(بوزات) المرشحين! |
ليس أذكى من تلك الملصقات والشعارات التي غزت شوارعنا وازقتنا وحتى مقابرنا بين ليلة وضحاها، على تأجيج فعل التحشيد غير المقصود لكلام الناس والعباد في البلاد حتى اولئك الذين قرروا منذ ان ولدتهم امهاتهم على المشي جنب (الحيط) أوتسليم الخد الايمن لمن تولاه بـ(راشدي معدل) على الخد الايسر!... فعل اليافطات يااخوان.. اقوى من كل سلاح، ذلك انها تلتصق بالعقل اكثر من غيرها، خاصة وان الزحامات الازلية والمفتعلة التي تعانيها الشوارع العراقية، جاءت بفائدة على المرشحين لاجل ان يتمعن الناس بصورهم ويحفظوا عن ظهر قلب ارقام تسلسلاتهم وبوزاتهم التي بدت مرحة ومرتاحة في بعضها اكثر من السابق، او من خلال (كولاتهم) واشعارهم التي حققت اعلى نسبة نجاح على مستوى الفكاهة الساخرة في بلد يزخر بالعويل والبكاء.. ولعل اسوا ما صادفني خلال الايام الماضية، والذي جعلني اتراجع عن أي فكرة راودتني في وقت ما بالمشاركة بالانتخابات بأعتبارها حقاً وطنيا ودستورياً الخ.. هو ذلك الاستحواذ المنظم على الشارع المؤدي لمنطقتنا، عندما نصب احد المرشحين خيمته ورتب كراسيه لاجل تعريف المواطنين ببرنامجه الانتخابي.!. والادهى انه استعان بدورية للشرطة الاتحادية كيما تغلق المعبر بشكل عرضي، ولا اخفيكم ماتعرضت له من سباب وشتائم طالت حتى سابع ظهر من عشيرتي ، وانا اسألهم فقط، هل بدأنا من اولها في النيل من حقوق المواطن؟ وماذا سننتظر من مرشح يقطع الشارع لأجل دعايته الانتخابية؟ وماحصل ان عشرات قبله صار ينتهك العلامات المرورية واعمدة الكهرباء وواجهات المتنزهات والملاعب لاجل تعليق لوحاته الانتخابية، كأنه يقول العب العب لو اخرب الملعب!!.. المشكلة اننا برغم تكرار تجربة الانتخابات، لا نملك دراية علمية ولو اولية بفن الدعاية والاعلام في الانتخابات، وكل مايفعله المرشح الفلاني او العلاني هو الاقتراب في الوقت الضايع من الناخبين، وخصوصا الفئة البسيطة منهم.. مستغلا فرحهم بكل ماتجود به يداه بدأً من البطانيات والمراوح او الوعود الوردية بتوزيع الحليب والبيض في المحمودية وابو غريب مروراً بتوزيع شقق مشروع باسمايا السكني في عام 2050!!... اتذكر ان القاضي قاسم العبودي، مدير الدائرة الانتخابية السابقة، اخبرني في جلسة اعلامية ان غالبية المرشحين لا يجيدون الدخول في لعبة الانتخابات، وسماها لعبة لانه يقصدها من حيث طريقة الدخول كقوائم وشخصيات، اضافة الى طريقة التأثير في المتلقي بوسائل دعائية ذكية، وليس كما يصار اليوم، ترشيحات عشوائية ووجوه غريبة و بشكل اثار معه نقمة الشارع العراقي بدل كسب وده.. زميل مشاكس لي لايهدأ قبل ان يطلق تعليقاته الساخرة على كل مايمر امامه من صور واخرها عندما كتب في صحفته الشخصية التواصلية التي ضمت صور لبعض الملصقات الدعائية ( بوزات المرشحين لادين لها) ولم استأذنه طبعا لاضمها عنواناً لمقالتي .. منطلقة من حكمة تقول ان سرقات الفيس بوك لا تعد سرقات !!. |