بها كرقم صعب لايمكن تجاوزه في فرض الحلول وفق مشروعهم التقسيمي الجديد . واليوم من اكثر الاوقات التي تنكشف الامور على حقيقتها ويناط عنها اللثام عن الجهات الخفية التي تقف وراء خلق تلك القوى الظلامية بعد تعالي الاصوات وتحت ذرائع واهية للعديد من دول العالم والمنطقة على وجه الخصوص في انتقاد وشجب التدخل الروسي كأنهم صوت يعبر عن تلك قوى الشر والظلام ، ولم تكن هناك حملة اعلامية واستهجان بصوت عالي وخصوصا من الدول التي تورطت في تلك الحرب السورية منذ اكثر من اربعة سنوات والمعروفة للقاصي والداني على الجرائم الفظيعة التي اقترفت بحق الشعب العراقي والمسفوح دمه ليلا ونهارا ، ان السقوط المفاجئ لاقنعة قادة العالم خصوصا الغربي وتابعيهم في منطقتنا بالتصريحات المتشنجة عن التدخل الروسي في ضرب معاقل الارهاب والتي اعطت نتائج سريعة على ارض المعركة ، وفضحت الفشل الذريع للتحالفات والائتلافات التي اعلن عنها في محاربة الارهاب ولاكثر من عام من خلال الضربات الجوية لاوكارهم مرارا وتكرارا ، لم تكن لها تاثير بل على العكس استطاعت قوى الارهاب تحصين نفسها والانتشار اكثر في مناطق عديدة من بلادنا ، لذا لم يكون ذلك التحالف الا للاستهلاك المحلي لذر الرماد في العيون من عواصم دول عديدة واعطاء لنفسها الحق للتدخل في شؤون الدول الاخرى لحماية مصالحها وبكل الوسائل ومنها تدريب المرتزقة وتسليحها على اراضيها تحت عناوين مكشوفة . قد اعاد ذلك التدخل النبض للركود للاحداث الدامية والاحتمالات لتغيير المواقف الدولية وتشكيل تحالفات دولية جديدة مفتوح على مصراعيه ، تكون بداية كشف ضربات التحالف الدولي الوهمية التي لم تكن الا (جعجعة بلا طحين ) والاتي يكون " لسان الحال اصدق من لسان المقال " . |