المشاركة الروسية في الحرب ضد الإرهاب

 

لا يختلف اثنان في ان الإرهاب جريمة يحاسب عليها القانون وليس هناك من يساند الإرهاب الا من هو إرهابي والإرهاب ليس بالفعل فقط وانما بالقول والفعل معا لان القول هو تحريض على الإرهاب وبالتالي ارتكاب الجرائم الإرهابية التي ابدع الارهابيون في اساليبها وفقا لذلك يفترض ان يكون هناك اجماع عربي ودولي على محاربة الإرهاب . لان نتائج الإرهاب نتائج كارثية وقد عانت منها بلادي منذ عام 2003 ومازالت بعض المدن العراقية محتلة من تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية جماعات إرهابية يطلقون عليها تسمية لا تستحقها حتى في عالم الخيال واخرها تفجيرات الأيام القليلة الماضية التي أودت بحياة العشرات من أبناء بلادي من اخواني العراقيين ورغم مرور سنة على قيام ما يسمى بالتحالف الدولي على أساس شن ضربات على الإرهابيين في سوريا الا ان الدواعش يتمددون على الأرض السورية فأي ضربات وجهها التحالف في الحقيقة اللا دولي بل هي أمريكا وحلفاؤها من المحيط الإقليمي وما كان تأثير هذه الضربات والتي يؤكد البعض انها لصالح الإرهابيين وليس ضدهم الا ان الأصوات تعالت والاقلام غير البريئة نشطت والدعوات الى المؤتمرات والاجتماعات أصبحت في اشدها حيث يتحدث الاعلام الأمريكي وبعض الاعلام الأوربي والعربي عن قصف مدنيين وقصف المعارضة السورية في الوقت الذي طلبت الخارجية الروسية من الخارجية الامريكية زودونا بالمعلومات حول الجيش الحر او قوات المعارضة السورية من اجل التفاهم معهم وتجنب التعرض اليهم رغم ان الروس يعرفون جيدا ما يقولون وقد اكد اكثر من مصدر ان الجيش الحر هيكلية فقط ليس لها وجود على الأرض لكن الخارجية الامريكية لم ترد على الخارجية الروسية لأنه ليس هناك جيش حر سوري على الأرض بل هناك مسلحون جندتهم دول عربية وإقليمية من اجل اسقاط النظام السوري والمستفاد من سقوط النظام هو الكيان الصهيوني طبعا الا ان الغريب هو هذا الهيجان الإعلامي العربي والدولي بعد المشاركة الروسية حيث هناك دعوة من احدى الدول العربية وبعض شركائها لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب للنظر في موضوع المشاركة الروسية في حين لم يطلب قبل سنة من الجامعة العربية عقد مثل هذا الاجتماع عندما بدأ ما يسمى التحالف الدولي بحملته العسكرية ولم يصدر بيان من أي دولة او مجموعة دول لاستنكار دور هذا التحالف يعلق بعض المحللين السياسيين على هذه الدعوات التي جاءت اعقاب المشاركة الروسية ان الذين اثارت حفيظتهم مشاركة روسيا انهم هم من صنع داعش ومول هذه الجماعات وساهمت بتدريبهم وسهل تنقلاتهم ومازالت وان هذه الدول ولغاية اليوم تمد الإرهابيين بالمال والسلاح والا ليس بمقدور جماعات ليس بينها رابط يربطها ببعضها سوى الحصول على المال وان شعارات مهلهلة تدعيها هذه الجماعات هي شعارات كاذبة ولا صلة لها بالدين والدين منها براء وقد صدرت فتاوى من رجال دين خيريين بأبطال شعارات هذه الجماعات الإرهابية وفقدانها الشرعية الإسلامية واليوم الماكنة الإعلامية تنشط ضد المشاركة الروسية وهدفها هو تشويه الحملة الروسية ضد الإرهاب صنيعتهم فهم يغازلون داعش ولا يحاربونها وهل يصح قبول تشظي بلد عربي وتقسيمه وتدمير بنيته العسكرية والاقتصادية وجعله ميداناً للإرهاب لمجرد الاختلاف مع النظام القائم ومهمة تغيير النظام هي من اختصاص شعب ذلك البلد اين كان العرب المطالبون بعقد اجتماع للجامعة العربية عندما شنت الحرب على العراق واحتلاله وتدمير بنيته كاملة وجعله عرضة لكل اشكال الإرهاب وماذا تفعل هذه الجامعة التي يصفها بعض المحللين بانها هي أصلا ولدت ميتة ولماذا لم يطلب من الجامعة العربية عقد اجتماع لحل المسالة الليبية او حل النزاع في اليمن اليست هذه دولاً عربية بل اشتركت دول عربية في شن الحرب ضد الليبيين وضد اليمنيين ومازالت هذه الدول العربية تقدم المال والسلاح.

 

ان هذا التناقض في المواقف يعبر بشكل واضح عن ازدواجية في التعامل مع الاخر من قبل هذه الدول ان من يقف مع الأجنبي ضد بلاده او ضد بلاد أخرى هي دول شقيقة انما يصطف مع الإرهاب وان الحكمة هي في البحث عن حلول رشيدة ومقبولة للمشاكل المحلية والدولية وتحقق المطلوب لعالم خال من كل اشكال الإرهاب والحروب.