زيارة جاسم الحلفي لمقتدى الصدر تعبر عن مدى الإنتكاسة الواضحة التي منيت بها التظاهرات ؛ الحلفي ذهب للصدر ليستجدي تصريحات مؤيدة للتظاهرات كي لاينسحب انصار التيار من ساحة التحرير كما انسحبوا في الجمعة الأخيرة وأمست الساحة فارغة الا من أعداد لايتجاوزوا العشرات هذه الزيارة لها مؤشرات سلبية عديدة ؛ فان ذهب الحلفي كممثل عن المتظاهرين فهذا يدل على ان جميع المتظاهرين سيكونون من التيار الصدري ومن أنصاره في أحسن الأحوال ؛ وإن ذهب كممثل عن الحزب الشيوعي فهذا يدل عن استمرار تخبط الحزب الذي سار عليه منذ 2003 الى يومنا هذا ؛ وان ذهب الحلفي كشخص لايمثل التظاهرات ولايمثل الحزب فهذا يدل على ان الحلفي يريد الانضمام الى قائمة الاحرار كما انضم من قبله حسن العلوي كي يحصل على كرسي النيابة يذكر عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد عدة نقاط في مبحث السعي لرفع الإستبداد منها _ الأمة التي لايشعر كلها أو أكثرها بآلام الإستبداد لاتستحق الحرية _ يجب قبل مقاومة الإستبداد تهيئة ماذا يستبدل به الإستبداد إن هاتين الفقرتين غير متوفرتين في المجتمع العراقي الذي يتعرض الى أبشع الممارسات إبتداء بالفساد مرورا بالفشل الإقتصادي والأمني وإنتهاء بدمار البلد كنت معارضا لإنطلاق التظاهرات منذ إنطلاقها الأول لأني أعرف جيدا إن الطبقة السياسية الحالية هي جاءت بصناديق الأقتراع وهي تمثل الطبقة الأوسع من الشعب العراقي ؛ وإن المتظاهرين ساهموا بشكل وبآخر في إيجاد هذه الطبقة الحاكمة ومهما تظاهر الشعب فهو يعبر عن إزدواجية كبيرة وتظاهرهُ لايعني سوى مضيعة للوقت لإن جمهور الأحزاب السياسية الحاكمة لازال محافظا على شعبيته وهنالك الكثير من المؤيدين للوضع الحالي الذي يفوق أعداد جميع المتظاهرين أما عن البديل فللأسف لم تتوفر رؤية حقيقية لدى المتظاهرين أنفسهم عن كيفية إيجاد البديل وماهو البديل وهل إن البديل يكون ناجحا أم نستبدل الوضع السيئ بوضع أسوأ منه سيخرج أبناء التيار الصدري لإنتخاب التيار الصدري وسيخرج ابناء المجلس الاعلى لانتخاب قائمة المجلس الاعلى وسيخرج أبناء الدعوة لانتخاب الدعوة وسيخرج ابناء الحزب الشيوعي لانتخاب قائمة الحزب الشيوعي وإن هذه الممارسات التي مارستها جميع الأحزاب وجميع القوائم الانتخابية لن تؤثر على شعبيتهم لأن الناخبين عازمون على تجديد انتخابهم لمرة ولعشرات المرات .
|