إن الثورة التي فجرها الإمام الحسين"عليه السلام" كانت، وما زالت تمد، كل أحرار العالم والإنسانية، بما تمثل من قيم الحق والعدل، كما قال:(مثلي لا يبايع مثله)، مثل الظلم والجور والغدر والعدوان، على الناس والانسانية، بكل ما هو باطل، ناطقا فينا(الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه).
لقد أراد الإمام الحسين عليه السلام، بثورته أن يجرد الحكومة الأموية، من غطائها الذي تقنعت به أمام المسلمين، متقمصة دور السلطة المسلمة، وهي لا ترتبط بالإسلام ألا باسمه، فبعد أن لم يدخر جهدا، أمام الحكومة الظالمة لم يبقى أمامه إلا خيار واحد، ألا وهو الشهادة، ليقطع عليهم كل السبل ويكشف زيف شعاراتهم، التي كانت ينادون بها، وهم الطلقاء وأبناء الطلقاء.
لقد أعلنها مدوية، ترفرف فوق رؤوس العباد(إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني)،
مقدما تلك النفس قربانا للإسلام المحمدي، موقنا أنه مقتول لا محالة، لكن ذلك القتل كان حياة ثمنها الإسلام.
لقد أصبح دم الإمام الحسين، نورا يمشي به أحرار العالم، وصار دم الإمام الحسين قبسا على رؤوس الأشهاد، كما هو نورا لمداد أقلام الصادقين.
نادى الحسين في عرصات كربلاء،(هل من ناصر ينصرنا) يستصرخ العالم والإنسانية بأجمعها، ويستصرخنا خاصة، من عرصات كربلاء الى أن يشاء الخالق تعالى. فكيف ننصر الحسين؟، وهل بعد كل التضحيات التي قدمها، من أهل بيته وأخوته وأصحابه، وحتى طفله الرضيع قدمه قربانا للإسلام، هل يطلب ناصرا لنصر عسكري؟ وهو يعلم أن القوم قاتليه لا محالة.
أراد الإمام الحسين عليه السلام بقوله:(هل من ناص ينصرنا)، ينصر ثورة الحسين بما تحمل من فكر ومبادئ، وحياة حرة لا تقبل الهوان فهو؛ يأبى الذلة والضيم فمثله لا يهادن، ولا يساوم ولا يتراجع.
أراد لنا أن نسير على ما سار عليه، من حق وعدل وإسلام محمدي، لا إسلام أموي، لنكون منتصرين على الباطل، كما انتصر الإمام الحسين في تحقيق أهدافه. علينا أن نقف لننصر الإسلام، الذي عاد غريبا كما بدا أول مرة، متى هذا النصر وآل البيت مقتولون مشردون مسمومون؟!.
نعم ذلك النصر الموعود النصر، الذي كان بشرى من الإمام(هل من ناصر ينصرنا)، هو الإمام القائم عجل تعالى فرجه الشريف، النصر الموعود على يد الموعود، الذي سيقتص من الظلمة والقتلة.
قائم آل البيت هو الناصر المنتصر، الذي سينصر وينتصر للإمام الحسين عليه السلام وللإسلام ويحقق العدل.
|