الكورد الفيليون

 

بالامس لم اتمالك نفسي وحاولت دون جدوى ان احبس دموعي وحزني على ما شاهدته من لقطات من الفلم الوثائقي الذي عًرض خلال الاحتفالية التي نظمنتها وزارة حقوق الانسان بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الشهيد الفيلي، حيث شاهدت لقطات مروعة ومأساوية لعوائل من الكورد الفيليين وكيف كان يرمى بهم خارج الحدود نساءاً واطفالاً وشيوخاً، بينما كان يُزج بشبابهم في سجون النظام البعثي المقيت.
اظهر الفلم وحشية النظام ودمويته في التعامل مع هذا المكون المهم، بل تنوعت اساليب البعث في التعامل مع الفيليين بشتى انواع القسوة والقتل والتهجير.
ومثلما كانت وزارة حقوق الانسان سباقة وفاعلة في اقامة مثل هكذا احتفال، كان لابد للكثير من المؤسسات الحكومية من اقامة مثل هذه الفعاليات التي تُعرف بوحشية النظام الدكتاتوري وسياسة التطهير العرقي التي اتبعها بحق هذا الشريحة ، فاثبت فيها هذا النظام عدالته في توزيع ظلمه بشكل متساو على كل ابناءنا من الكورد الفيليين، ولم يسلم احد من جرائمه ووحشيته.
لقد تنوعت احتفالية وزارة حقوق الانسان ما بين عرض لافلام وثائقية ومعارض للصور والقاء قصائد، وما بين توزيع فولدرات وكتب تعريفية تتكلم عن انتهاكات النظام المباد بحق الكورد الفيليية.
لقد اظهر الكورد الفيليون شجاعة وصبراً على العذابات برغم ما عانوه من عمليات تهجير وعمليات اسقاط للجنسية العراقية عنهم وزج شبابهم في السجون واعدام اكثر من 18 الف شهيد وتشريد اكثر من نصف مليون مواطن من الكورد الفيليين.
فهم اليوم يقفون من بقية مكونات الشعب العراقي ليعيدوا بناء وطنهم ويساهموا في الحياة السياسية من خلال وجود الكثير من النساء والرجال من المرشحين لخوض انتخابات مجالس المحافظات.
ومع كل هذه الصور البشعة التي اقدم عليها النظام البعثي بحق الكورد الفيليين ، نجد البعض وللاسف ممن يغرد خارج السرب وينادي بعودة البعث المقبور ويحاول شرعنة وجوده او دخوله الى العملية الانتخابية المقبلة.
ولا اعرف ما الذي يريده هولاء اللذين يطالبون بوقف الاعدامات بحق المجرمين والارهابيين من تنظيم القاعدة الارهابي بحجة حقوق الانسان، فهل من المنصف ان من يتمتع بسفك دماء الابرياء ان لا يحاكم ويطلق سراحه!!.
ان من يدافعون عن قتلة الامس هم انفسهم اللذين يبررون افعال القاعدة اليوم ويريدون ان تعم الفوضى والقتل في هذا البلد الطيب. فكيف بنا ان نقتص من الارهابيين؟!! هل يريدون ان نكافأهم على افعالهم ونقدم لهم الورود؟!!، ام الاحرى بمن يمتلك الضمير ان يقف موقفاً حقيقياً تجاه ما يحدث ويطالب باعدام قتلة الشعب العراقي لا اطلاق صراحهم.