الخلاف الكوردي - الكوردي يشوه التاريخ النضالي للامة |
ليس خافياً على احد ما تعرض له الشعب الكوردي في عموم كوردستان من أقصاه إلى أقصاه على يد الحكومات السابقة من محن لاتغتفر لاحد منهم حيث زمن الشر والإرهاب والقتل والتشريد وبدعم لا محدود من الجهات المعادية لتطلعات هذا الشعب للحرية والحفاظ على قوميته والديمقراطية ،وقد فشلت جميع هذه الخطط والمؤامرات والهجمات المعادية لأمن واستقرار وسلامة كوردستان وتم القضاء عليها بحكمة وحنكة هذا الشعب ووحدته وارادته ، وبهمة شعبه واقتدار رجاله الأبطال المرابطين على جبهات العز والكرامة ودماء شهدائه تم تحقيق الانتصارات .هذا الشعب الذى تعرض لأبشع الجرائم على يد أزلام النظام البائد خاصة وسطر شعبه ملاحم بطولية واستشهد خيرة من شبابه المناضلين من أجل الوقوف بوجه النظام الشمولي الاستبدادي الذي ارتكب الجرائم بحق التاريخ والإنسانية وفشلت جميع محاولاته من اجل ايجاد شرخ بين حركاته واحزابه ،المهم ان شعب كوردستان اختلطت دمائهم منذ بدء الحركة الثورية وأمتزجت لترسم ملاحم بطولية عبرت عن التعايش السليم والمصير المشترك في هذه المنطقة التي يعيش فيها شعبه بالتآخي والمحبة والوئام، و شاهدنا بعد التحرير كيف ان هذا الشعب المناضل موحداً بابنائه الاصلاء لايعرف من هو المسيحي او المسلم ولايفرق بين من هو كلداني او كوردي الكل معا يعملون ويزرعون و فى نفس الوقت متكاتفين من اجل قضيتهم الواحدة بل الاكثر من ذلك ان رفات شهدائهم دفنوا في مقبرة واحدة وتحت راية واحدة . من أجل قيم الدفاع عن الحرية والعدالة والمساواة على مدار تاريخه الطويل بين كافة الأطياف والاديان في المنطقة دون تمييز وتفريق وبعيداً عن العنصرية وقديم الغالي والرخيص في سبيل ذلك وقوافل من الشهداء الابرار. ووقوفهم الى جانب اخوانهم في غربي كوردستان من موقف الشارع والراي العام الكوردي، المتمثل بدعم الحركات الاخرى في (كوباني ، عفرين، الجزيرة) وفتح الحدود وتقديم كل المساندة المطلوبة كي يقرر الكورد هناك مصيرهم بالتعاون مع المكونات الاصيلة في سوريا، الذي يشارك مقاتلوه وقدموا الشهداء والتضحيات في جبهات القتال الطويلة، جنبا الى جانب مع اخوانهم البيشمركة في الحرب ضد ارهاب داعش في اقليم كوردستان، باعتبارهم شركاء معهم في النضال والمصيرالمشترك وفي موقف معارض وردا على الغارات التركية ضد مواقع الحركات الكردية المسلحة في قنديل وبعض المناطق الاخرى من كردستان. جوبه برفض عام من حكومة وبرلمان إقليم كردستان، إضافة إلى معظم القوى السياسية الرئيسية في بغداد. الغارات التركية على مواقع لحزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق ولمرات عديدة وادانت تصرفات الحكومة التركية التي يجب أن تكون ضمن القانون الدولي واحترام سيادة دول الجوار. حان الوقت للشعب والقيادات الكوردية للعمل من اجل توحيد الرؤى و تشكيل مرجعية كوردية و قوات كوردية مشتركة و التنسيق في كل القضايا المصيرية و ترك المصالح الحزبية و العائلية لانها بلاء ينخر جسد الامة.ويذهب بها الى المتاهة والاوجاع،و ضرورة التفاهم مع القوى السياسية والتعاون بما يخدم المواطنين في الإقليم. ولا ننسى ان العراق وهم جزء منه يخوض حربا ضدالإرهاب وتنظيم(داعش)، مما يستلزم توحيد جهود جميع أبنائه لتخليصه من قوى الإرهاب الذي يريد الشر بهذا الشعب بكل مكوناته واطيافه. ومن هنا نرى الوضع الكردي لا يتحمل هذا الواقع السياسي المتردي الذي يسود العلاقات -الكردية – الكردية وخاصة في اقليم كردستان العراق وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وجوده ويؤسفنا وبآلم إن المصالح الضيقة والانانية الحزبية التي اصبحت ثقافة لدى بعض قيادات حركاته وهو النابض الاساسي في تفكيرهم الخاطئ بعيدا عن شعورهم بالمسؤولية التاريخية تجاه قضية الشعب ومستقبله لذا يحتاج الامر الى مراجعة كاملة لاسس العمل المشترك . فاذا كانت القيادات تنشد تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون ومحاربة الفساد والقضاء عليه وبناء رؤية وستراتيجية سياسية مشتركة، فيجب ان تتقيد ببنود الشراكة في مؤسسات حكومة الاقليم التي تفتقر اليها في العديد من المفاصل الحيوية.كما أن الخطر الأكبر هو الإرهاب والانفلات الأمني الذي يتخذ كل الطرق للتمدد، يتطلب اليوم توحيد المواقف والجهود ولايمكن حلها إلا بالجلوس على مائدة الحواربدل القتال لاسامح الله وتقديم الضحايا بدون مبرر، ان ثمة دول وكيانات تقف وراء النزاع بين الاحزاب والقوى الكوردية، وذلك للاساءة الى القضية الكوردية. فالنزاع الحاصل في اقليم كردستان يجب ان تتم تسويته سريعا وبشكل عقلاني بعيدا عن السلاح. لأن المرحلة الراهنة، مرحلة انتقالية مصيرية بالنسبة للكورد يجب استغلالها لخدمة القضية الكوردية. واعتقد ان شعبنا الكوردي بحاجة إلى دراسة موضوعية حديثة وشاملة لقراءة تاريخ الحركة السياسية لمحاولة إستشراف رؤيا وأساليب جديدة أكثر واقعية بنضاله السياسي وهذا الأمر مطلوب من النخب المثقفة بالدرجة الأولى وطبعاً التراكمات التاريخية من الاخطاء السياسية ونتائج الانشقاقات تشكل عبئ كبير على الشباب اليوم كما هو كان بالامس ويجب محاولة التخلص من آثارها من خلال رؤية نقدية موضوعية شاملة.كي لانحمل الأطراف السياسية الكوردية مسؤولية تشويه التاريخ السياسي الكوردي الذي يتم خضوعه قسراً للأجندات الشخصية والحزبية الضيقة وبالتالي ينعكس سلباً على مصير الشعب وحتى على الاحزاب نفسها وينتهي بتضعيف مكانتهم ودورهم بين الجماهير. |