الشعب العراقي فقاعة

شعبنا هو عبارة عن فقاعة ؛ سريع الإنتفاخ وسريع الإنفجار والتلاشي ؛ مثلما سمعنا عن انتفاخ التظاهرات سمعنا عن نقصانها وتلاشيها ؛ وسمعنا عن حملة طفي موبايلك ولم تنطفئ الموبايلات ؛ وسمعنا عن قوة الجيش والتطبيل له وسرعان ما بانت عورته في الموصل وسارع الجميع لشتمه ؛ اليوم نسمع عن رفض السلم الجديد للرواتب وغدا سنرى الجميع يؤيده !
قبل السقوط كان شعب الفقاعة يردد كلنا وياك ياصدام حسين ؛ بعدها إنتقل الى كلنا وياك يالجلبي في 2003 ثم انتقل الى كلنا وياك يالمجلس الاعلى ثم انتقل الى كلنا وياك يمقتدى ؛ وانتقل كلنا وياك يانوري المالكي وبعد ايام سينتقل الى كلنا وياك ياحيدر العبادي ؛ إلا أنني أشك أن تكون الاعداد التي تؤيد حيدر العبادي كبيرة إذا ما إستمر على هذا الأداء الهادئ ؛ فشعب الفقاعة يبحث عن المستبد القوي الصارم الخلاس الكاسر للأنوف ؛ أما الديمقراطي والمتسامح ومن يملك بعض المميزات الحسنة فلا يوجد من يؤيده بل يحاربوه ليبعدوه عن السلطة ويبحثوا عن بديل أرعن
لخلافته لكي يقولوا له كلنا وياك ياأرعن !
صدام حسين والمالكي هما من عرفا طبيعة المجتمع وتعاملا معه بالطريقة التي تناسبه ولذلك كتب لهما النجاج في إدارته ؛ الا ان اسبابا خارجية حالت دون إستمرارهما ولم يعد للشعب أي دور في إبعادهما عنه ؛ الأول كان الشعب يصفق له ويخرج مظاهرات عارمة لتأييده والثاني خرج الشعب بالملايين لإنتخابه وفازت قائمته بالمرتبة الأولى
من ناحية النجاح والفشل فالشعب لايريد الحاكم الذي يسير بالبلاد نحو النجاح ولو كان عكس ذلك لما إغتال عبدالكريم قاسم
كل يوم في عهد المالكي كان عبارة عن هيروشيما تضرب العراق ؛ أكثر من عشرين سيارة مفخخة في بغداد والمحافظات إضافة الى الجثث المجهولة الهوية عندها تبدأ الفقاعة الشعبية بالتنديد والاستنكار ولعن رجال الأمن والفضائيات تغص بالناقمين على الوضع الا ان المالكي كان يعرف ان هذه الادانات عبارة عن فقاعة سرعان ماتنتهي وبالفعل بعد عدة أيام يصبح الوضع على مايرام ويخرج الشعب بتظاهرة لتأييد سياسات المالكي ولعن سياسات خصومه .