أمانة بغداد تتفرج على شهداء شارع المطار

 

يعتريني شك ، في ان احدا من مسؤولي وموظفي امانة بغداد ، سيتخذ قرارا بشأن ما اشير اليه ، والأمر ذاته عند امانة مجلس الوزراء ، الجهة المسؤولة مباشرة عما يحصل من موت متعمد لأهم شجرة عراقية ، هي عمتنا النخلة ..

 

لن اتحدث عن ما اصاب هذه الشجرة المباركة من اهمال في المحافظات والبساتين ، التي هجرها اهلها بسبب الأوضاع الأمنية ، وندرة مياه السقي وسوء التسويق وعدم الأهتمام الحكومي المتمثل بإنعدام وسائل المكافحة الزراعية وانتشار امراض البستنة المعروفة … لا لن اتحدث عن ذلك ، فلقد كتبنا ، وكتب آخرون من الزملاء والمتخصصين ، لكني اتحدث عن اشجار نخيل ، وصفت بـ ( مدللة ) كلفت الدولة الواحدة منها اكثر من ثلاثة ملايين دينار ، ومئات من اجهزة القلع والانبات التي استوردتها امانة بغداد خصيصاً ، وصاحبتها مواكب أعراس وفرح وموسيقى وتصريحات ،  وهي اشجار النحيل الممتدة على جانبي طريق مطار بغداد الدولي وجزراته الوسطية … هي الان مجرد اشجار خشبية ، بلا ثمر رغم ان موسم قطاف التمر مضى عليه وقت طويل …

 

منذ سنوات ، ومروري اليومي في الذهاب والاياب هو شارع المطار .. لم ار نخلة واحدة مثمرة !! من المسؤول عن ذلك ؟ هل كف المسؤولون في امانة بغداد عن الايفاد خارج العراق ، فلم يعد يهمهم امر شارع المطار ، ان هو نكاية بمن سرق الملايين بإسم تزيين شارع المطار ، حتى يظهروا حجم الفساد ، ام هناك ( زاوية ) غير منظورة ، لا يُراد لأحد ان يقترب منها !!

 

دائما كنا ننادي ، بأن الله حبانا بشجرة مقدسة هي عمتنا ( النخلة ) وعلينا الاهتمام بها ، وقد عرف اهلنا على بساطتهم اهميتها ، فتركوا لنا اكثر من اربعين مليون نخلة ، مثمرة ، وكنا المصدر الأهم عالميا في تصدير منتجات التمور الى العديد من دول العالم ، وها نحن نشكو ندرتها ، واسواقنا ملآى بالتمور المستوردة من السعودية ومصر وايران … ويقال ان الموزنبيق دخلت على خط توريد تمورها الينا !

 

هل انتبهت امانة بغداد ووزارة الزراعة ، الى وجود دراسات معتمدة تبين أمكانية  استخدام اشجار النخيل في تنسيق الشوارع والجزر الوسطية والساحات والميادين العامة وأمام المباني الحكومية وفي الحدائق والمنتزهات العامة ، حيث توفر هذه الأشجار ظل وجمال دون أن تزاحم عناصر أخرى نظراً لإرتفاعاتها العالية وسيقانها الفردية الرفيعة غير المتفرعة..

 

لا اريد التوسع بالحديث عن اهمية موضوع شجرة النخيل ، الشهيدة في بلادي ، لكني اشير بصوت هادر الى ضرورة الاهتمام الآني والمستعجل بآلاف من اشجار النخيل التي تحتضر امام عيوننا في شارع مطار بغداد … سارعوا بها الى غرف العناية المركزة ، قبل ان تتحول الى ركام من الخشب … وعند ذاك تتحملون وزر دعاء عمتنا النخلة عليكم… وما اقساه من دعاء !!