العبادي والقائد الضرورة |
لم اكن اتوقع اني ساسمع رئيسا للوزراء يستخدم وصف “القائد الضرورة” بعد عام 2003.فهذا الوصف بعثي بامتياز وكان احد ممتلكات الرئيس السابق صدام حسين.فالالقاب كانت تملك كما تملك الاشياء والاموال.لقد كانت لحظة تجلي على حد تعبير الصوفية تلك اللحظة التي كان فيها السيد العبادي يريد ان يكون واضحا ومنفعلا دون ان يتجاوز الحدود الجمالية لرئيس وزراء لا يغضب فيؤخذ عليه انه اندفع في وادي القول اندفاعا قد يراه البعض غير مبرر. لدينا اذن قائد ضرورة لم يسمه العبادي,وهذا من حقه طبعا.لكن من انتج هذا القائد الضرورة الجديد.هل يعقل ان تكون الديمقراطية,وتعدد الفضائيات والصحف,والنقد الذي نبوح به احيانا بيئة خصبة لانتاج مثل القائد السابق اعني هنا صدام حسين. هناك اذن خلل حصل في تركيب الدولة الرملية التي نعيش تحت جناحيها الاجردين من ريش الستر.تحدث العبادي عن اهدار المال وشراء الذمم واستخدام مال الدولة في الانتخابات..كل ذلك حدث في الاعوام الماضية,وعلق رئيس الوزراء ان كل الحكومات السابقة لا بد ان تحاسب ويعاقب المقصرين فيها. في الواقع ارضى السيد العبادي الكثيرين حين تحدث بصراحة سوداء عن الواقع الذي قدموه له.خزينة فيها ثلاثة مليارات فقط.ودين قيمته 15 مليار.السلطة ليست حالة من حالات السعادة في ظل هذا الظرف المعقد,بل هي بلاء لا مخرج منه الا بتركه.يقول البعض اذا لم يستطع الانسان تحمل امر فليعتذر.في السياسة لا يكون الاعتذار بلا عواقب.الاعتذار السياسي في ظل وضع كالذي نحن فيه كارثة ومتعة لقائد ضرورة بعث لنا من طيات معطف السياسة الذي عمره ثلاثة عشر عاما. انا حتى هذه اللحظة لا اعرف من قصد السيد العبادي بكلامه ذاك لسبب بسيط هو ان الدكتاتوريين يتشابهون ولديهم نفس الملامح.الدكتاتوريون يتشابهون كذرات الملح,وهذا يعني اننا امام مشكلة تمييز صعبة تتبعها مرحلة اخطر هي كيف يعاقب من يتهم بالعبث وسرقة المال العام اذا كان يحمل امتيازا عظيما.
|