عندما تصدأ القلوب |
قادتني رغبتي أن أتسكع بسيارتي في طلاسم الميادين لي رغبة بمشاركة الحياة دروانها -هكذا تراقب عيناي مظلات الشوراع في ليلة شتاء صافية من الشوائب وأدخنة القلوب تعطر الرجاء برائحة الهيل مثل حلم ضرير يتغزل بالجمال ولم يري قبح الوجوه – ماأضيق الدنيا لولا نظرة أمل – كم أحب ندي الصباح لانه أسم صديقتي ندي الشناوي زميلة دراستي وجارتي المرحة التي أتنازل لها عن فنجان قهوتي وأبث لها أخباري يوميا أشعرتني براحة وأنا أتصل بها لكي نتجوال في تلك الشوارع الواسعة وغيمات طير تحلق مع موسيقي المطر الصاخبة وروائح فل تعبق في أوردتي وتسرح في عمق الشريان- أدرت جهاز التسجيل في سيارتي – كم يعشق -علي – هذه الأغنية – انا وليلي – كاظم الساهر- صوت ساحر – وكلمات الاغنية حقا رائعة – حدثت ندي – أني أستمع ألي كاظم – وأنتي ماذا لديكي الأن هل أنتظرك في أقرب مكان لكي – أريد أن أفعل شئ مجنون أريد أن أستحم بالمطر أتنزه بالقرب من النيل أريد أن أتسوق في أماكن مزدحمة أركب دراجة بخارية – أدخل جسور مترامية مظلمة هيا صديقتي نحتفل بالجنون – لي رغبة أن أرقص علي موسيقي هادئة أنا و-علي- فقط- ضاع الوقت في ضجيج الكلام أعتذرت عن مشاركة أفكاري – أغلقت النافذة بهدؤ وقالت أذهبي لاني أشعر فعلا بالنعاس والمرض – سوف تاتي الايام بافضل من هذا اليوم لم تلمع عيناي من الرضا شعرت بفتور عاطفي وهاجس غريب ترنح في مخيلتي -عادت أفكاري تدور مع دوران موتور السيارة – وهمس كلامها أذهبي أياكي أن تندمي خذي هذا الحجاب لقد أرسله لي العراف لجلب محبة- علي -لكي أكثر وأكثر – أي حب هذا الذي يعتمد علي سحر علي طلاسم ورق لقاري كف- ربما هي تفتح باب لصور براسها – أخذت تلك التعويذة وأنا كلي أرق – وقلق – تسارعت نبضات قلبي علت دقاته – أختلطت مع طرقات راسي – طرقت التليفون مرة لم يجيب وفي -الثانية لم يجيب مغلق ربما- علي- مشغول بشئ ما نعم اليوم أجازة لديه ربما نائم ربما وربما – أحتاج ألي صديق يشاركني أضحوكة هذا المساء – ضغطت بشدة علي دوسة البنزين
رعشة حنين تجوب الحدائق ولحظة قلق تهب خوفا علي صديقتي ربما أشتد بها المرض ولاتريد أزعاجي – ياله من يوم لايجيب التليفون خارج التغطية – سيارتي تعرف طريقها جيدا بين تلك المسافة والمسافة شوط كبير من العذاب في مؤشر تلك اللوحة حديقة العشاق- أنه مكاني المفضل الذي التقي به أنا و -علي – لكن لاموعد لنا اليوم معا – لكن عندما يشتد بي الحنين أشم رحيق الذكريات- وبعدها ساصل ألي بيت صديقتي للاطمئنان عليها – أجد راحة نفسية و أنا أحكي لها عن مغازلة -علي – لي في صمت الليل أشعر بالدفء معه كم بارع هو في كلمات الحب – أمالي كلها تتعلق علي كلمة أحبك ياجيهان – يالها من نغمات يرتعد لها قلبي وتغمر جسدي بنشوة الشوق وحلم ياخذني ألي يوم الزفاف وأنجاب الأطفال كلي شغف لسماع مفاجاة حلوة منه – لكنه لن ياتي – وأنا في أشد الجاحة له – قلبي مثل منديل مفعم بالياسمين – اليوم ساشتري عقود الفل بدل منه هاهي بائعة الفل تاتي واجمة تنظر لي في شذوذ غريب طلبت منها ياسمين –
قالت مات الفل علي الاغضان
ومات الحب بالاوطان
لم يبقي غير الاكفان بدات أشعر بالغليان – لماذا كل هذا لم تعرفني – أنا و-علي – نشتري منكي الفل كل يوم – ردت في شرود- وأين الفل الأن وقد صدأت القلوب أصبح الياسمين حزين- أعتدلت في جلوسي وأخرجت من حقيبتي مال وفير – نظرت ألي باستغراب- جيهان مازالتي ستكملين القصة الباهتة – هذا ليس مكانك ماذا تصعنين هنا- أنا أبيع الفل وأغني مع زقزقة العصافير أحتضن هواء الحديقة أذا كان تلك الحب نظيف- أرتفع ساعدي وقبل أن يصل لخدها ردت لي ساعدي – وأبستمت لم اقصدك بسوء أعلم أخلاقك- لكن هل يستهل أن أصفع بكرامتي من أجله- أدركت أنها تريد تخبرني بشئ تناثرت قصاصات ورق هبطت بخفة علي الأرض
نظرت ألي المقعد الذي أجلس عليه ثمة أوراق تطايرت بحبر أحمر فتاة تجلس في جيدها العشرات من عقود الياسمين- تنفست حبر ذاك الورق تنهدت بائعة الياسمين – وأشارت لي بانه هو يتحسس انوثتها وهي راضية وبعدها يرمي بتلات الياسمين ويمضي فرحا بتلك الرائحة التي ماتت مع بزوغ فجر الخيانة- تعانق الجميع بشكل هندسي امامي الفل – وعلي – وندى – تقدمت بخطوات بعيدة عن الماضي وأعطيت لهما حجاب المحبة – أنها ورقة رابحة لهما – فالحب الحقيقي لايحتاج الي سحر وكذب وأنفعال – تليق بك صديقتي لانها من صنعك – أبتعدت عن الحديقة وصوت المحرك يبكي فعل الرجال وصوت الاسفلت يصرخ مع كاظم الساهر
لمن تشكي وتبكي ومين هو اللي سمعك
وصوت عجلات السيارة ياكل الأسفلت الطويل
ويقول وداعا أيها الحلم الجميل لم يبقي غير ضباب عادم السيارات يمسح نزيف تلك الذكريات
|