نخيلات آل عصري نموذج حي للحزب الشيوعي العراقي
آل عصري بيت استوطن في احدى قرى قضاء الشطرة في ذي قار, كان في واحة البيت بضع نخيلات, منذ أمد طويل وهذه النخيلات عديمات الفائدة؛ فلا ثمر يتطعم به أهلهن؛ ولا ضل يحتمي به عابر سبيل, ولا زينة, فهن نخيلات تخلو من السعف والأعثاق, مجرد جذع اهتوى من قمته؛ فشكل اعوجاج مشمئز, حتى صارت تلك الجذوع مضربا للأمثال.
الحزب الشيوعي العراقي؛ منذ أن بدأت أفهم؛ وأنا أبحث عن تاريخ الشيوعيين في العراق, لا لشيء الا لأن مدينتي كانوا يلقبونها موسكو الصغرى لكثرة الشيوعيين, وله الحمد اذ خلصنا من هذه التسمية المخجلة, ولكي أعرف الشيوعيين؛ أخذت أبحث عن منجزات لهم في الشطرة, لكي تسمى باسمهم, فلم أجد ان الشيوعيين يوما قدموا منجزا للمدينة, ولم أجد انهم بنوا صرحا فيها, كي تساق لهم سبية.
بين الحزب الشيوعي ونخيلات آل عصري مقاربة جميلة, فالنخيلات آنفة الذكر الى يومنا ورغم عمرها الطويل؛ لم تنجب ذرية ولم يبعن ثمر, على الرغم من وجود كثير من الواحات التي ازدهرت, وأصبحت بساتين من سلالة نخلة توازي في عمرها؛ نخيلات آل عصري, فالحزب الشيوعي لا حكم تسنموا؛ ولا سياسة جنوا, فمجرد أولائك الكهول الذين يتسكعون في مقهى عبيد وسط مدينتي؛ دون انتشار يذكر, فلو أخذ الخالق؛ أعمار هؤلاء الكهل لانتهى الشيوعيين في موسكو الصغرى.
نرى اليوم حملة تشن من هؤلاء المعدودين, ويوافقهم عديمي الضمير الرأي, على الاسلاميين والمرجعيات الدينية, بحجة ان المراجع جوزوا انتخاب القائمة الشيعية؛ أبان الانتخابات الأولى, وينادون اليوم بشعارات تدين المرجعية, بكل وقاحة, فهم لم ينتخبوا ما أيدته المرجعية, فلماذا هذا الفضول؟ لجر الشارع لصراع بين الدين والشعب.
ما أود قوله: يا أيها الشيوعيون, تخلصوا من غلكم وحقدكم, لكي تنتشروا في واحة العراق المزدهرة, والتي فتحت ابوابها لجميع الفسائل, ولا تبقوا كنخيلات آل عصري دون ثمر ولا فائدة, بسبب الحقد الدفين, فلولا الدين ورجالاته لكنتم في خبر كان, ولسحقتكم حوافر الديمقراطية التي ظننتم انها تنجيكم.