ما الذي تعرفه عن قوات Seal team 6 الامريكية ؟ قراءة في كتاب التاريخ السري للعمليات الخاصة.. الجزء الثاني |
العراق تايمز: حرية للقتل ولكن في السنوات التي تلت ذلك، أصبح كرزاي من أكبر منتقدي قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وشكا من أن هذه القوات قتلت المدنيين بلا هوادة خلال غاراتها. ونظر كرزاي إلى نشاطات فريق SEAL 6، والوحدات الخاصة الأخرى، على أنها بمثابة نعمة لعمليات تجنيد طالبان، وحاول في نهاية المطاف منع هذه الفرق من تنفيذ الغارات الليلية تمامًا. تم تكليف فريق SEAL 6 بحماية الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي. وبعد محاولة اغتيال هذا الأخير في عام 2002 في قندهار، يظهر في هذه الصورة أحد أعضاء الفريق وقد أصيب في رأسه واستخدم قميصه لوقف النزيف). ولم تكن معظم المهمات مميتة. وأخذ الفريق الكثير من السجناء خلال تفتيش المنازل؛ وقال أحد الضباط إن عددًا من المعتقلين كانوا يصلون وأنوفهم مكسورة بعد تلقيهم لكمات من أعضاء الفريق خلال الصراع لإخضاعهم. ويعمل أعضاء الفريق في كثير من الأحيان تحت مراقبة عيون قادتهم. ويستطيع الضباط الكبار في مراكز العمليات مراقبة تنفيذ الفريق لمهامه من خلال الفيديو المباشر الذي توفره الطائرات بدون طيار المرافقة. ولكن، لدى أعضاء الفريق حرية واسعة أيضًا. ونفذ فريق SEAL 6 مهماته ليلًا على الأغلب، وهو ما منح أعضاءه فرصة اتخاذ قرارات الحياة أو الموت بحق الآخرين في غرف مظلمة، وبوجود عدد قليل من الشهود، وبعيدًا عن نظر الكاميرا. وقام مشغلو الفريق باستخدام أسلحة كاتمة للصوت لقتل الأعداء بهدوء وهم نيام، وهم يدافعون عن هذا الفعل بقولهم إنه لا يختلف عن إلقاء قنبلة على ثكنات العدو. ويقول بيسونيت في كتابه “لا بطل” الذي كتبه تحت اسم مستعار هو مارك أوين: “تسللت إلى بيوت الناس وهم نائمون. إذا رأيتهم مسلحين، أقتلهم، تمامًا كما يفعل جميع الأعضاء الآخرون“. وتميل قرارات الحياة أو الموت هذه إلى أن تكون مؤكدة. وقال ضابط صف سابق في الفريق إن زملاءه كانوا يطلقون النار بقصد القتل. وأضاف أن أعضاء الفريق يطلقون النار على عدة جولات للتأكد من مقتل الهدف. وأوضح الضابط ما يجري في هذه اللحظات، بالقول: “إذا كنت تشعر بأنك مهدد، سوف تقتل شخصًا ما في جزء من الثانية“. ووصف الضابط كيف قام أحد القناصة من فريق SEAL 6 بقتل ثلاثة أشخاص غير مسلحين، من بينهم فتاة صغيرة، في حلقات منفصلة في أفغانستان، مبلغًا رؤساءه بأنه شعر بأنهم قد يشكلون تهديدًا له. ومن الناحية القانونية، كانت هذه الحجة كافية لكي ينفذ القناص بفعلته. ولكن، قيادة الفريق تساءلت عما إذا كان القناص فعلًا عرضة للتهديد من قبل هؤلاء الأشخاص. وفي النهاية، أجبر القناص على الخروج من الفريق، وفقًا لما قاله الضابط. وأشار ستة من الضباط السابقين الذين تمت مقابلتهم إلى معرفتهم بتسبب فريق SEAL 6 في وقوع قتلى في صفوف المدنيين. وقال سلابينسكي، وهو عضو بارز سابق في الفريق، إنه شهد أعضاء الفريق الآخرين وهم يقتلون مدنيين عن طريق الخطأ “أربع أو خمس مرات” خلال عمله. وقال عدد من الضباط السابقين إنهم تساءلوا بشكل روتيني حول ما يقوم به مشغلو فريق SEAL 6 عندما أثيرت الشكوك إزاء عمليات القتل غير المبررة، ولكنهم لم يعثروا عادةً على دليل واضح على حدوث خطأ في العمليات. وقال ضابط كبير سابق في العمليات الخاصة: “لم يكن هناك أي حافز للحفر عميقًا في هذا الشأن“. وبدوره، قال ضابط كبير سابق آخر: “هل أعتقد أن بعض الأمور السيئة حدثت؟ هل أعتقد أنه كان هناك قتل أكثر مما كان ينبغي أن يكون؟ بالتأكيد“. وأضاف: “لكن، هل أعتقد أن الرجال قتلوا الناس الذين لم يستحقوا القتل عمدًا؟ لدي صعوبة في الاعتقاد بصحة هذا الأمر“. ويعد سقوط قتلى بين المدنيين جزءًا لا يتجزأ من أي حرب. ولكن، في الصراعات الحديثة ليس هناك وجود لخطوط واضحة للمعركة، ولا يمكن تمييز مقاتلي العدو في كثير من الأحيان عن غير المقاتلين؛ وبالتالي، يقول بعض خبراء القانون العسكري، إن القواعد التقليدية للحرب أصبحت قديمة ومنتهية الصلاحية، وتعد بروتوكولات اتفاقية جنيف الجديدة ضرورية في هذا الشأن. وفي وقت قريب من نهاية عملية انتشار مجموعة “أزرق” من فريق SEAL 6 في أفغانستان، والتي اختتمت أعمالها هناك في أوائل عام 2008، اشتكى شيوخ إحدى القرى إلى الجنرال البريطاني الذي كانت قواته تسيطر على مقاطعة هلمند. وعلى الفور، استدعى الجنرال قائد فريق SEAL 6، النقيب سكوت مور، قائلًا له إن اثنين من الشيوخ قالا له إن أعضاء الفريق قتلوا مدنيين في القرية. وبدوره، واجه مور قادة المهمة التي كانت تهدف لاعتقال أو قتل أحد أعضاء طالبان، ويدعى بانتيرا، بهذه التهمة. وعندما سئل مور عما حدث، نفى قائد السرب “الأزرق”، بيتر فاسلي، أن يكون أعضاء مجموعته قتلوا أي مدنيين. وقال إن جميع الرجال الذين قتلوا كانوا مسلحين. وطلب الكابتن مور من قيادة العمليات الخاصة التحقيق في الحادث. وفي نفس ذلك الوقت تقريبًا، تلقى مور تقارير عن أن هناك عشرات الشهود في القرية يزعمون أنهم رأوا القوات الأمريكية تشارك في عمليات إعدام ميدانية. وفي وقت لاحق، ادعى عضو كبير سابق في فريق SEAL 6 بأن سلابينسكي، وهو من قيادة سرب “الأزرق”، أعطى توجيهات قبل تنفيذ المهمة بأن يتم قتل كل الرجال المتواجدين في مكان الهدف. وقد نفى سلابينسكي هذا الأمر. وقال في مقابلة معه: “لم أعط أي أمر مثل هذا للرفاق“. وأضاف سلابينسكي إنه، وفي وقت قريب من تلك الغارة، كان قد غضب لرؤيته أحد أعضاء الفريق الأصغر سنًا وهو يمسك بحنجرة أحد مقاتلي طالبان القتلى. وقال سلابينسكي: “بدا وكأنه في طور تشويه الجثة، فصرخت في وجهه بسرعة، وأمرته بالتوقف فورًا عما كان يفعله“. وقالت دائرة التحقيقات الجنائية التابعة للقوات البحرية في وقت لاحق، إن ذلك الجندي كان يحاول فك العتاد عن صدر المقاتل القتيل. ولكن، قادة فريق SEAL 6 كانوا يشعرون بالقلق من أن بعض أعضاء الفريق كانوا يخرجون عن نطاق السيطرة، وتم إعادة ذلك العضو إلى الولايات المتحدة. وقد برأت JSOC مجموعة “أزرق” من ارتكاب أي مخالفات في عملية بانتيرا، وفقًا لاثنين من أعضاء فريق SEAL 6 السابقين. وليس من الواضح كم عدد الأفغان الذين قتلوا في تلك الغارة أو أين حدثت العملية تمامًا. وقال ضابط سابق إنه يعتقد أنها أجريت جنوب لاشكار جاه، عاصمة مقاطعة هلمند. ولكن وفقًا لأحد كبار قادة الفريق السابقين، خلقت تلك الحادثة نقاشًا رفيع المستوى حول كيف يمكن لـ SEAL 6 في بلد يحمل العديد من الرجال فيه البنادق، “أن يضمن أننا نقتل الأشرار الحقيقيين فقط؟“، وفي تحقيقات أخرى أجريت عادةً من قبل قيادة العمليات الخاصة المشتركة، لا محققي البحرية، لم توجه لأحد من أعضاء الفريق أية اتهامات. وعادةً، تمت إعادة الرجال المشتبه بهم إلى أمريكا؛ وقال ضابط سابق إن ثلاثة من أعضاء الفريق أعيدوا إلى الوطن بعد مزاعم حول تعذيبهم لمعتقلين أثناء الاستجواب. وتمت إعادة بعض الأعضاء أيضًا للمشاركة في عمليات قتل مشكوك فيها. وبعد مرور أكثر من عام عن تلك الحادثة، أدت مهمة أخرى للفريق لإثارة احتجاجات قوية بين الأفغان. وما حدث حينها هو أنه، وبعد منتصف ليلة 27 ديسمبر 2009، تم إنزال العشرات من القوات الأمريكية والأفغانية من طائرات الهليكوبتر على بعد عدة أميال من قرية صغيرة من غازي خان في مقاطعة كونار؛ ودخلت تلك القوات القرية تحت جنح الظلام؛ وفي الوقت الذي غادرت فيه، كان 10 مواطنين قد أصبحوا في عداد القتلى. ولا يزال ما حدث في تلك الليلة موضع نزاع. وكان الغرض من تلك المهمة هو اعتقال أو قتل ناشط بارز في طالبان، ولكن كان من الواضح أن قادة طالبان لم يكونوا موجودين في مكان الهدف، وأن البعثة استندت على معلومات استخبارية خاطئة. وقام الحاكم السابق للمقاطعة بالتحقيق بما حدث في تلك الليلة، واتهم الأمريكيين بقتل أطفال غير مسلحين. وأصدرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بيانًا جاء فيه أن التحقيق الأولي خلص إلى أن “ثمانية من القتلى هم من الطلاب المسجلين في المدارس المحلية“. وفي البداية، قال المتحدث باسم الجيش الأمريكي إن أولئك الذين لقوا حتفهم كانوا جزءًا من خلية للمتمردين تقوم بصنع العبوات الناسفة. ولكن في نهاية المطاف، تراجع المتحدث عن هذا الادعاء. ورغم ذلك، لا يزال بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين مصرين على أن جميع الشبان القتلى كانوا يحملون البنادق، وكانوا مرتبطين بطالبان. وقال بيان للناتو إن الأشخاص الذين نفذوا الغارة كانوا من “غير العسكريين”، في إشارة على ما يبدو إلى أعضاء وكالة المخابرات المركزية CIA، التي كانت هي المشرفة على العملية. ولكن أعضاء SEAL 6 شاركوا أيضًا في تنفيذ تلك المهمة، كجزء من برنامج أوميغا السري. وبحلول ذلك الوقت، كان البرنامج الذي بدأ في مطلع الحرب الأفغانية قد تغير. وبعد أن أصبحت المهمات داخل باكستان محدودة بسبب صعوبة العمل هناك دون إثارة انتباه الجنود والجواسيس الباكستانيين، اقتصرت المهمات في الغالب على الجانب الأفغاني من الحدود. ومع مرور الوقت، استجاب الجنرال ماكريستال، الذي أصبح قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، إلى شكاوى كرزاي حول سقوط قتلى مدنيين، من خلال تشديد القواعد على الغارات الليلية، وتقليص وتيرة العمليات الخاصة. ولكن، سلابينسكي يقول إن الخسائر في صفوف المدنيين وقعت في معظم الأحيان خلال طلب الاستسلام هذا، الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تخفيف هذه الخسائر. وأضاف القائد أن المقاتلين الأعداء أصبحوا يرسلون أحيانًا أفراد الأسرة إلى الخارج، ومن ثم يقومون بإطلاق النار على الأمريكيين من خلف ظهور المدنيين. بعثات الإنقاذ وقبل سنوات من تنفيذ الغارات الليلية في أفغانستان والانتشار في مناطق الحرب، كان فريق SEAL 6 قد درب باستمرار على إنقاذ الرهائن، ولكنه لم يحصل على الفرصة لتنفيذ مثل هذه العمليات الخطرة، والصعبة، قبل عام 2001. ومنذ ذلك الحين، حاولت الوحدة تنفيذ ما لا يقل عن 10 عمليات إنقاذ. وكانت بعض هذه العمليات مثالًا للنجاح، وبعضها الآخر مثالًا للفشل. ويقول أعضاء الفريق إن عمليات الإنقاذ تتطلب التحرك بشكل أسرع، وتعرضهم لخطر أكبر من مخاطر أي نوع آخر من العمليات، وذلك بهدف حماية الرهائن من إطلاق النار عليهم أو تعرضهم لأي أذى. وفي معظم الحالات، انتهى الأمر بقتل أعضاء الفريق لمعظم الخاطفين. وتم تنفيذ أول عملية إنقاذ رفيعة المستوى في عام 2003، عندما ساعد فريق SEAL 6 في استرداد الجندية، جيسيكا لينش، التي كانت قد أصيبت، وأسرت في مستشفى، خلال الأيام الأولى للحرب على العراق. وبعد ست سنوات، قفز أعضاء الفريق من على متن طائرات الشحن إلى مياه المحيط الهندي في مهمة لإنقاذ قبطان السفينة مايرسك الاباما، ريتشارد فيليبس، بعد أن اختطف سفينته قراصنة صوماليون. وفي عام 2012، نزل مشغلو الفريق من السماء على الصومال لتحرير العاملة الأمريكية في مجال المساعدات، جيسيكا بوكانان، وزميلها الدنماركي، بول هاغن ثيستد. واعتبرت JSOC هذه البعثة كمعيار يحتذى في عمليات إنقاذ الرهائن. وكان أعضاء الفريق قد استخدموا حينها تقنية السقوط الحر بالمظلات، أو ما يسمى “HAHO”، وتتضمن هذه التقنية القفز من علو مرتفع، وتوجيه أعضاء الفريق لأنفسهم عن طريق الريح لأميال عديدة، حتى يتمكنوا من عبور الحدود سرًا. وتعد هذه الممارسة محفوفة بالمخاطر، وقد أدت التدريبات عليها إلى وفاة العديد من أعضاء الفريق على مر السنين. وأشارت بوكانان لاحقًا إلى أن أربعة من الخاطفين كانوا على بعد 15 قدمًا منها عندما اقترب أعضاء SEAL 6 تحت جنح الظلام. وقد أطلق أعضاء الفريق النار، وقتلوا جميع الخاطفين التسعة، وقاموا بإنقاذ عمال الإغاثة. وقالت بوكانان في مقابلة: “حتى عرفوا بأنفسهم، لم أكن أعتقد أنه كان من الممكن تنفيذ عملية لإنقاذنا“. وفي أكتوبر 2010، أخطأ أحد أفراد فريق SEAL 6 أثناء محاولة لإنقاذ ليندا نورغروف، وهي عاملة إغاثة بريطانية تبلغ من العمر 36 عامًا، كانت محتجزة كرهينة من قبل حركة طالبان. ومع توجههم إلى مجمع طالبان تحت جنح الظلام، قام عضو جديد في الفريق بإلقاء قنبلة يدوية على ما اعتقد أنه اثنان من مقاتلي التنظيم المختبئين في حفرة. ولكن، بعد تبادل لإطلاق النار أودى بحياة عدد من الخاطفين، وجد أعضاء الفريق الرهينة ميتة في الحفرة. وفي البداية، أفاد عضو الفريق الذي ألقى القنبلة، وعضو آخر في الوحدة، إلى أن نورغروف قتلت نتيجة انفجار سترة ناسفة. ولكن، هذه الرواية تراجعت بسرعة، وأشار التحقيق إلى أن فيديو المراقبة يظهر أن الرهينة توفيت على الفور تقريبًا بسبب انفجار قنبلة يدوية. وخلص تقرير مشترك بين الحكومتين الأمريكية والبريطانية إلى أن المشغل الذي كان قد رمى القنبلة انتهك إجراءات إنقاذ الرهائن، وتم إخراجه من فريق SEAL 6، على الرغم من السماح له بالانضمام إلى وحدة أخرى من وحدات SEAL. ونجحت عملية إنقاذ أخرى بعد عامين في تحرير طبيب أمريكي على الرغم من التكلفة الكبيرة التي تكبدها الفريق. وفي ليلة من ليالي ديسمبر 2012، قامت مجموعة من أعضاء SEAL 6 باقتحام مجمع في أفغانستان حيث كان مسلحو طالبان يحتجزون الدكتور ديليب جوزيف، الذي كان يعمل مع منظمة مساعدات. وقد قتل أول عضو من الفريق يدخل إلى المجمع، ورد باقي الأعضاء بوحشية، ما أسفر عن مقتل كل الخاطفين الخمسة. ولكنّ الدكتور جوزيف، ومسؤولين عسكريين آخرين، يقدمون روايات مختلفة تمامًا حول كيفية وقوع الغارة. وقال الطبيب في مقابلة إن شابًا من الخاطفين يبلغ من العمر 19 عامًا، كان الخاطف الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد الهجوم الأولي. ويتذكر الطبيب أن هذا الشاب جلس على الأرض مستسلمًا، ويداه حول ركبتيه، ورأسه إلى أسفل. ولكن في وقت لاحق، وفي حين كان ينتظر ليستقل طائرة الهليكوبتر، قال الدكتور جوزيف إن أحد رجال فريق الإنقاذ أخذه معه إلى المنزل من جديد؛ حيث رأى تحت ضوء القمر ذلك الشاب ميتًا في بركة من الدماء. وبدورهم، قال مسؤولون عسكريون إن جميع الخاطفين قتلوا بسرعة بعد أن دخل فريق الإنقاذ إلى المبنى. وأضافوا أن الدكتور جوزيف كان مشوشًا في ذلك الوقت، وأنه لم يدخل المنزل مرة أخرى بعد إخراجه منه أبدًا، وشككوا فيما إذا كان الدكتور قد استطاع حقًا رؤية ما كان يحدث في ظلام تلك الليلة. فرقة تجسس عالمية ومن على طول الحدود الأفغانية، أرسل فريق SEAL 6 بانتظام أفرادًا من السكان المحليين الأفغان إلى المناطق القبلية في باكستان لجمع المعلومات الاستخبارية. وحول الفريق الشاحنات الملونة والتي تحظى بالشعبية في المنطقة إلى محطات تجسس متنقلة؛ حيث وضعت أجهزة تنصت متطورة في الجزء الخلفي من هذه الشاحنات، واستخدم البشتون لقيادتها عبر الحدود. وما وراء أفغانستان وباكستان، انتشر أعضاء السرب “الأسود” من فريق SEAL 6 في جميع أنحاء العالم لتنفيذ مهام التجسس. وفي الأساس، أنشأ هذا السرب بعد هجمات 11 سبتمبر، لإجراء عمليات جمع المعلومات الاستخبارية وأنشطة سرية أخرى في إطار التحضير لمهمات العمليات الخاصة. وبحلول منتصف العقد الماضي، أمر الجنرال ماكريستال فريق SEAL 6 بتولي دور أوسع في بعثات جمع المعلومات الاستخباراتية العالمية، وتم نشر أعضاء سرب “الأسود” في السفارات الأمريكية من إفريقيا، إلى أمريكا اللاتينية، وصولًا إلى الشرق الأوسط. وقال عضو سابق في SEAL 6 إن الفريق قام باستخدام الحقائب الدبلوماسية في الحصول على أسلحة لمشغلي سرب “الأسود” المتمركزين في الخارج. وفي أفغانستان، ارتدى مشغلو السرب اللباس القبلي، وتسللوا إلى القرى لزرع كاميرات وأجهزة تنصت قبل أيام أو أسابيع من تنفيذ المداهمات الليلية، وفقًا للعديد من أعضاء الفريق السابقين. ووضع الفريق أيضًا شركات وهمية لتوفير غطاء لمشغلي سرب “الأسود” في الشرق الأوسط، وشغلوا محطات تجسس عائمة متنكرة بزي القوارب التجارية قبالة سواحل الصومال واليمن. وكان لأعضاء السرب “الأسود” العاملين في السفارة الأمريكية في صنعاء دور مركزي في ملاحقة أنور العولقي، وهو رجل الدين المتشدد والمواطن الأمريكي الذي أصبح من قيادات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقتل في عام 2011 في هجوم طائرة بدون طيار تابعة لـ CIA. وقال أحد الأعضاء السابقين في السرب “الأسود” إنه لم يكن من المسموح لمشغلي الفريق في الصومال واليمن الضغط على الزناد إلا إذا كانت الأهداف ذات قيمة عالية. وأضاف: “خارج العراق وأفغانستان، كان الأمر مختلفًا تمامًا“. وفي السرب “الأسود” أيضًا عناصر نسائية، وهو أمر غير متوفر في باقي فريق SEAL 6. ويتم قبول النساء في القوات البحرية، ومن ثم ضمهن إلى السرب، وإرسالهن إلى الخارج لجمع المعلومات الاستخباراتية، والعمل في السفارات مع نظرائهن من الذكور. ولدى السرب “الأسود” الآن أكثر من 100 عضو، ويتزامن نموه مع توسع التهديدات المتصورة في جميع أنحاء العالم، كما أنه يعكس التحول في رؤية صناع السياسة الأمريكية للصراع.
|