فَيَالَكِ مِنْ عَيْنٍ وَعَيْنِيَّ تدمعُ.. الطالبي يغمرني برائعة، فأعارضه / كريم مرزة الأسدي |
الشاعروالإعلامي العراقي الأستاذ علي مولود الطالبي يغمرني بقصيدة رائعة ، من البحر الطويل ، مطلعها حكايا أبي مِن سنبلِ النورِ تسطعُ *** حصادًا كأنَّ الماءَ بالنـــورِ يُجمَعُ وفيضٌ لروحي من وقارِكَ ماثلٌ ***** كسِفر ملاكٍ كلُ مـــــــا فيه يلمعُ ورددتُ عليه بقصيدة معارضة لها،اقرأ رجاء القصيدتين بعد مطلع قصيدتي : حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ ****تُلملمُ أنــــوارَ الجهامِ وتسـطعُ تَهيَّجَ قلبي لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ ***تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبــــــــدعُ ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعي *****فيالكِ منْ عينٍ وعينِيَّ تدمعُ رسالة وقصيدة الأستاذ الطالبي التي أفتخربها وأعتز بصاحبها ، وانحني إجلالاً لروعة كلماتها وحسن نظمها ، ووفاء عراقتها وعراقيّها ، مازال العراق الحبيب والأمة بخير رغم أنف حالكات الليالي ، وغدر الأيام.
حنانيكَ لي بينَ الفراتينِ أضلعُ
كريم مرزة الأسدي
إليك مني قصيدتي بـ (طويلها ) المقبوض التي لا تطاول بأحاسيسها أصلها المطبوع لـ (الطالبي ) - راجع الهامش. - :
حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ تُلملمُ أنـــــوارَ الجهامِ وتسـطعُ
تَهيَّجَ قلبي لوعة ً بعـــــــدَ فرقةٍ تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبــــــــدعُ
ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعي فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَّ تدمعُ
عـــــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ (1) ونــغرفُ ، إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ
ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غلّةٌ يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ
وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها ظِلالاً ، وأغصــــانُ الشبيبة تُمتِــعُ
ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا توخّى فؤادي كبدُهُ ، وهـــو موجعُ
فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجعُ
تماهى طغاةُ الدهرِ بالدهرِ سرمدا ودهرٌ كدهرِ الأرضِ بالثقْبِ يُفجعُ!
فلا العلمُ علماً خطَّ بالسطرِ أحرفاً إذا لمْ يرَ الأســــــــرارَ ممّا تُودِّعُ
يخوضونَ باللاشيءِ، والشيءُ موئلٌ ليعربَ ، حتّى ذي الجهـــالةِ يُخدعُ
تبوّأ مَنْ يصغي لألفٍ وصفرها وخلّى لألــــفِ الباءِ سحقاً وتتبعُ
فطالتْ علينا أعصــــــرٌ لا أباً لها وكنّا لآباءٍ ، وما لنــــــــا مصنعُ!
زمانٌ تهاوى بين جذبٍ ونفــرةٍ فما أنْ رأى الدنيا بدا يتضعضعُ
فمنْ لمْ يجدْ إلاّ القناعةَ مأرباً يُعلَّلُ بالصــــــبرِ الجميلِ ويَقنعُ!
ومنْ يقتحمْ سودَ الشدائدِ طالعاً تكنْ سهلهُ الجوزاءُ، والحرّ ُيَطلعُ
****************
أجــبْ أيّها القلبُ الذي لا أخـــالهُ يشحّ ُوميضاً للخطى حينَ تهرعُ (2)
فكمْ مرّةٍ يشــدو الوفـــاءُ لأهلهِ فكانَ جوابُ الشهمِ نوراً يشعشعُ
(عليّ ٌ) عوالي النفس منهُ سجيّةٌ وكلّ ُرحابٍ سرَّ منْ فيه ينبــــعُ (3)
تسامى الذي يسمو السماءَ سموهُ كرقراقِ مــاءٍ نجمـــهُ يتواضعُ
فهذا وميضٌ من ملاكٍ نفحتــــــهُ ببـــــــــيدرِ خيرٍ منْ بهائكَ يُزرعُ
فتى العهدِ-لا تقذي صفاه كدارةٌ- رحيقٌ من الأزهارِ والطيبِ يجمعُ
فيا ليتَ أخلاقَ الرجالِ تشـبّعتْ من الصدقِ أفواهاً ، ولا تتصنعُ
أرى النقصَ حُكماً للبرايا تغصّهُ فهــلْ بينَ هذا الناسِ للناسِ مُقنِعُ؟!
وحاشا الذي لا يألفُ العوزَ طبعهُ كما خُلِقتْ يمناه بالرســـــمِ يطبعُ
لكَ (النورُ) أبواباً تضيءُ بها السنا ولي اللهُ أنْ يرعــــــاكَ أنّى تُودَّعُ (4) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) إشارة إلى صدربيت المتنبي ، وهو من الكوفة " وليلاً توسّدنا الثوية تحته" ، والثوية : منطقة بين النجف والكوفة ، تسمى اليوم منطقة كميل ، وكميل بن زياد النخعي ، هو من التابعين ، وبالمكان قبره . " (2) أجب أيها القلب " عنوان لإحدى أروع قصائد الجواهري ، وصدر البيت يقول " أجب أيّها القلب الذي لستُ ناطقاً" . ، ولا يفوت القارئ الكريم مما في العجز من إشارة لأحد أبيات الطالبي . (3) إشارة إلى مدينة (سرً مَن رأى ) ، كما لا يخفى . (4) إشارة إلى موقع (النور) الكريم ، وقد ضمن اسم الموقع الطالبي نفسه .
وميضٌ يرتلُ طاعته علي مولود الطالبي
حكايا أبي مِن سنبلِ النورِ تسطعُ حصادًا كأنَّ الماءَ بالنـــورِ يُجمَعُ
وفيضٌ لروحي من وقارِكَ ماثلٌ كسِفر ملاكٍ كلُ مـــــــا فيه يلمعُ
وميضٌ بقلبٍ وارف الخير بيدرٌ وزورقُ أبناءٍ كما الموج مشْرَعُ
ينزِّلُ وحيـًا في خيوطٍ تبارقتْ يلبي لبابَ المخطئينَ ويشــفعُ
أبي أشرفُ الراياتِ منه وروضتي تحنَّتْ بلألاءٍ عليـــــه فأرجعُ
سنينَ إلى جودٍ يوازي مسامَهُ ومن خُلُقِ الآباء نبني ونبدعُ
له طعمُ ريحٍ مازج الورد تلُّها وأعلو سجودًا في فضاهُ وأركعُ
تلينُ شفاهي نسمةً لصقَ كفهِ وتحلمُ بالغفرانِ منــه وتطمعُ
شعوبُ عفافٍ صوبَ فخركَ هاجرتْ كهامةِ شمسٍ جندُها لكَ خُشَّعُ
عروقُ بنيكَ اليوم تغفو بها قُرىً وحشدُ مناراتٍ تطلُّ وتسطعُ !
وشاسعةٌ أحلامُ قلبكَ موطنـًا مدائنُ طهرٍ بالشـــذا تتلفّعُ
ومركبةٌ تشدو حنوَّكَ ممطرًا لأروعَ مما فيه دومـًا تنطَّعُ
كلحنِ قطافٍ صالتْ الروحُ حرةً لديكَ وهم بؤسـًا بجدبٍ تبرقعوا
وتحملُ بشرى للجنانِ كمعطفٍ فرحماكَ مِمن نرتديهِ فيُخلعُ
هو الألقُ الفواح يملي على الخطى مسالكَها مِن حيث للعشقِ تهرعُ
ويا واهبَ الغيم الرضيِّ ممالكـًا خشيتُ بإطرائي لها أتس ــرًّعُ
الاستاذ الفاضل والمربي الدمث سيد الكرم كريم
لا املك لكم الا الشكر والفضيلة والعرفان والامتنان اخشع امام سموكم ايها الفاضل ولك من حروفي بعض صغرها امام ابوتكم السامقة
اعتذر عن التقصير في الرد على سموكم الجم ، لكن استسمحك العذر فقد وصلت العراق وقبل يوم من وصولي كان الموت قد خطف احد علماء سامراء وهو عم والدتي ووصلت فوجدت الحزن امامي وحزنت معهم فعذرا من جنابك والمارين هنا اعتذر لهم لتقصيري محبتي لكم وشكري الجزيل
|