مرحى للهبّة الشعبية ضد الفساد في كردستان العراق ! |
يقال بأن الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد عدوى تنتشر من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال, لكنها عدوى حميدة كما هي عدوى الضحك, فهي في النهاية وسيلة للمطالبة بالحقوق ومحاسبة الفاسدين وتحقيق الذات للثأر من الظالمين بشكل سلمي, وهي بحق مهرجانات فرح حقيقية. كما انها اداة للتغيير لا يستهان بها. فهي علاج ناجع ضد عدوى الفساد الخبيث الذي ادت الى تفشيه التوافقات التحاصصية. لقد كشفت نتائج الاجراءات الاستعراضية التي اتخذتها حكومة الاقليم بتصدير النفط من حقول كركوك وحقول كردستان بشكل انفرادي, خطل تحججات حكومة الاقليم عن سبب الازمة المستفحلة فيه بالحصار المالي للحكومة الاتحادية لها وتحميلها المسؤولية كاملة. فقرار التصدير المستقل لم يأت بحل للازمة الاقتصادية المستفحلة في الاقليم لان اكثر اموال النفط المصدر, تدخل في جيوب مافيا الاحزاب الحاكمة كما يطلق عليهم مواطنونا في الاقليم, اسوة بدفوعات وزارة المالية الاتحادية, ولا يصل للمواطنين شيئاً من خيراتها. لقد توصلت الحركة الشعبية الى الاستنتاج الصائب بأن قوى الفساد المعششة في جهاز الاقليم الاداري تستنفذ اموال الاقليم لتأمين حاجاتها واستمرار استئثارها بالسلطة, وهي ليست معنية حقاً بتأمين الاحتياجات الاساسية لابناء الشعب. ان توسع حملة الاحتجاجات ضد الفساد والفاسدين لتشمل اقليم كردستان اكدت وحدة الهدف والمصير بين كل ابناء شعبنا في انحاء الوطن العراقي, فالخصم واحد موحد ومتفق على نهب ثروات البلاد... هم سراق المال العام من الجانبين, رغم ما يطفو على السطح من خلافات تتعلق بصلاحيات هذا الطرف او ذاك, واستغلالها سياسياً على حساب المواطنين ونزوع القيادات الكردية الى دغدغة المشاعر القومية بين الفينة والاخرى وتصوير الامر وكأنه خلاف عرقي لتسويق نفسها كقوة استقلالية. تعزيز النعرة القومية وزرع الانعزالية عن باقي ابناء الشعب العراقي التي تعمل على تكريسها قوى الفساد في الاقليم, هدفها حرمان الحركة الديمقراطية فيه من تضامن ودعم الحركة الديمقراطية في اطراف العراق الاخرى, والتي تعاني بدورها من محاصرة قوى الاسلام السياسي لتطلعاتها الديمقراطية المدنية. لذا فأن قضيتهما واحدة, تستوجب تعزيز العلاقة والتفاعل بين قوى التغيير لمكافحة الفساد والفاسدين بشكل فاعل. ويصبح حتى حق تقرير المصير بعيداً عن هيمنة قوى الفساد على مراكز القرار, مصدر قوة للشعب الكردي وموضع ترحيب من اطراف الحركة الديمقراطية العراقية الاخرى والاقليمية والعالمية. لايمكن ان يغيب عن البال بأن المعضلة التي ستواجه الناشطين الكردستانيين , اسوة بما يواجهها الناشطون المدنيون في اطراف العراق الاخرى هي افراز بديل ديمقراطي نزيه قادر على ادارة دفة الحكم لصالح فقراء شعبنا. ليس لدينا ادنى شك في قدرة شعبنا الكردي, الذي صمد امام جرائم التطهير العرقي الفاشية لنظام صدام الشوفيني واجترح البطولات من اجل حريته, من تحقيق مطامحه في نظام ديمقراطي عادل حقاً... نشد على اياديكم.
|