اذا مات العرب ماتت الخيانة |
ونستن تشرشل عند تصنيفه الشعوب و الامم كان نصيب العرب: اذا مات العرب ماتت الخيانة. المتتبع لحال العرب و خاصة بعد استبدال الاستعمار المباشر بأخر غير مباشر يجد ان وصف تشرشل للعرب هو الحقيقة. على مستوى الدول اول من خان شعوبهم هم الملوك و الامراء و الرؤساء الذين حكموا بلدانهم نيابة عن المستعمر و حققوا كل رغباته. على مستوى الاحزاب و التجمعات السياسية و الاجتماعية نجد ان الزعامات خانت قواعدها بسبب المنصب او المال او كليهما. بعد 2003 استبشر العراقيون الذين عانوا من حكم البعث بزواله آملين ان يسترجعوا ما سلب منهم ماديا و معنويا. الضرر المادي شمل المقابر الجماعية وسلب الممتلكان و التهجير و الضرر المعنوي شمل كبت الحريات بأنواعها الدينية و المذهبية و الانتماء السياسي. الذي حصل هو العكس من ذلك و اعيدت (حقوق) الذي ظلم بينما المظلوم ينتظر سنوات و السبب هو التملق للظالم للبقاء في السلطة. الذين تولوا الحكم بعد 2003 وعدوا الناس خيرا و صدقهم الناس و ذهبوا الى صناديق الاقتراع بالرغم من الارهاب و تهديداته. الذين تولوا الحكم خانوا الامانة و بمرور الوقت ازدادت خيانتهم مع ازداد نفوذهم و ثرائهم بفضل الامريكي الذي اتى بهم. النفوذ انساهم (مظلوميتهم) و الثراء انساهم فقرهم و بدلا من ان ينصفوا المظلومين و المحتاجين تمادوا في غيهم و نهبوا المال العام و هدروه على اعداء العراقيين في الداخل و الخارج. الفرق بين حالهم المعيشي من حيث المظهر و المأكل و الملبس قبل و بعد 2003 لا يقاس. الاهم من هذا تخليهم عن الاخلاق الكريمة و الشعور بالعيب و الخجل و بدلا من ان يكون انتقادهم رادعا لخيانتهم اصبح مشجعا عليها ماداموا ينعمون بالحكم و الثراء. ملصقاتهم و تبجحهم في انتخابات المحافظات تشير الى انهم فقدوا الذمة و الكرامة و الشرف لأنهم يكررون وعودهم السابقة التي خانوها بكل صلف و خداع. باختصار انهم خانوا الامانة و على الناخبين عدم تكرار الخطأ الذي وقعوا فيه في الانتخابات السابقة لان هؤلاء خونة متمرسون.
|