متى نوقف صكوك الغفران

ان المقارنة والفرق ما بين ما وصلت اليه الدول الاوربية وما نعاني منه نحن من وضع مزر هو الفكر الذي وضعه المفكرون السياسيون الاوربيون وخصوصاً الذين عاشوا ظلم وقهر الكنيسة عندما كانت تحيي وتميت وهي المتحكمة في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الامور البسيطة التي كانت تمس حياة الانسان العادي ، وكانت الكنيسة في ذلك الوقت تحمل في يدها سيف الرب فكل من يخالفها الرأي او يفكر عكس ارادتها فأن السيف سيكون مسلط على رقبته ، من بين كل هذه العنجهية الدينية في الحكم ظهر اشخاص عاديون لا يختلفون عنا شيء سوى انهم يحملون افكار تختلف وعندهم الجرأة في الصدح بما يؤمنون ومن هؤلاء الالماني مارتن لوثر الذي حارب التسلط الكهنوتي الذي تديره الكنيسة وطالب بتبسيط العقيدة المسيحية واعتبار الدين علاقة مباشرة ما بين الفرد وخالقها وهي ليست بحاجة لوساطة رجال الدين كما دعى الى اهمال الطقوس الدينية الذي عرفته كنيسة العصور الوسطى والغاء تسلسل مراتب الكهنة واشتدت الحرب ما بين الكنيسة وبين مارتن لوثر حول موضوع الغفران الذي سلكته الكنيسة عن طريق بيع الغفران الالهي على شكل صكوك عرفت فيما بعد بـ ( صكوك الغفران ) التي كانت عائداتها تعود للكنيسة مما يقوي دعائم حكمها وتسلطها وكانت مصدر من مصادر الدخل لكبار رجال الدين والذي كشفه ( الكاهن ) مارتن لوثر الذي كان كاهناً ويرى كيف ينعم رجال الدين الكبار باموال الفقراء وقد ادى فكر لوثر هذا الى تحرر عقول الناس وعدم شراء صكوك الغفران تلك مما سبب تراجع كبير في ايرادات الكنيسة وكراهية الناس لرجال الدين من هنا ظهرت حركة الاصلاح الديني الغربي الذي له الفضل في تحول اوربا من تابعة وعبدة للكنيسة الى اوربا التي نراها اليوم وكل الفضل يعود الى كاهن صغير انتفض ضد حكم الكهنة الذي رأى فيه تسلط وجور ضد الانسان والانسانية فمتى يأتي اليوم الذي نرى فيه مفكر ينهض ضد الفكر الديني المتسلط علينا والذي اخذ يبيع لنا انواع كثيرة من صكوك الغفران عن طريق شعائر وطقوس لم يمارسها ولم ينطق بها افضل خلق الله محمد عليه الصلاة والسلام فالله اقرب لنا من حبل الوريد وهو غني عن كل ما نقوم به طقوس لم يأمرنا بها انما دعانا اليها كهنة الدين الاسلامي .