روسيا --- وطوق النجاة |
يعيش العالم اليوم فوبيا المستقبل المجهول ، وأضطراب السلام العالمي وحروبٍ عبثية ومناطق منكوبة بهلكوست نازي جديد يتمثل بقيادة العالم بقطب رحى أحادية تتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها دول الغرب والخلايجة أخوة يوسف وتركيا الأخونة منذ سقوط الأتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991 ولحد اليوم ، وتقود العالم بميكافيلية مقيتةٍ ، وأنقلابات عسكرية وصناعة الأزمات وخاصة في الشرق العربي حيث مصادر الطاقة والمنافذ الأستراتيجية ، وباتت تلك الدول تحت رحمة تلك السياسة الديماغوجية ، والتي ترتكزعلى هدفين أستراتيجيين هما ( مصلحة أسرائيل وأمنها والأطماع الأمريكية في السيطرة على مواقع الطاقة ) ، و اليوم يحفل عالمنا المتغيّر بالمفاجئات حيث وثب الدب الروسي ليفترس النسر الأمريكي العجوز بدخوله المشرف للحرب ضد داعش الأرهابي وتكوين حلف رباعي من روسيا وأيران وسوريا والعراق ، وفور سماع أمريكا وحلفاؤها الأشرار كان أثرهُ كالصاعقة عليهم ، كان أول عقوبة للعراق يوم أمس الأول هو عدم تجهيزالجيش العراقي بالتصوير العسكري اليومي للأنبار، وسحب المستشارين العسكريين بحجة أخطاء فنية ، وأرسال مبعوث من كونكرس الشر إلى العراق للتأكد من موقف العراق ، فأين حق السيادة للعراق في العلاقات الدولية و في شراء الأسلحة من أي مصدر ولتكن روسيا ؟ حسب المعاهدة الأستراتيجية لسنة 2011 ، ثُمّ أجتماع الدول الأربعة ليست أكثر من خلية أستخبارية وأجتماع لدول ومبتلية و معنية بوباء داعش ، وتحرك روسيا بهذا الاتجاه لأسباب عديدة سوف أذكرها لاحقاً أولها كما صرح بوتين قبل بدأ عمليات القصف الجوي على مواقع داعش في سوريا : أنّ هدفنا هو حماية بلادنا من المتشددين الروس أو كما سماهم بقاطعي الرؤوس الذين خرجوا للقتال مع داعش برقم مخيف تجاوز 12 ألف أرهابي متشدد سوف يرجعون إلى روسيا بأفكارهم الرجعية والبالية والخطرة على مجتمعنا / أنتهى. وأني لا أنكر ولا يمكن لأي سياسي أو مراقب نكران أنّ لروسيا مصالح في بلداننا ولكنها لا تماثل المصالح الأستعمارية الأمريكية وميكافيليتها المقيتة في تعاملها مع الشعوب المقهورة ، ولا ننسى أن الأتحاد السوفييتي وقف إلى جانب العرب في معاركهم السياسية والعسكرية ضد الأستعمار الغربي وأسرائيل الصهيونية ، ومن ينسى وقفة روسيا إلى جانب مصر في العدوان الثلاثي 1956 وردع ذلك العدوان بالتهديد الروسي بأستخدام الصواريخ الموجهة ضد المعتدين ، وزود مصر بالمعدات العسكرية بعد هزيمة 1967 ، ومن ساعد في بناء السد العالي بعد أن تخلت أمريكا عن الدعم المالي لبنائه ، ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية ، وهي التي أستعملت الفيتو ( حق النقض ) لصالح العرب والقضية الفلسطينية ولعدة مرات . وأن التدخل الروسي في ضرب داعش في سوريا أولاً والعراق لاحقاً فيما أذا أستلمت طلباً رسمياً من حكومة العراق بضرب مواقع داعش، وأرى بأنها فرصة ذهبية في طلب روسيا لدك مواقع داعش وطردها من العراق وهي مسألة واردة في مسيرة تأريخ الشعوب في قبول وطلب المساعدة على سبيل المثال طلب الكويت المساعدة الأمريكية عندما أحتله صدام ، وطلب بلجيكا والنمسا المساعدة الأوربية لطرد النازية من أراضيها ، وثم أنّ المساعدة الروسية غير مشروطة ، والظاهر انّ المعارضين لهذه الفرصة الوطنية هم في صفوف أعداء العراق وما تمخض منه مؤتمر( الدوحة) في الشهر الفائت ، ولا ننسى أنّ العدو الداعشي متمكن ومسنود بالمال الخليجي واللوجستية الأمريكيىة والغربية والتسهيلات التركية وها نرى سوريا ولثلاثة سنوات لم تتمكن من زحزحت داعش شبرا واحدا بل أمتدت وأحتلت أكثر من 70 % من أراضيها ، أما في العراق أصبح أقوى بأستيلائه على الأسلحة والذخيرة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من دبابات ومدفعيات وهاونات وصواريخ وعربات مجنزرة من خزين معسكر غزلاني في الموصل وغنائم ما تركه المنهزمون من الجنود والشرطة المحلية ، وتعاظمت قوتها وقدراتها القتالية ، وقوتها المالية نشرت صحيفة ( كومير سانت )الروسية أنّ المراقبين يعدون تنظيم داعش أضحى أغنى تنظيما أرهابيا في العالم تقدر أمواله بسبعة مليارات دولاار ، من 44 ألف برميل من النفط الخام من آبار وحقول سورية، و4 آلاف برميل من نفط العراق ، وهذا دليل واضح على نية أمريكا وتحالفها الغير صادق والغير جاد أنّهم يريدون الأبقاء على داعش في المنطقة لغرض ( الأبتزاز) وأنّ التحالف الرباعي المتكون من روسيا وأيران وسوريا والعراق تلقى من العالم الحر ترحيبا كما ورد تصريحاً من حكومة الصين في الأشتراك في الضربات الجوية ، وكذلك هدد رئيس كوريا الشمالية بدمار الدول المساندة لداعش . وأخيراً // في غضون أسبوع من الضربات الجوية الروسية دمرت 131 مركزا قياديا وحطمت كل أوكارها ومخازن أسلحتها وأماكن تجمعاتها ومراكز أتصالاتها وضرب قوافل أمداداتها وقطع الطرق عليها ، بطائرات سيخوي 24 ، 25 ، 34 وخاصة سيخوي 30 S M المتجددة والمتطورة وهي تدك كهوف توروبورو السورية وخنادقها المتعفنة المظلمة وتدمير دكات النخاسة الملوثة بالهوس الجنسي الفرويدي لدولة الخرافة في الّرقة وحلب وأدلب بدقة متناهية من الجو ومن بحر قزوين حيث أنطلقت الصواريخ المدمرة من بعد 1500 كم ، وحققت خلال عشرة أيام 160 طلعة جوية مقابل سبعة آلاف طلعه أمريكية منذ سنة ونصف ولم تحقق شيئاً على أرض الواقع ، لذلك بدأ عواء آل سعود وآل ثاني وآل مهيان وأستنفرت علماء السوء بأصدار سلاحهم القذر والغبي فتوى قتال الروس ، فرد عليهم " بوتين" : { أننا في حربٍ مقدسة ضد أعداء الحياة والأنسان بل سخر من الناتو بقوله : نحن بعشرة أيام قلبنا الطاولة على رؤوس ممولي داعش ، فماذا فعلتم أنتم ؟ خلال أكثر من سنة ونصف ، وأضاف ليس أمام حلف الناتو وأمريكا وتحالفها الغير مقدس " خيارين لا ثالث لهما " أما الوقوف مع معسكر الخير والسلام أو الوقوف مع معسكر الشر والحرب ، فأنْ أختاروا السلام فأهلاً بالسلام وأن أختاروا الحرب فأهلا بالحرب }
|