هل التدخل الروسي في سوريا.. ذُكر بروايات آخر الزمان؟ الجزء الثالث |
من المتعارف والمتسالم عند المحققين والباحثين في أحاديث الظهور، أن لفظ( الجزيرة) الواردة في روايات آخر الزمان، هي جزيرة العرب، أو جزيرة الفراتين، أو الجزيرة السورية العراقية، وقد بينّاها جغرافياً في الجزء السابق. لا أعرف ما هو المرجح عندهم، في أعتبار الجزيرة هي الجزيرة السورية العراقية، ولعل أهم سبب، الذي جعلهم يفسرّون( الترك) بتركيا، هو كون الجزيرة مجاورة لها، ومنهم من صرح بذلك، فالشيخ الصغير ـ أيده الله ـ في كتابه ـ علامات الظهور ـ راح يسرد كلام طويل، وتحدّث به عن المنطقة الكردية، والأنفصال الكردي، والأقتحام التركي للحدود السورية، وجعل من تركيا بعبع مخيف، تصول وتجول بسوريا طولا وعرضا! والروم من خوفهم التهديد التركي سوف تنزل الرملة، لتحفظ أمن أسرائيل، وهذا كلامه بعيد كل البعد عن واقعنا المعاصر، فتركيا من أين لها الشجاعة لتقف بوجه الروم؟!هذا أولاً، وثانيا تركيا الحليف الأول في منطقة الشرق، لأسرائيل وأمريكا!. بعد أن رجحنا تفسير( الترك) بروسيا، وهو الأقرب للواقع، فمن الناحية النظرية والعملية، وسياسياً وعسكرياً، أن تنزل الروس هذه الجزيرة، وبالإمكان ان تتفق وتنسق مع الجانب الأوربي والأمريكي، وتنقل جنودها، ومعداتها، وآلياتها، عبر الطائرات الحاملة العملاقة، وليس ببعيد هذا الأتفاق، فصراع الأرادات على المصالح، فيه خيارات سياسية عديدة، من الشد والجذب، والمد والجزر. نقل بعض المحللين السياسيين، عن مصادر دبلوماسية غربية، في مقال كتبه، جاء فيه:(ذكرت مصادر دبلوماسية غربية، رأت ان التدخل العسكري الروسي المعلن في سوريا يأتي ترجمة لمفاوضات ومشارورات خاضتها روسيا مع كل من الرياض والولايات المتحدة الاميركية وإيران من أجل حل النزاع في سوريا، ويبدو ان روسيا قد حصلت على تفويض أميركي – عربي قد يمهد لحل الازمة السورية وفق مقررات جنيف (1)، دون الغوص في تفاصيل الخلاف على دور وموقع الاسد في المرحلة الانتقالية، بحيث أن “الاطراف كافة متفقة على أن لا دور مستقبلي للأسد في سوريا”. تؤيد هذا الأتفاق بعض أحاديث العلامات، من قبيل:(يتفق الترك"الخزر"والروم على قتال الرايات السود الذين أحتلوا سوريا والعراق)، وردت عدة روايات، تقول: (ويخالف الترك الروم، أو يتخالف الترك مع الروم)، لكن هناك رواية جاءت بعبارة:(يتحالف، أو يحالف الترك والروم)، ومفسروا الأحاديث قالوا إنها تصحيف( يخالف). أقول:لعل كل من اللفظين صحيحين، وهي تعبر عن مرحلة في زمن ما، نتيجة لطبيعة الظروف والاوضاع، في وقت يتخالف الترك( روسيا)مع الروم، وفي وقت آخر يتحالف، وهذا ما فسرته بعض الأحاديث الأخرى، مثل:(ميثاق الترك والروم الذي غدر به الروم)، و(الترك يغدر بهم الروم). بعض المصادر قالت: إن روسيا باتت مقتنعة في الدخول إلى سوريا عسكرياً، ومقاتلة الأرهاب، للحفاظ على نظام بشار الأسد، وحماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط. هذه الجزيرة الأخرى، سنترك الحديث عنها إلى الجزء الرابع، وسنتحدث أيضاً عن التداعيات الخطيرة، التي ستحصل في المنطقة، نتيجة التدخل الروسي، بمشيئه تعالى.
|