هل التدخل الروسي في سوريا .. ذُكر في بروايات آخر الزمان؟ الجزء الخامس |
لماذا تدخل روسيا الى سوريا، من جهة شمال غرب سوريا، عن طريق جزيرة أرواد، في محافظة طرطوس؟. بعد أن رجحنا في الجزء السابق، إن المقصود ب(نزول الترك الجزيرة)، هي جزيرة ارواد، وذكرنا شواهد على هذا الترجيح، منها: وجود القاعدة الروسية البحرية، وأسطول قوات المشاة البحرية، وموافقة معنى الجزيرة للتعريف الجغرافي واللغوي، كذلك يعتبر أسهل الطرق لدخول سوريا. يوجد هناك سبب هام، الذي جعل من روسيا، أن تبني قاعدتها العسكرية، وتقدم بأسطولها البحري إلى ميناء طرطوس، هذا السبب هو نفسه، سوف يجعل روسيا تدخل من شمال غرب سوريا، وتحديداً محافظة طرطوس. مركز المستقبل للأبحاث والدراسات الاستيراتيجية المتقدمة، ذكر عدة قضايا وأمور تحليلية ـ قدّمها( احمد ذياب) ـ، عندما أعلنت روسيا عن نيتها دخول سوريا، من هذه الأمور: أولاً ـ ( تريد موسكو إيصال رسالة إلى فصائل المعارضة السورية المسلحة، تفيد بأنه في حال استهدفت هذه الفصائل المناطق العلوية في الساحل، فإنها ستواجَه برد فعل روسي عسكري مباشر، باعتبار أن هذه المناطق تمثل منطقة نفوذ روسية حيوية.). ثانياً ـ (اقتناع لدى موسكو بوجود مشروع لتقسيم سوريا سوف يؤدي إلى تلاشي نفوذها في المشرق العربي وربما الشرق الأوسط، إذا لم تبادر إلى إرسال قواتها إلى منطقة نفوذها ووجودها التقليدي في شرق المتوسط والمياه الدافئة.). ثالثاً ـ ( معلومات تشير إلى أن روسيا تقوم حالياً بسحب العتاد العسكري الروسي والمقاتلين والمتطوعين الروس من مقاطعة “الدونباس” في شرق أوكرانيا، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، حيث أنشأت فيهما دويلة (كانتون) موالية لموسكو، بعد تأكدها بأن الجيش الأوكراني لم يعد يشكل خطراً عليهما، وتستعد لإرسالهم إلى سوريا، وتحديداً إلى الساحل السوري لتنفيذ الخطة (ب) المتعلقة بسوريا. وتقضي الخطة (ب) بتشكيل كانتون (دويلة) في الساحل السوري موالٍ لروسيا يمتد من مرفأ طرطوس إلى مدينة اللاذقية، مروراً بمدينتي بانياس وجبلة، تحت حماية الأسطول الروسي المرابط بشكل دائم أمام السواحل السورية. ولتنفيذ هذه الخطة أرسلت روسيا إلى الساحل السوري طلائع من المتطوعين والمقاتلين الروس، بالإضافة إلى العتاد العسكري المتطور، لتهيئة البنية التحتية لقدوم بقية القوات، حيث تتضمن البنية التحتية تهيئة المرافئ والمطارات وأماكن السكن وشبكة المواصلات والاتصالات ومستودعات الأسلحة وغيرها من الوسائل اللوجستية اللازمة لهذا “الكانتون”. وقد يؤمن تنفيذ الخطة “ب” لروسيا موطئ قدم دائم وبالغ الأهمية الاستراتيجية في حوض البحر الأبيض المتوسط في ظروف عودة الحرب الباردة المستعرة حالياً بين روسيا وحلف الناتو، بل وقد يؤمن لها أيضاً السيطرة على جزء مهم من منابع الغاز والنفط الضخمة المكتشفة في المنطقة البحرية المقابلة للسواحل السورية واللبنانية والفلسطينية والقبرصية والمصرية، والتي تطمح شركات النفط والغاز الروسية العملاقة “غازبروم” و”روس نفط” ولوك أويل” في الاستثمار فيها. وكان المسح الجيولوجي الأمريكي، الذي أُجري في حوض شرق المتوسط في عام 2010، قدر وجود احتياطي يصل إلى 3450 مليار متر مكعّب من الغاز و 1.7 مليار برميل نفط في المياه الإقليمية السورية.). هذه الأمور، تضاف الى الشواهد التي ذكرناه أعلاه، وترجح رأينا بأن(الجزيرة)هي أرواد، حيث أن تلك الجزيرة السورية العراقية في شمال شرق سوريا، لا ناقة للروس فيها ولا جمل، بالأضافة إلى روسيا هدفها حماية مصالحها في سوريا فقط ، بعد أن خسرت العراق وتركته لأمريكا!. ذكرت بعض الروايات، ان بعد( نزول الترك الجزيرة)، تنزل( الروم بالرملة)، ويسبق هذا النزول( هرج الروم)، الذي يقود إلى صراع بين الترك( روسيا) والروم، ولايبعد ان يكون الصراع بين تحالفين، تحالف الترك، وتحالف الروم، بدليل صيغة الجمع لكلا اللفظين( الترك والروم)،مثلاً:تنضّم الصين إلى روسيا، وأمريكا مع الدول الاوربية،(أذا اقبلت فتنة من المشرق وفتنة من المغرب وألتقت ببطن الشام فبطن الارض يومئذ خير من ظهرها)، و(جهزت الجيوش). ملاحظة مهمة: كل ما كتبناه في الأجزاء، هي قراءة سياسية تحليلية، ونعوذ بالله من الجزم بها، وترجع مقادير الأمور إلى المولى عز وجل وحده، وهو العالم بالخفايا .. والسلام.
|