حسين ضمير المصلحين.... بهاء الدين الخاقاني |
تغربتُ لكني على البعدِ زائرُكْ .. ومازلتُ من معنى مقامِكَ شاعرَكْ ليثمر حرفُ الموت فاكهة لها .. بساتين خلد بالمشاعر غامرُكْ واِني وهذا الجمع سربُ حمامةٍ .. الى قبّةٍ حامتْ من الغرب طائرُكْ جياعٌ وايتام ومنا لحظوةٍ .. فعاشور من كفّ لجودك ناطرُكْ شمَمْتُ كفوفا للجموع مواكبا .. يموسق عطرٌ ظلها يتعاطركْ كما الموج يحدو طاربا في حدوه .. أناشيدُ من طبع البراكين شاهرُكْ لأبصرَ سيرَ الأنبياء بحشدها .. وداود يتلو للجموع مزامركْ فيحنو نخيلُ الرافدين طراوة .. وظلا على جدث الطفوف تساهرك ويغسل عطرٌ للموالين حضرة .. يخضبه شوق العراق دثائرُكْ وقد مُدّ من بحر الغري أبوّة .. على جدث قد أطلق الآه آزركْ وأعْجز أوصافُ المحبّة كاتبا .. لأهل وأصحابٍ ومَنْ كان خافركْ يعلمنا المعنى رياء وكذبة .. اذا لم تنزّ الجرحَ ضوءً حواضرُكْ كأن مدادي في جراحِك ثورة .. الى ثغرك المطعون أولد ثائرَكْ فمن عذب همس للدماء روايتي .. أطيل بها عند الحياة مآثرَكْ فمن دمك المسفوح أنظم سبحة .. على تربك المدماة أسجد ناصرَكْ وألبسني الهندامَ أشلاءُ عِترةٍ .. على طول أسفاري فدامتْ مناظرَكْ جفوني بها نار ارتسام سنابك .. تلملمها دمعَ المنايا نواحرُكْ أيا سيد الفردوس قولُ نبيِّنا .. ألا يكتفي منه الجدالُ يُظاهرُكْ توسّدتَ من غيب الحجابات رمشه .. فجاءت سماويَ الهيام شعائرُكْ جُعلتَ اصطفاء من مشيئة خالق .. وقاعدة الجعل التي نصّ آمرُكْ اِمامتك المستنقذ الناس أمّة .. لتفرش خضر النفوس بيادركْ فتوقد في نبض احتراقي نبؤة .. وتوفد في سفر ارتحالي مفاخرُكْ تجذر قبل القبر حبّ بأنفس .. ليخضرّ قنديلا أيا سبط حاضركْ عجيبٌ لهذا الانتظار فهو لقاءنا .. وآمال ذا النجوى بنحوي معابرُكْ عصورٌ كما المنفى تأوُل بملةٍ .. غروبا لمثواها ولولا منابرُكْ ففي حاضري المذبوح يعْلق ماضيٌ .. بسرّ انتماء يستطيلُ منائرَكْ وأقدارنا المنقوشة الغيب حكمة .. متى نحسن الأفكار كيما نشاطركْ بمأساتنا الخرساء يحبو تحرّر .. وليدٌ لأيام الربيع يسامرُكْ أيا يا مقامات القداسة لفتة .. الى عاشق يا سيدي عاش زائرَكْ فما من دموع تشتفيك مدامعا .. وما من صدى غوث المقادير هادرُكْ ترنحت بالتاريخ فوضى مذلة .. على كلّ منزوع الضمير حوافرُكْ خبزتُ رغيف الانتساب موائدا .. الى الطفّ غذت آية الودّ ذاكرَكْ كتبت على آنات شوق لجيلنا .. لأسكب آهاتٍ من الحبر آثرَكْ أصيد القوافي وهي تمرح في السما .. أنادي بها للغزل كيما أحاورُكْ وما بعد قيد في مديح سلاطن .. فحررتها تسعى لتوقظ ناكرَكْ واني على الكفين وهج قصيدة .. أعْتقتها من جمرة الطفّ نائرَكْ بها ما تعوّدت السقوط لمقصدي .. واِني تعوّدت الصعود بما أرَكْ فأنت ضفافي للشروق بمرفأ .. أعالج فيه النازلات وما عركْ فاصبعك المقطوع ينبت وردة .. على كلّ صبع بالولاء يعاشركْ زمان معي محبوبتي جئت عاشقا .. الى حضرة القديس نعقد ناذركْ هوا شعرُها المستور تحتَ عباءةٍ .. تدلتْ لأرضِ الصحن يكنسُ حائرَكْ وأمّ لها في مسمع الدهر نعيُها .. الى العالم القدسيّ تندبُ فاطركْ تقبّلّ كفا للبتول تأسّيا .. الى يوم حشر الامّهات حرائركْ توضا أبي من كوثر الحوض بلغة .. ملاحمُ نمّاها انتسابا تكاثرُكْ دعاه الهدى يستكتبُ القلبَ غزله .. ليبقى نواقيسا على العصر ناشركْ وأبناء ما زالو كما كنت يرضعوا .. تهاليل من آلٍ واِنيّ شاكركْ فبين ثناياهم ملاعب نهضة .. ملاه بأوتار تزكت جواهركْ وأهلي وآبائي تواصوا بعترة .. قبائل في أحكام دين عشائركْ على رغم ما عانوا بما لا نقوله .. فكانوا لمن والى وكانوا نواظركْ وفخري عراق تبتنيه لمنقذٍ .. فكانت شعاب الرافدين زواخركْ سفينة أقداس شبير وشبّر .. ملاذ الى الأحرار أخفى سرائركْ على حزننا المعزوف ملحمة بها .. من الموت ايفاء الخلود يواتِركْ عُرفتُ بأحلامي وكنت متيّما .. ومانفكّ لحنُ الحبّ فيه مَخاطرُكْ وأولاك رغم الجرم قد أيقنوا فلا .. بموتك قد تفنى ولا القبر ساتركْ دواوينها العار الذي شاد أيديا .. ملطخة بالخزي مجدّ ناحركْ لتكشف عورات الجحود مجالسٌ .. فعلمتنا صونا ولو كان غادرَكْ بذاك تصون الخلق دين محمد .. لكي لا ينال الشرك يوما ثوامرَكْ وأنى استفاق البرق يشهد كاسرا .. تعاليت روح الله تسند جابرَكْ ****** عجيب لمنصور على ذبحه أيا .. عدوا حسينٌ في المنيّة قاهرُكْ يديم انقلابا للحقائق زمرة .. أيا ليت يا ظلما تكفّ دوائرَكْ فيا ايها الرمح البهيم لما حملْ .. بوركت فجرا قد أطال مسامرَكْ ويا افق دهر في دياجير ظلمة .. هنيئا أضاح الطهر شعتْ قوامركْ ويا ايها البيد القواحل من ظما .. الا فازهري نحر الرضيع أزاهركْ أيا جائرا حزن القرون مشافرٌ .. صدى كربلا رغم ادعائك قابركْ على سوط أشعاري سأثخن حاقدا .. واني على معنى لغيضك ناهركْ فللحق عنوان تفرّد باسمه .. حسينا على دعوى لزيفك زاجرُكْ توالت عجول السامري بعصرنا .. عقول عراها الحقد فاقت مجازركْ تنحى التقى فاستلهم الدمّ واحة .. وظلمك تجسيد لمعنى مشاعركْ لتبقى كمالدخان تعلو وضاعة .. تسافل حتى الانعدام تكابرُكْ اذا يعذر الجهال جهل رسالةٍ .. فمن يا عليما في التخاصم عاذركْ فيا مدّع لا طول ذقن بمجزي .. ولا قصر أثياب عن الدين حاشركْ وان حسينا للشفاعة هاديٌ .. مكارم أخلاق به الله ناذركْ شهيدٌ مرارا مرّة حربُ باغي .. وأخرى بجهل في الخرافة جاهرُكْ وثالثة بين التفلسف ضيّعت .. هدى نهضة كم يدعيها معاصرُكْ وكم ضاع تسيسا أصالة فكرة .. ولولاه تعلو للساميات عناصرُكْ حسين مدى خير الامور لأوسط .. فذي حكمة الاسلام دعها أواصرَكْ لنبقى بقاياه التي عبر أزمن .. تجلت منايا تستثير عساكرَكْ على حجر الأزمان حافر دمعنا .. فان ساد صمتٌ فالحوافر خابركْ أيا أمة الناس الذين تنابزوا .. بذاك وهذا فالجدال خسائرُكْ أطلت الرؤى بالذكريات وما خلت .. أرى حلكَ وجهٍ كالغراب تناقركْ عجيبٌ خطابٌ في الزمان مجددٌ ..وقول حسين خالدٌ يتذاكركْ حسينٌ ضمير المصلحين لوحده .. ألا فالتكن بعضَ الحسين ضمائرُكْ أيا كوثرا ما أبصر الذابحون له .. عيونا بها جسر الشفاعة عابرك يأمّ أمامي الحقّ حجّ صلاته .. فينمو حسينٌ في يقيني بما تركْ ****** محرّم يا دنيا يخبرنا به .. الى مذبح العشق المفدى مزائركْ وتلك الطشوت النيرات بكنزها .. بريق رؤوس قد تلألأ ساحرَكْ فما ابترد الجمر الذي نار شعبه .. بما عبثت ضد السماء أكاسركْ لكل له مسعى تفرد نوعه .. لتبيان اصلاح الحسين يناظركْ مددتُ جناحا غابر الدهر يجتلي .. صعيدا من الاجساد تبني خواصركْ تكوّن تاريخا تنفس حادثا .. بما مر من ريح عليها تغادركْ عناوينها المصداق فيها قبيلة .. صفير الردى من آل حرب مقابركْ ليصدق غصب في حقيقة أية .. على منبر تنزو القرود تحاصركْ فراعنة ذؤبانهم قد تنمردوا .. ولاة على ظلم الانام قياصرُكْ ملكتُ خيالا في معيشة كربلا .. تقبّل أزمانا ثراها غدائركْ حسين نظام الدين في نهج عترة .. وليس أقاصيص الأساطير ضامركْ لنعبر روض الطف نحو حضارة .. تقوّم انسانا وتخصب قافركْ فيأتي أوار النفس صرخة أمة .. بصيرة ما استغشت عليه بصائركْ على رغم عمري باقتراب خريفه .. فقلبي شبابا بالحسين يعاشركْ تأملت في لطف الحسين لغفلتي .. عسى الله يا عمري على الحشر غافركْ ****** ايا مطلق الفردوس في الارض بابها .. توقفت فأذنْ لي لتدخل آسركْ أتيت اليك الضيف أدرك علة .. فذا عالم الامكان كان مصادرك وما ان تلفظت الحسين بلفظة .. لينكشف المعنى بلاغا عبائرَك بما فار من دمع بذكراك مجلسا .. كأن مذاق الشهد تجري سواجرُك واني خطوت العمر انيَ كاتبٌ .. على همسات الطف عشت بشائرَك وهذا اغتراب الدم يعضد هجرة .. للحمي من الاضلاع اسلو مهاجركْ فيهرب من جرحي الفناء لحكمة .. الى أن يصيح الموت بي جئت واتركْ عراة من الميلاد حتى منية .. عراة بأبواب النجا نتناطركْ وعشت ديار العشق أبني منازلا .. أعلي شبابا للهوى لا يغادركْ وعمري يمني النفس أو بعد يومه .. يدوم طواف الريح ذكرى تجاوركْ .............................................................. bahaaldeen@hotmail.com baha_ideen@yahoo.com بهاء الدين الخاقاني |