أنامل مُقيّدة – الدور الامريكي والروسي هذا ما قلته قبل سنوات

 

 

لم تكن الولايات المتحدة الامريكية صادقة على الاطلاق في تعاملها لعلاج البؤر الارهابية التي استوطنت في بلادنا العربية وبالذات بلدنا العراق وما يحيط بنا في المنطقة حيث بقيت حالة الفوضى الدموية قائمة الى يومنا هذا بل زادت اكثر  فأكثر بفعل الدعم الخفي لكل تلك قوى الارهاب العالمي على ارض العراق ليخرج من رحم هذا الجَوْق التكفيري الاجرامي تنظيما يدمر الانسان والدين ، وكل ما كان يقال عن الاستماتة الامريكية في الدفاع عن التجربة الديمقراطية في العراق فهو هراء وما أثبتته السنين والايام خير دليل على القراءة الصحيحة والواضحة التي تحدثت عنها انا شخصيا قبل ثلاث سنوات مضت من المراوغة الامريكية المستمرة التي يحاولون ان يُحَمّلون العراق فيها وزر التفضل عليهم بأنهم بذلوا الارواح والاموال الطائلة التي لا يمكن نسيانها لتجعل من العراق مَدين لهم في حين ان الكثير من العناصر التي قتلت في العراق هي لا تمتلك جنسية امريكية وانما الكرين كارت الذي يؤهلهم بعد انقضاء مهمتهم في العراق والمنطقة للحصول على الجنسية الامريكية لكن ذلك لا يحصل طالما يبقى هذا المقاتل على تلك الاراضي ليكون في عداد الموتى في لعبة كر وفر يمارسها من يصنع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وفي ذات الوقت فان جميع الاموال ستكون لا محال هي بالتحصيل الحاصل من جيب العراق وان كانت كلها من اجل فرض اجندة تريدها قوى الشر الاسرائيلي لإبقاء تلك الغدة السرطانية المتمثلة بالارهاب حتى تكون  الاحداث بعيدة عن كيانهم الغاصب والمكسب من كل ذلك هة اقتتال المسلمين فيما بينهم.

الواقع الروسي اليوم يفرض نفسه على الارض وبقوة ما يستوجب اليوم ان يكون التحالف الروسي امرا واقعا ولابد منه بعد ان انكشفت جميع الاوراق الامريكية أمام الرأي العام العالمي وقد طالبت بتحالف عراقي روسي في مقالي المنشور في جريدة العالم المطبوعة في بغداد عام 2012 ثم نشرته الكثير من الصحف الالكترونية ومنها مؤسسة النور الثقافية :

http://www.alnoor.se/article.asp?id=164936

ان اعتبار سوريا وما تمثله كآخر وجود لروسيا في الشرق وضع الوزر على الدب الروسي ان يدقق في حساباته كيفية الوقوف بوجه الاجندة الغربية الساعية لاقصاء الروس عن خارطة الشرق الاوسط بقوتهم العسكرية والتكنولوجيا المتطورة وبأموال بعض دول الخليج التي تريد رسم المنطقة وفقا لافكارها النتنة بتلك العقول لصعاليك كهوف تورا بورا وماحملته لنا مدارس طالبان وغيرها ولذلك صاغت روسيا تلك الرؤية الاستراتيجية على الارض .

وعلى العراق اذا أراد فعلا أن يتخلص من الواقع المرير وترك السراب الامريكي ليلجأ هذه المرة وبصدق للتحالف مع روسيا والمضي في تنفيذ الحلول العسكرية الصحيحة للقضاء على الارهاب في العراق والمنطقة كما تفعل سوريا اليوم وهي تتقدم لاستعادة مناطقها من سيطرة القوى التكفيرية ولعل العروض السعودية بمئات المليارات من الدولارات على موسكو كاستثمار يدعم الاقتصاد الروسي المتهالك يبدو رقما واضحا لكل العارفين بسياسة الحروب في المنطقة والذي رفضته حكومة بوتين رغم الحاجة اليها لأنها سياسة استراتيجية لا يفهمها حكام آبار النفط في الخليج.