يوم 9 -4 – 2003 يوم الحرية والتحرر

 

يوم جديد في تاريخ العراق والعراقيين في هذا اليوم تحرر العراق والعراقيين  يوم فاصل بين العبودية والحرية في هذا اليوم انتقل العراق والعراقيين من العبودية  الى الحرية من الظلام الى النور

 لهذا يعتبر هذا اليوم يوم الولادة الجديدة للعراق والعراقيين يوم  الحياة للعراق والعراقيين

لهذا على العراقيين ان يعتبروا هذا اليوم بداية السنة العراقية الجديدة فالسنة الملادية والسنة الهجرية والسنة الفارسية والان السنة العراقية التي بدأت في 9 -4 -2003

اي اليوم الاول الشهر الاول السنة الاولى

كم أتمنى ان يشترك اكبر عدد من ابناء العراق من عشاق الحرية ومحبي الحياة ان يشترك كل هؤلاء في الاتفاق على اسم  اليوم واسماء اشهر السنة

اقول لا يوجد احتلال  للارض في كل مراحل التاريخ  وانما احتلال عقول  ونحن لا شك كانت عقولنا محتلة  لم تحرر الا في 9-4-2003

لا يهمني نوايا امريكا ومصالحها الاقتصادية في العراق او في المنطقة لكنها حررت عقول العراقيين وطلبت منهم ان ينطلقوا بطلاقة  في فضاء الحرية بدون قيود ولا شروط فهذه الحرية  التي تمتع بها الشعب العراقي شكلت خطرا كبيرا على العبودية  وانصارها ودعاتها لهذا قرروا قتل الحرية واهلها في العراق وأعادت العراقيين الى  شرنقة العبودية باي وسيلة من الوسائل

فالعراق هو اول بلد والشعب العراقي اول شعب تحرر من عبودية المجرم معاوية بن ابي سفيان التي فرضت بقوة السيف

للاسف الشديد ان  الشعب العراقي غيرمهيأ للحرية فالحرية تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت فجاءت القوات الامريكية  فأخرجت العراقيين من بحر العبودية فالقتهم في بحر الديمقراطية في وقت ليس لديهم تجربة في الحرية ولا ممارسة

وهكذا اخذ كل واحد يفكر بانقاذ نفسه حتى لوكان على حساب غيره وهذه الحالة استغلها اعداء الحرية ودعاة العبودية فاجهزوا على العراق والعراقيين

لا شك ان الوضع صعب جدا ومؤلم فالعراقي بشكل عام لم يتحرر من  قيم العبودية اضافة الى قوى العبودية الخائفة من تحرر العراق فانها تستخدم كل الوسائل الضالة من اجل أعادة العراق والعراقيين الى العبودية من تعصب عشائري وطائفي وديني وقومي

المعروف ان الانسان الحر انساني النزعة يحب  الحق والعدل والمساوات ويضحي من اجل ذلك يلتزم ويتمسك بالقانون حتى لو كان يضره لان التمسك بالقانون وتنفيذه هو الشجاعة وهوالخلق العالي على خلاف العبد الذي لا يلتزم بقانون ولا خلق فيرى الشجاعة هي تحدي القانون وتجاوزه وهذه الظاهرة للاسف موجودة في كل البلدان العربية الخاضعة للعبودية

رغم ذلك اني على يقين ان  الاحرار هم المنتصرون وهم الفائزون مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات

السؤال لماذا الانسان العربي  ضد القانون ضد الدستور ضد المؤسسات الدستورية فهو اما يخضع لحاكم مستبد ظالم كعبد  واذا تخلص من هذا الحاكم الظالم يتمرد على كل شي ولا يتمسك بقيم ولا خلق ولا دين فيتحول الى وحش كاسر عاشقا للفوضى والوحشية

فالعربي غير قادر على حكم نفسه  لا شك ان القوات الامريكية فعلت خيرا عندما حررت العراق والمنطقة من براثن  وحش لا مثيل له في تاريخ الوحشية  الا ان خروجها من العراق هو الكارثة المفروض ان لا تخرج بل تستمر في البقاء حتى تخلق لدى العراقيين روح المواطنة واحترام وتقديس القانون  والتخلي عن القيم البدوية الصحراوية العشائرية وهي كره الاخر والغائه وحب الذات الى حد لا يعترف بأب ولا اخ الخضوع والتملق الى درجة يلغي كل شي بما فيها كرامته وشرفه فتراه كاذب يتظاهر شكل وحقيقته شكل اخر  وبمثل هذه الصفات لا يمكننا ان نحكم انفسنا بانفسنا لا بد من دولة متطورة تحكمنا فالامر ليس محصور في العراقيين بل في كل البلدان العربية التي حدث تغيير فيها هذا ان دل على شي فانه يدل على ان الظروف غير مهيأة  للتخلي عن العبودية والتحلي بالحرية فهذا يعني ان الشعوب العربية  غير مهيأة فلا تزال عقولها محتلة متى تتحرر عقولنا

قال احد قادة الجيش الانكليزي عندما دخل العراق في بداية القرن العشرين وهو يخاطب حكومته لا تدع بريطانيا تنسى رسالتها في تعليم الامم كيف تعيش

ان العرب عندهم الشعر بلا ريب وليس عندهم العمل وان العراقيين غير قادرين على حكم انفسهم بانفسهم ولهذا يجب تدريبهم على حياة الحرية قبل منحهم اياه

وقال احد وجهاء البصرة  مخاطبا الانكليز ايضا

نحن كما تعلمون مختلفون ومتصارعون وانانيون ننظر لمصالحنا الخاصة اولا واذا اعطيتمونا الحرية وتركتمونا نفعل ما نشاء فان ذلك سيؤدي بنا الى الفشل والافلاس

حتى ان هناك من طلب عدم اجراء استفتاء في العراقي فالعراقيون بشكل عام لا يعلنون عن ارائهم بشكل كامل الا القلة  القليلة لانه واقع تحت تأثير المجاملة الخوف الخجل

كان الشعب الجزائري يلح في طلب الاستقلال من الرئيس الفرنسي ديغول وكان الرئيس الفرنسي متردد حبا في الشعب الفرنسي فقال له احد جنرالاته اعطهم الاستقلال ليموتوا

وفعلا استقلت الجزائر وانشغل الجزائريون في الانقلابات وفي ذبح بعضهم البعض وبعضهم ضد بعض

الغريب في الامر اني قرأت لاحد قادة الحركة الشيوعية موريس تورز  رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي في ستينات القرن الماضي قوله

ان الناس في الجزائر وافريقيا وشمال افريقيا ليسوا شعوبا بل انهم لا يزالون في دور التكوين فلابد لهؤلاء من ان يعيشوا فترة في احضان الامبريالية ويربوا على يديها من اجل ان يصيروا شعوبا متحضرة

لا شك ان مثل هذا التصريح لقائد شيوعي وفي تلك الفترة يثير الاستغراب والدهشة

فهل يمكننا نحن العراقيون حكم انفسنا بانفسنا   واحترام الدستور والقانون  للاسف بعد عشر سنوات من التحرير لم نحقق الهدف المنشود والمطلوب بل كثير ما اصاب باليأس والقنوط  نتيجة لقوة العبودية ودعاتها فهل نعود الى العبودية

لا ادري