الإمام الحسين عليه السلام عظيم الشأن رفيع المنزلة ثانياً |
فضل إحياء ذكره وإقامة مجالس العزاء عليه عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال لفضيل: تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم، جعلت فداك. قال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر. [المصدر/ ثواب الاعمال، الوسائل] عن أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: أنشدني، فأنشدته فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره فأنشدته: قال شاب: في أول شبابي، وعلى أثر المحيط الفاسد الذي كنت أعيش فيه، وأصدقاء السوء الذين كانوا يصحبوني كنت منحرفاً أشد الأنحراف، وبعيداً غاية البعد عن التقوى والفضيلة. وذات مرة أنبتّني نفسي اللوامة، ووخزني ضميري ووجداني على ما أمارسه من انحراف واقتراف للذنوب، وأنا على ذلك الحال صادفت في طريقي مجلساً من مجالس الإمام الحسين عليه السلام، فأرغمت نفسي وأنا ألومها على المشاركة في المجلس. فدخلت المجلس وإذا بخطيب يعظ الناس ويرشدهم، فأثرت مواعظه عليّ، خاصة عندما عرّج على قراءة المصيبة حيث قرأ مصيبة قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام، وأشار إلى جهاده في سبيل الله، ومواساته لأخيه الإمام الحسين عليه السلام، حتى بلغ رجز أبي الفضل العباس عليه السلام، لما قطعت يمينه فقال: فبكيت بكاءً شديداً، وقلت في نفسي: كيف تسمح لنفسك وأنت تدعي حب أبي الفضل العباس عليه السلام، أن تهتك حرمة الدين، والحال أن أبا الفضل العباس عليه السلام، ضحى بنفسه وقدّم يديه لحماية الدين، وحفظ حرمة الإسلام، فهزتني تلك الحالة بشدة وأيقظتني من غفلتي، وجعلتني أندم على ما ارتكبته من مساوئ، وقررت أن أصلح نفسي. وبالفعل فقد وفقت للتوبة، واهتديت وسلكت جادة الصواب، وسرت في طريق التقوى والفضيلة، كل ذلك ببركة ذلك الخطيب الحسيني، وقد تحسنت حالتي، وتخلصت من كآبتي، والحمد لله، لذا فإني مدين لرجال الدين، وأرى أن لخطباء المنبر الحسيني حق الحياة عليّ.[ خواطر وذكريات]
|