يناح على الحسين شرقا 
وغربا عساه بالمحافل مرضيا
مجالس عزاء تناثرت وحجيج
وقتلى لازالت تدفن جماعيا
أسال الدمع والمداد عصورا
ذكرى نحر وسبايا الطهر
فاجعة ما كان منها نجيا
حسين سكن قلبا شقه
الله نورا تفرق بالأمصار بهيا
لو أذلت حرماته فبيارق ظلم
علته فلا وجل ولا فر تقيا
لو مثل به فيكفيه جنة الخلد
وقد كان رب العباد به حفيا
كربلاء تؤرخ بالقلوب محنة
طقوس تختلف وهم واحد
تاريخ جماعي ظل لنا جليا
حسين جرح بجسد الإنسان
كتابيا كان أو شيعيا و سنيا
ما علم غيبا حسين وإنما قدر
لأوجاعه تقسيم امته مذهبيا
ما علم حين خرج قد يستباح
يطعن من الخلف ويسلم وقد
تحدى بعدل جده وما كان فريا
لا تكهن وهو حفيد النبوة أن
مصابه قد يهز مخيالا شعبيا
فلا حسين وثن يستعذب
أضحية وقربانا للنحر بشريا
ولا هو جرم يعدم من أحبه
أو هرطوقا يصلب آثما وحشيا
خط الرب قدر حسين فابتلى
بحرمته المهدرة امته وقدر
ألا يكون دمه نسيا منسيا
لو خارجي بالأمس ألجمه
الباطل فسمم طعنا عليا
فاليوم ينحر على الشبهة
وسطيا وعلمانيا وحسينيا
يقتل المخالف بوزر الناحر
والقاتل مارد أطلق طفيليا
لا هو سني ولا شيعي
ولا راياته الشوهاء بأعلى
المآذن تعلن عدلا بهيا
ويل لأرض تشلها العميان
واقرأ أضحت بها ضلالة لا
أمرا بالعلم أنزل سماويا
لو خارجي عن الإنسانية
مأجور ولغ في دم رضع
أذل حفيدات نبي الرحمة
ذبح من بلغ من العمر عتيا
فلو عاد الحسين معجزة
ما سره غبر عمائم ولحى
ولا همج تزرع رعبا دمويا
بقدر بيض القلوب مشرعة
للمخالف والمختلف رقيا
لو خضاب دم بشفاه خوارج
أضحى بالكوارث نهجا مرويا
فقد أصبح الإسلام اليوم
بأعين الكون كله خارجيا
بزمن عصر الأنوار و هداته
لا هاديا بالخلف ولا مهديا