الجماهير تساءلت... واجابت

ابتلي الرؤساء والقادة العرب بداء عضال وفي اغلب الظنون انه وراثي جيني بدليل ان بعضهم حاول ويحاول -حسب الظاهر- التخلص من هذا الداء الوبيل لكنه فشل مع انه يدعي النجاح والتغلب عليه.
الرؤساء كل الرؤساء.. بدءاً برؤساء العشائر والقبائل والمحلات والمناطق والولايات، مرورا برؤساء المنتديات والاتحادات والفرق والنقابات والمؤسسات والجمعيات، ورؤساء الدوائر والحركات والاحزاب والكتل والائتلافات وختاما بالملوك ورؤساء الدول والحكومات، كل هؤلاء وكل من يحمل  اسم اوصفه رئيس: مبتلون بداء الفردية.. راضون او مرغمون.. يشعرون او لايشعرون.. طبيعي ومؤكد كلهم ينكرون.
فعليه -خدمة للذين لايدرون ولايشعرون ولايحسون بهذا الداء، وللذين يدرون ويحاولون التخلص منه- سنذكر ابرز اعراضه بدون مقابل "عسى ان  يكفوننا شرهم" واجرنا وحسابهم على الله.
1- التوهم بأن حب الناس للخط الذي ينتمي اليه صار له وحده فقط فينسى الهدف الذي من اجله انتسب لهذا الخط وسعى للوصول الى ترئسه.
2- تأسيسا على هذا الوهم يركز كل جهوده على كيفية الاحتفاظ بالمنصب ويحصر الاعمال الهامة والقرارات الخطرة بنفسه ليظهر التفوق والريادة في كل شيء.
3- يعتمد على اقزام مؤهلين للطاعة ينفذون اوامره بتفان كونهم وطنيون ومخلصون لحركتهم او حزبهم لكنهم من النوع غير الطموح او القابل للتطور الى مراكز قيادية.
4- تهميش كل عضو تبرز فيه سمات القيادة وابعاد المؤثرين وتكليفهم باعمال تشريفية.
5- يحاول باستمرار الظهور بمظهر الحريص على رفاق دربه فيكيل لهم المدح بمناسبة وبغير مناسبة محتكرا الصفات والمؤهلات القيادية لذاته وفرض نوع من الهيمنة على الجميع واشعارهم بصورة غير مباشرة بضعفهم وبامكانية وسهولة التخلص منهم.
6- يتولد عند الاعضاء الشعور بالخوف والاحباط فيتحولون الى ادوات تنفيذية بمرور الايام ما ينتج عنه ضعف في القواعد الجماهيرية التي فقدت حلقات الوصل المتمثلة بالقيادات الفرعية الفاعلة.
هذه بعض الاعراض البارزة لداء الفردية واكيد هناك اعراض اخرى لم نفطن اليها حبذا لو عرض المسؤولون على انفسهم هذه الاعراض وليكن ذلك في خلوة علهم يبذلون جهدا او يحاولوا على الاقل انقاذ انفسهم منها قبل ان تستفحل ويستحيل علاجها. فنتائج وتداعيات هلاكهم ستأتي على الاقربين والابعدين ولهم فيمن سبقهم عبرة... ولهم فيما يجري عبر وعظات... واذا كانت السلطة مفسدة فليكونوا ارفع منها، وليسألوا انفسهم:. أمن اجل هذا ضحى اخوتهم ورفاق دربهم الرواد النبلاء؟!. فالجماهير تساءلت واجابت.