الجهل أفيون الشعوب

 

 

سأخالف المقولة الشهيرة التي قالها كارل ماركس في نقده للدين عندما قال (الدين أفيون الشعوب)  وسأستبدلها بـ (الجهل افيون الشعوب) وعندي الدليل على صحة مقولتي .

 

ان اساس الدين هو السمو الروحي والاخلاقي  والالتزام بالمبادئ والشرع (القوانين) للدين وهو التزام مادي و روحي  يدفع الانسان الى عدم الانفلات والانجرار وراء اهوائه او غرائزه والتحكم حتى بردود افعاله  مما يؤدي الى وجود انضباط للفرد في سلوكه و افعاله في المجتمع فيكون محكوما بأسس واطر أخلاقية ووازع انساني وحسي كبيرين .

 

طبعا بالإضافة الى تشجيع الدين على التعلم وحثه على العمل والتواصل مع افراد المجتمع وعدم القطيعة او الخلاف او التفرق  واداء الحقوق والواجبات  حتى يصل المجتمع الى حالة من الرَقِيَ في اواصره وحالته .

 

وطبعا لا يعرف الشيء الا بضدهِ  فعلى عكس العلم طبعا هناك الجهل  وعلى عكس حسن الاخلاق هناك سوء الخلق  وعلى عكس العمل هناك الكسل  وعلى عكس السلام و الاطمئنان  هناك الشر والحقد .

 

ولكن المشكلة تكمن هنا هو في تداخل الصور والالوان  فمن يستطيع التمييز هو من سيكون الاكثر معرفة وعلما والمُجَانِبٌ لِلصَّوَابِ .

 

ولأننا لسنا في حالة شرح او الدفاع عن الدين  ولكن لتوضيح الفرق بينه وبين الجهل .

 

ان اكبر علامة للجهل هي تحجر العقول  وعدم سماعها كلمة او رأي (غير الكلمة والآراء التي تلائم الاهواء او تجلب المصالح)  ومحاربتها لكل انواع من الابداع او التنوع في الافكار او في الطرق والاساليب .

 

لابل انها تحارب حتى ابناء جلدتها ولكن من غير باب للجهل  وان ابرز علامات الجهل هو عدم استيعاب العقول للدروس التي تمر على الانسان  ولا تجعله يشخص الاخطاء التي قام بها او يتعلم منها  فيكون عقله خاوياً ومقفلاً على حالة واحدة يرددها كالببغاء من دون تفكير .

 

وان اهم شيء يميز الجهل  هو عدم البحث في دقائق الامور او التأمل في الحال وسيرها فنرى الجاهل يتخبط من دون ادراك لعواقب الامور .

 

او انه يسير وراء احكام مسبقة من دون تفكير ولا وعي  حتى ان تفكيره بالأشياء يأخذ مدى سطحياً لكل الامور .

 

ولكن قمة الجهل تكمن بالتزمت الاعمى والانقياد التام  حتى لو توقف الجاهل للحظة و فكر بما يفعله لكان هو اول من رفض ذلك .

 

ان المجتمعات التي تسبح في بحور الجهل هي مجتمعات سينخر فيها الفساد بكل اشكاله  والتخلف وانحلال الروابط والتخلف العلمي عن ركب الامم والشعوب  وحالات النُكوص عن طريق الحق (بكل شيء)  وكذلك يعيش المجتمع حالات التأزم النفسي و الصحي وتراجع الانتاج وتباطؤ بالتطور او شكليته .

 

ان الحل للجهل  هو تثقيف المجتمع و انفتاحه على كل الافكار وتقبل الاخرين و نبذ العنف و التخلف  وكذلك اعطاء الحقوق لكل شرائح المجتمع ووضع قانون يجعل من الدين حرية فردية وحق شخصي لا يجوز لأي سلطة او شخص فرض صورته او فكرته عنه على اي طرف من الاطراف او على اي فرد .