العبادي يغلق قناة البصرة الفضائية وكادرها الفني ينضم وقفة احتجاجية



البصرة: شارك عشرات الإعلاميين والصحفيين، الثلاثاء، في وقفة قرب مكتب هيئة الإعلام والاتصالات في البصرة احتجاجا على قرار لرئاسة الوزراء يقضي بإغلاق قناة البصرة الفضائية الحكومية، وذلك بعد أشهر قليلة على انطلاق بثها بالاعتماد على إمكانيات ضعيفة.



وقال مدير القناة حيدر السعد، إن "هيئة الإعلام والاتصالات أبلغتنا بتلقيها أمرا من رئيس الوزراء حيدر العبادي ينص على إغلاق قناة البصرة الفضائية التي انطلق بثها قبل ستة أشهر"، مبينا أن "إغلاق القناة إذا كان بسبب حالة التقشف ونتيجة للضائقة المالية، فإن القناة لا تكلف خزينة الدولة مبالغ مالية كبيرة، إذ لا تتعدى الأموال المصروفة عليها اجور البث المتأخرة منذ ثلاثة أشهر ورواتب غير مجزية لعدد قليل من الإعلاميين، وإذا كان إغلاقها بسبب سقف الحرية المرتفع ضمن خطابها الإعلامي فهذه مشكلة كبيرة"

 


وأضاف السعد أن "البصرة بعمقها الحضاري وأهميتها السياسية ومكانتها الاقتصادية ومنزلتها الثقافية تستحق بامتياز أن تمتلك قناة فضائية خاصة بها، وربما قناة واحدة لا تكفي"، موضحا أن "البصرة التي تعطي كل شيء من الظلم أن تحرم من قناتها الفضائية الوحيدة، ويجب أن تدعم القناة بدل أن تغلق".



بدوره، قال الإعلامي المشارك في الوقفة ماهر الكتيباني، إن "الإعلام الخاص بالمحافظات والإعلام الخاص بالجامعات وقطاع التعليم يفترض أن يكون المساس به خطا أحمر، إذ ان إغلاق مثل هكذا قنوات هو فعل غير مدروس يخدم الإرهاب ويكرس للجهل والتخلف"، مضيفا أن "إغلاق قناة البصرة الفضائية يعني اطفاء شمعة، في حين أن المحافظة بحاجة الى كشافات ضوئية لإنارة الكثير من الجوانب المظلمة".



وأشار الكتيباني، وهو تدريسي في قسم الفنون السمعية والمرئية في جامعة البصرة، الى أن "البصرة لا بد أن تمتلك قناة تلفزيونية احترافية تعالج القضايا والموضوعات المختلفة بالاستناد على خطاب إعلامي منهجي رصين"، معتبرا أن "البصرة الفضائية كان لها دور إعلامي مميز، وفقدانها خسارة لا تعوض بسهولة".



وبحسب معد ومقدم البرامج في قناة البصرة الفضائية علي الزبيدي فإن "البصرة لخصوصيتها وأهميتها الاقتصادية من حقها الاعتيادي أن تكون لها قناة تلفزيونية، وقرار إغلاق القناة هو امتداد للظلم والتهميش الذي تواجهه المحافظة منذ عقود من الزمن"، مبينا أن "القناة تعمل بجهود شبه ذاتية، حيث غالبية العاملين فيها هم متطوعون لا يتقاضون أجرا، وإدارة القناة همها الوحيد هو إبراز صوت البصرة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا".



واعتبر الزبيدي، أن "أكثر ما يثير استغراب الإعلاميين البصريين هو اصرار هيئة الإعلام والاتصالات على إغلاق قناة البصرة الفضائية الفقيرة ماديا وذات الخطاب الوطني الداعم للحكومة، في حين توجد إذاعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في الموصل تمارس نشاطها الإعلامي الخبيث بحرية، وهناك قنوات وإذاعات تتبع نهجا إعلاميا تحريضيا تريد هدم العملية السياسية وإحباط التجربة الديمقراطية وخلق الأزمات في البلاد ولم تجد من يحاسبها أو يغلقها"، مضيفا أن "الحكومة المحلية معنية بالحفاظ على قناة البصرة الفضائية لأن التفريط بها يعني التخلي عن حق أصيل من حقوق المحافظة، كما أن رئاسة الوزراء نطالبها بإعادة النظر بقرارها، خاصة وانها وافقت على استثناء بعض القنوات الحكومية من قرار الإغلاق".



يذكر أن قناة البصرة الفضائية التي تشغل الطابق الثاني لأحد القصور الرئاسية الواقعة في منطقة البراضعية هي قناة تلفزيونية حكومية ترتبط إداريا بديوان المحافظة، وتم تأسيسها في عام 2013، وانطلق بثها التجريبي عبر القمر الصناعي "نايل سات" قبل ستة أشهر، ولم تنتقل القناة منذ ذلك الحين من مرحلة البث التجريبي الى مرحلة البث المستمر (غير التجريبي) بسبب ضعف بنيتها التحتية الإعلامية، فعلى سبيل المثال لا تتضمن برامجها تقديم نشرات أخبار الى الجمهور لعدم امتلاكها استوديوهات مؤهلة لذلك

 

المصدر: السومرية نيوز