العراق تايمز: كتب العلامة الشيخ احمد الشيباني
لا شك ان تعظيم الشعائر الإلهية واجب شرعي ووظيفة ايمانية، بصريح القران الكريم والسنة الشريفة، ولا شك ان الشعائر الحسينية في طول الشعائر الإلهية، وتعظيمها تعظيم لله تعالى، لأن الحسين عليه السلام من الله والى الله وفي سبيل الله، ولا يقتصر ذلك على الامام الحسين بل يشمل كل من حمل هذه الصفة وهي العمل لله وفي سبيل الله، كباقي الأئمة والأوليا والصالحين، فزيارة أحد الصالحين والوقوف على قبره كالمرجع الشهيد الصدر الاول والثاني وغيرهما من الأولياء الصالحين ما هي الا تعظيم لشعائر الله.
ولا اريد هنا ان انتقد بعض الاعمال الطارئة على القضية الحسينية مثل التطبير والمشي على النار والتطيين والرقص بحجة اللطم وغيرها بسبب كونها تسيء للمذهب وللدين الاسلامي، فهذا موضوع لا اريد الخوض به لأنني اعتقد ان المذاهب الأخرى لديها من الافعال والشعائر ما ما يفوق التطبير والتطيين بدعة وضلالا.
ولكني اريد ان انتقد هذه الممارسات من باب آخر الا وهو باب (الحد في الشعائر) بمعنى اننا لا نعلم ما هو الحد الفاصل بين الشعيرة وعدمها.
فهل كل فعل يفعله الشخص في ايام المحرم ويربطه بالامام الحسين يسمى شعيرة وينال ثوابها؟
وهذا سؤال مهم يحتاج الى إجابة فقهية واضحة، لأن مسألة التطبير والتطيين والرقص والمشي على الجمر من المسائل التي تنشط النقاشات والنزاعات فيها في ايام عاشوراء، وتخمد وتبرد في باقي ايام السنة، ولا شك ان من يثيرها هي قنوات التكفير الشيعية في هذه الايام فقط. حتى صارت اعمال التطبيير والتطيين والمشي على الجمر من سمات وصفات مرحعية الشيرازي وليس لديهم غيرها.
فلو ان شخصا قام بفعل معين في ايام عاشوراء وقال بأن هذا شعيرة حسينية فهل يقبل منه؟ كما لو غنى اغنية او رقص رقصة او دخل في بالوعة نتنة او سمر يديه بالمسيامير او مشى عاريا مغطيا للعورة، بحجة انها شعائر فهل تقبل منه؟
وهنا يأتي السؤال المهم: هل ان الدين هو الذي يحرك الناس ام ان الناس هي التي تحرك الدين؟ بمعنى آخر: هل ان الحوزة هي التي تحرك المجتمع ام ان المجتمع هو الذي يحرك الحوزة؟
والصحيح ان الحوزة هي التي تحرك المجتمع لا لاعكس، ولكن الحاصل الان هو العكس تماما، ففي كربلاء مدينة الامام الحسين عليه السلام تجد في يوم العاشر من المحرم من الافعال العجب العجاب، وكانها مدينة صخب وهرج ومرج، بل وكأنها الشام في يوم دخول السبايا، فلا رقيب ولا حسيب وكل شيء مباح، والمواكب تتباهي بإظهار البدع وهم بالقرب من الامام العظيم الذي خرج للاصلاح ومحاربة البدع والضلال.
ويبقى السؤال الذس اطرحه على قنوات التكفير الشيعية ومراجع التكفير وخطباء التكفير: ما هو الحد في الشعيرة؟ وما هو المائز بين الشعيرة وغيرها؟
|