الناخب العراقي ومأزق الاختيار

 

الدعاية الانتخابية حق قانوني ومشروع لكافة الكتل والأحزاب السياسية التي تخوض غمار الانتخابات من اجل الحصول على تمثيل لها في المحافظات لكن هذا يعتمد بالدرجة على مدى ثقة الناخب بهم لكي يستطيعوا الحصول على مبتغاهم عن طريق اختياره لهم ليمثلونه خلال المرحلة القادمة من الدورة الانتخابية الخاصة بمجالس المحافظات حيث تعمل تلك الأحزاب على اختلاف انتماءاتها  بأشياء مختلفة من اجل النجاح والوصول إلى دكه الحكم فنراها ترمي بكل ثقلها لكي تتمكن من  تجميع اكبر عدد من الأصوات لكي تمكنها بالفوز بعدد كبير من المقاعد لكن هذا  لن يأتي من فراغ  بل يحتاج إلى جهد متواصل وعمل مبذول وأموال كبيرة و يتطلب ايضاً توعية انتخابية بخصوص القائمة أو المرشحين عن طريق إلصاق اكبر عدد ممكن من البوسترات والمنشورات التي تحمل اسم القائمة أو المرشح حيث يتم وضعها في أماكن عامة وفي الأزقة والشوارع والأسواق وبينما نجد أحزاب أخرى تقوم بعقد ندوات مكثفة للتثقيف وشرح البرنامج الانتخابي للقائمة وتوزيع البطاقة الشخصية للمرشح تحمل في طياتها أهدافه وسيرته الذاتية ونبحث عن آخرين نجد صورتهم تختلف بعض الشيء عن الكتل والقوائم الأخر بسبب أنها تمتلك نفوذ كبير ودعم مادي غير محدود وقنوات فضائية وإعلام يعمل لصالحها ويحث الناس على انتخابها وينفقون المال ويقومون بتوزيع المساعدات المختلفة لعامة الشعب كدعاية انتخابية ناجحة لكسب أصواتهم وفي جانب أخر نجد آخرون من لم يمتلك ذلك الدعم من كل الجوانب ويفتقر إلى ابسط الدعاية الانتخابية لتعريف المواطن به وببرنامجه الخالي من الوعود سوى عبارة أريد إلا الإصلاح مااستطعت  
فهؤلاء ليس لديهم أموال إنما  تمويلهم ذاتي  أي ينفق من جيبه الخاص دون هنالك دعم من أي شخص أو جهة خارجية تذكر ونرى اغلب أصحاب القوائم  يفتقرون إلى الدعم المالي باهظ لغرض الدعاية الانتخابية مقارنة بالكتل الكبيرة التي تتمتع بأموال كبيرة أما الدور الذي يقع على الناخب فهي بحد ذاتها مسؤولية كبيرة تقع على الناخب في اختيار مرشحه من بين المرشحين والقوائم وهو بدوره مسئول إمام الله والوطن والشعب في حُسَن إعطاء الصوت لمن يستحقه ويقدر ثمنه  لكن المواطن في حيرة ومأزق يتجلى لمن ينتخب  فالكثير من الأحزاب والكتل  كلها تدعي الوطنية وتنشد بحب العراق  والشعارات الرنانة التي تتحدث عن توفير كافة الخدمات للمواطن وهذه ألافتات قد متلئت بها إحياء المدن والإحياء السكنية وهي بالحقيقة والواقع تجعل الفرد العراقي قلق ويتأمل خيراً لكن متحير بعض الشيء من ناحية انتخاب مَن؟ 
هل ننتخب الحزب الذي يقوم بتوزيع المساعدات على الناس  ؟ أم ننتخب القائمة التي تقوم بشراء الذمم من بعض الأشخاص الذين باعوا ضميرهم من اجل المال على الرغم من كون القانون والشرع يحرم بيع الأصوات؟ من اجل عراق يحفظ للجميع كرامتهم وأموالهم وإعراضهم  انتخب الوطني , ومن اجل القضاء على الفساد الإداري والمالي الأخلاقي والثقافي انتخب النزيه ومن اجل مسح دموع الثكالى والفقراء ومساعدة الأرامل والمحتاجين انتخب المخلص ومن اجل القضاء على البطالة وكسب الشباب وإنهاء أزمة السكن  انتخب الصادق ومن اجل  توفير كافة الخدمات وسبل العيش الكريم انتخب الشريف .فلهذا يجب علينا المشاركة الجماهيرية الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات بحيث تكون هذه المشاركة فعالة ونزيهة والتأكيد على أبناء العراق جميعاً  بان لايقعوا بالخديعة مرة أخرى فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين فلنكن مؤمنين حقيقيين واعين صادقين  في حَسُن اختيار الدقيق للمرشح المتدين والنزيه والكفوء فلنسال عن شخصية المرشح وسيرته وكذلك على مدى وعيهم والتزامهم بكل الثوابت الدينية والوطنية ومن اجل أظهار العراق  بالصورة الحضارية الرائدة التي يطمح إليها الجميع.