حافات الاسئلة

 

تعكس ثقافة الاسئلة  وعي المجتمع وقدرته على ممارسة دوره الحيوي كجزء فاعل في الحراك الانساني وعلى النقيض تماماً نجد ان المجتمعات التي تقمع الاسئلة تحيط نفسها بأسيجة تعزلها عن العالم وبالتالي فأن عملية الاندكاك والتفاعل مع الآخر تختفي وتسير الخطوات بأتجاه الانفلاق على الذات وعدم امكانية قبول الآخر المختلف تمهيداً لظهور اخطر امراض العصر وهو التطرف وقد لا يصل المجتمع الى التطرف دفعة واحدة وانما تكون هناك محطات تدريجية تجعل من عملية الوصول الى هذه المرحلة الخطيرة امراً غير محسوس لذلك يجب التنبيه الى اهمية تفعيل منظومة  الاسئلة خاصة الكبيرة منها ويحدثنا التاريخ عن حادثة تحمل معها الكثير من الحكمة سأل فيها رجل من المسلمين الامام علي " ع " ايام خلافته وتحديداً عند منصرفه الى صفين فقال يا امير المؤمنين هل تقول ان ربك الذي تعبد هو واحد ؟ فوثب اليه الاصحاب يوبخونه عن هذا السؤال وقد انشغل الناس بحرب تطحن عشرات الالاف من المسلمين فما كان من امير المؤمنين الا ان قال اتركوه فأنما نقاتل القوم على هذا ثم بدء يفتح منظومة الاجابة في بحث غاية في الدقة عن معنى الوحدانية وهنا اللافت في الأمر ان القدوة تحدد للمجتمع طبيعة التعاطي مع الاسئلة تجنباً لحافاتها المسننة التي تزرع الانشقاق والتطرف في المجتمع والاحرى ان تتحول ثقافة المجتمع وتتغير النظرة الى الاسئلة ليس على اساس  انها تجنح نحو التشكيك والطعن بالمسلمات بل على العكس من ذلك فإن الاسئلة  تختزن طاقة الدفع بالموروث نحو النضوج والتكامل وتبعد الناس عن التورط بالتطرف والانغلاق واقصاء الآخر فقد وجدنا  ان التطرف قد يكون سبباً في حرمان الانسانية من رموز الانفتاح فإن سيف الخوارج الذي اغتال معلم الانسانية للديمقراطية الامام علي " ع " هو ذاته الذي اورث القاعدة قنابل اغتالت مخرج فلم الرسالة مصطفى العقاد فلم تستطع منظومة الانغلاق ان تستوعب وتتعايش مع منظومة التسامح في الاسلام تاريخا وحاضرا ومستقبلاً .