ما قاله السيد علي الاديب

 

 

ربما اكون شخصا رومانسيا اكثر مما يجب لكن في حدود فهمي للاشياء استطيع ان اتوقع الكارثة تطل بانفها حين استمع حوارا في السياسة لا يمنحني ذرة امل. اعترف ان شيئا من الاحباط اصابني حين سمعت ما قيل في ذلك الحوار الذي بثته قناة الاتجاه يوم الاربعاء الماضي مع السيد علي الاديب رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان.كل ما قاله كان صادما لي لسبب بسيط انه كان يتحدث عن وضع هو موجود داخله.كان الرجل صريحا وكان كلامه دقيقا جدا.ولا يحتمل اي تاويل.ماذا قال الاديب لنختر بعضا من جمله: (رؤى مشوشة – لا يوجد تصور سياسي لدى الكل-رؤية غير مستقرة على نظام معين-لا يوجد نظام مؤسسات-كل شخص يرغب ان يكون الرقم واحد ورؤيته افضل ونقده للاخرين يحمل الحقيقة كاملة). مثل هذه الجمل خطرة وقاسية ومخيفة.ماذا يعني كل ما سمعت..؟يعني ببساطة شديدة اننا امام مشكلة لا تستثني احدا وقد تهدم البلد.وان الاعوام الماضية لم تحقق شيئا ولن تحقق اي شيء ملموس على ارض الواقع.ولذا يفضل الاديب ان يستعين بدول لديها خبرات تقدم لنا المشورة والنصيحة كي نتخلص من الفوضى التي تنتشر في البلد. اشار الاديب ان مؤتمر لندن والمشاركين فيه عدا حزب الدعوة لم تكن لديهم فكرة واضحة عن شكل النظام بعد اسقاط صدام حسين بحيث ان البعض طرح النظام الملكي كبديل.وكانت النتيجة ان الوضع السياسي بعد السقوط لم يثمر عن تطور لا في المجال الصناعي ولا الزراعي ولا في باقي المجالات على حد تعبير الاديب.

 

اقول مرة اخرى كل ما قاله الاديب حقيقي وملموس لكن رجل الشارع يخاف ويشعر بالانزعاج اذا عرف ان النظام السياسي يسير باتجاه خاطئ.

 

هل سيشعر المواطن بالسعادة اذا سمع ان الكتل تطالب الوزير بحصة مالية كل شهر لذلك يحدث الصراع على المناصب.. هذا ايضا ذكر في ذلك اللقاء.

 

ان السؤال الاهم هو:اذا كررنا دائما وطوال اعوام احاديث عن الفساد وغياب الثقة بين السياسيين وغلبة المصالح وتحول السياسة الى مكان للمضاربة الاقتصادية والتدخل في عمل القضاء..وغير ذلك ترى ما الذي سيبقى للمواطن كي يؤمن به.ان السياسة تسلب الناس اطمئنانهم وتشعرهم انهم يعيشون تحت سقف سينهار قريبا.