هَلْ تَسْمَعُوْنَ صَدَى الْحُسَيْنِ إبَاءَا هَذَا هُوَ الْلَغْزُ الّذِي نَبْكِي بِهِ * رَزْءَ الْحُسَيْنِ وَنَصْنَعُ الْأرْزَاءَا! ..كريم مرزة الاسدي

 

 

 

 

 

مقاطع من الملحمة الحسينة (172 بيتاً)

 

طبعُ الظواهرِوالبواطنِ غيّـرا* مجرى الشعوبِ خساسة ًورياءا

 

 

فالقلبُ   للخيرِ ِالظليل ِ بفيئهِ***والسيفُ يمضي للقوي مضاءا

 

 

هذا  هو  الداءُ الذي بُليتْ بهِ***أممٌ ومـــــــا وجدتْ إليهِ  دواءا

 

 

هذا هو الإنســـــانُ يألفُ جنسهُ *** ويصبُّ ويلاتٍ عليهِ مـــــراءا

 

 

هذي هي الدّنيّا متـــــاعُ خطيئةٍ **** تعطي لذاذتَها وتقضي جزاءا!

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

صبراً جميلاً منذ ُعهدكَ لم نذقْ***غيرَ البلا حتـّى نغصَّ غثـــاءا

 

 

راحتْ بناتُ الدهـــر ِتطرقُ أمّة ً*** ًفـُجعتْ تصدُّ مصائباً دهيــاءا

 

                                                          

هل علـّمَ التـــاريخُ أبناء الدُّنى*** أمْ ضيّعَ الآبــــــاءَ والأبنـــاءا؟!

 

 

هذا هو اللغزُ الذي نبكي بــــهِ*** رزءَ الحسينِ ونصنعُ الأرزاءا!

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ليسَ(الحسينُ)الرمزُ قـَد خُصت بهِ***شيعٌ ولكنْ يستطيلُ فضــــاءا

 

 

أضحى كنبراس ٍيضيءُ لمـنْ هفا***يستنشقُ الحريـــــةَ الحمراءا

 

 

أضحى لكلِّ العالمينَ هدايـــــــــة ً***هو والمسيحُ يشهدّان ِ سواءا

 

 

راحَ اسمهُ طولَ الحياةِ وعرضها***إذ ْ يهتفونَ بهِ الجهـــادَ نداءا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لم يجزع ِ الموتَ المهيضَ جناحهُ  *** بلْ  زلزلَ الاكوانَ والاجواءا

 

 

صوتُ النعيِّ فمُ الزمـــــان ِ يذيعهُ **** وعلى جبينهِ غمّــة ٌ تتراءى

 

 

حتـّى تلاقفتِ العصورُ حِمامـــــــهُ   **** وتهافتتْ أجيالـُها استفتـاءا

 

 

وتحيّرت تلكَ الخلائقُ دهشـــــــة ً***** أتقيمُ عرســـاً أمْ تقيمُ عــزاءا؟!

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أعرفتَ ما معنى الحسين ِ رثاءا **** أم أنتَ تحسبهُ الثوابَ بكـــاءا؟!!

 

وتردّدُ النبأَ الحــــــــزينَ بخاطر ٍ ***** ساهٍ لترفعَ للإلــهِ عـــــــزاءا

 

إنَّ الحسينَ لقدْ تطاولَ أفقـــــــهُ ***** ليرى لهُ فوقَ السماءِ سمــاءا

 

فأقمْ شعائـــــــرهُ بنفس ِ مجاهدٍ ******  يأبى الخنوعَ ويقحمُ الهيجاءا

 

لا تبدِ عطفكَ للزمـــــــانِ ِ تـــودّداً *** فـــإذا تناءى عنكَ عنـــهُ تناءى

 

واعززْ بنفسكَ واسحقِ النكباتِ إذ ْ***** تطغي عليكَ وشدّدِ  البأســـاءا

 

كمْ ذا تقارعُها وتلوي عنقـَـــــها *******  وتمجَ ُ همّازاً بها مشَــــــــاءا

 

لا تعطِ إعطاءَ الذليــــــل ِيداً ولا ****** كالعبدِ قــــــرَّ بعشرةٍ إمضــــــاءا

 

نحنُ بنو الشرفِ الرفيع ِبناتـــــــــهُ ****** إرثاً وأرسوا مجدَهُ أكفــــــاءا

 

 

 

صوتُ النعيِّ فمُ الزمـــان ِ يذيعهُ  *** وعلى جبينهِ غمّــة ٌ تتــراءى

 

 

مقاطع من ملحمة شعرية  عن الإمام الحسين ( ع )

من البحر  (الكامل )

 

ملاحظة : القافية تكتب بألف الإطلاق ، وليس بحركة االفتح ، لأن الحركات عند إشباعها تكتب بحروف لينها المناسبة  ، وحروف اللين عند اختلاسها تكتب على شكل الحركة التي تناسبها ، حتى لو كان ردفها حرف الألف ، نعم بالنثر لا يجوز ما ذهبنا إليه في الشعر ، وهنالك من يشكل بالفتحة ، وهذا لا يجوز عندي .   

 

 

كريم مرزة الاسدي

 

1-الميلاد الشريف : شعبانُ يزهو بالحسين ِ تطلـّعاً

 

ولِـدَ (الحسينُ) فشعشع ِالأضواءا *** وارفع إلى وجهِ الإلهِ  ثنـــــــاءا

 

هذا ابن فاطمــــــةٍ  وبضعةُ أحمدٍ***  وسليلُ  حيدرةٍ  يشعُّ بهــــــــاءا

 

هذا الرجا  صنو  الزكيِّ  المجتبى *** تتفرع  الأطهارُ منـــــــهُ  علاءا

 

هذا الذي أرسى   الشهادة  للورى***  رمزاً وبلـّغَ جرحُـهُ الزّهــــــراءا

 

غرسُ  النبيِّ  ونسغـُهُ  منْ   ريّهِ ***  غـذ ّاهُ منْ  إبهامِهِ إستسقـــــاءا

 

أو راحَ  يرشفُ  منْ لسانهِ  طيبَهُ ***  فتكمّلتْ فيهِ  الصفاتُ صَفـــــاءا

 

شعبانُ يزهو بـ (الحسين ِ) تطلعاً ***  فتعظـّـمتْ  أيّـامُـــهُ   خُـيــــلاءا

 

وتقدّستْ في نصـــــفهِ   بشفاعةٍ ***  منهُ  لربّـكَ  إنْ دعوتَ دعــــاءا

 

فتبارك  اللهُ  الذي  مـــنْ   جودِهِ ***  جعلَ  النبيَّ وآلهُ  شفعــــــــــاءا

 

مَنْ قالَ : لا  ، قلْ منْ تفانى أنفساً ***   حملَ الرسالة َللورى بشــراءا؟

 

فالمصطفى المختارُ أكرمُ منْ أتى ***  منْ  خَلق ِربّكَ  خلقـــة ً  وذكاءا

 

طـُويتْ  لهُ  أفقُ السّماءِ  معرّجاً ***  وسرى(البراقُ) بهِ الفضاإسراءا

 

فُتِحتْ بهِ الأمجادُ  تطوي أعصراً  ***  والعربُ  منـهُ  تجلـّلوا  إعطاءا

 

مَنْ  ذادَ عنـــها  بالمهندِ   قاطعاً ***  عنقَ الضلال ِ وناصرَالضعفاءا؟

 

بابُ  النبيِّ   لعلمِــــهِ     وفداؤهُ  ****بفراشهِ  ، مَنْ  باهرَ الفصحاءا؟

 

مَنْ  حلَّ  سيماءُ النبيِّ  بوجهـــهِ ***  وإذا  تجهّمتِ  الوجوهُ  أضاءا؟

 

قبستْ نجومُ الآرض ِحسنَ جمالهِ *** ويداهُ أكرمُ  إذْ  تفي الأفيـــــاءا

 

مَنْ ابنُ بجدتها الأبيُّ شهامـــــــة ً**** هزَّ الوجودَ  وكرّمّ  الشّـــهداءا؟

 

جعلَ المنـــــــايا منية َالأحرار ِإذ ْ **** يتواردون َ ولوجها  حُنفــــاءا

 

هل يستوي خـَـلـقٌ  يطيشُ بغيّــهِ *****جهلاً  بمنْ  يتقطرونَ  نقـــاءا

 

منْ جبلةِ التقـديس ِ من ملكـــوتهِ  ****خُـلقوا لها هبطوا لكم رحمـاءا

 

فإذا تساءلتِ الملائــكُ  والمــــلا  ****   هلا  حفظتمْ عهدهم  كرمـاءا؟!

 

أين الخشوعُ  لحرمةِ الله  التـــي  *** سُـلِـبتْ ولم تعهدْ  لها  أمناءا!

 

رحتمْ على سقطِ المتـــاعِ ِ تهافتاً ****  تتنازعونَ  فريسة ً شوهــــاءا

 

من عهدِ آدمَ والنفوسُ  ضغائــنٌ*****  يتأجّجونَ  عداوة ً  شحنـــــاءا

 

إلاّ الذي فقهَ الوجـــودَ  بحكمـــــةٍ ****أدرى بمنْ قـَـدْ وسوسَ البغضاءا

 

فاللهُ أنزلَ (قُلْ أعوذُ ) هدايـــــــةً ً ***  لو يشعرونَ بمـــــا تضمُّ هداءا

 

مَنْ قـــاسَ أبليسَ اللعين ِ بــآدم ٍ ***** قدْ حط َّ مِنْ قيم ِالوجودِ وطـاءا

 

أبليسُ محضُ الشرِّ كثّفَ  نفسَــهُ*****  ليذوبَ فينــــــــا خدعة ً كأداءا

 

فتشطـَرَ الإنسانُ :  طوعُ  بنانـــهِ *****  رُشدُ الهدى ، أو يكتسي النكراءا

 

**************************************************

2- الاستشهاد العظيم : أدميتَ أفئدة َ الآنام ِبُكاءا

 

أدميتَ أفئدة َ الآنـــــــــــام ِ بكاءا  *** لمّا تقحّمتَ المنــــــــونَ  فِداءا

 

أججّتَ جذواتِ النــفوس   تحرَراً ***  ونصبتَ فوقَ العالمين لِـــواءا

 

يمتدُّ منْ يوم ِالطفوفِ  مع  البقا ****  ويشعُّ للجنــــــــاتِ منهُ سناءا

 

جاوزتَ همّكَ في الوجودِ  تعيشهُ **** حرّاً ولو كانَ المماتُ شفـــــاءا

                 

فالغايةُ  القصوى لمعرفةِ   الفتى ****  أنـّـى يرى لهمَ الحِمـــــام بقاءا

 

سبحانَ مَنْ رفعّ  العقولَ   كرامــــة ً**** حتـّـى تجلـّــتْ ديمــــة ً هطلاءا

 

إنَّ  الحسينَ نسيجُ  وحده  منهجٌ ***  للثـــــــائرينَ ولنْ يـروا نــــــــُدَدَاءا

 

نزلتْ بحقٍّ  (إنـّما )   لشمــــائل ٍ ****** خُصّتْ بهمْ فاسألْ بها الفهمــاءا(1)

 

مَنْ   ذا يصحُّ إلى الولايةِ  طاهرٌ*****   أمْ مَنْ أباحَ ( الحرَّةَ َ) استهزاءا(2)

  

ياسيدي دنيا   أردتَ   صلاحَــها ******* فسدتْ وعــــمَّ ضلالـُها الغــــلواءا

 

وإذا  العبادُ  لذلـّـــــةٍ   أعمارهمْ  ****** قدّمــــتَ عمركَ تخطبُ العليــــــاءا

 

لهمُ  الحياةُ  خداعَ  زخرفةٍ مضتْ  ****** تغري الجـــهولَ وتـُزهِدُ العظماءا

 

فرسمتَ خطـّـة َ فيصلٍ  بينَ  الإبا ****** والضيم ِ مــا ألـــــفت لهـــــا إلواءا

 

 

*******************************

 

3-بوادر الغدر والخذلان: والدهرُ يعثرُ هديهُ إغفاءا

 

شُرِعَ   القتــالُ  بهانىءٍ  وبمسلم ٍ**** فتبيّنَ الخــذلانُ يســري  جلاءا

 

لا ( طوعة ٌ)  فلحتْ  تطوَعُ ابنها ***  و( شريحُ) هبَّ لـ (مذحج ٍ) إطفاءا(3)

 

طبعُ الظواهر ِ والبواطن ِ  غيّـــرا**** مجرى الشعوبِ خساسة ًوريـاءا

 

فالقلبُ   للخيـــــــرِ ِالظليل ِ بفيئهِ ****  والسيفُ يمضي للقوي مضـــاءا

 

هذا  هو  الـــــــداءُ الذي بليتْ بهِ  **** أممٌ ومـــــــــا وجدتْ إليهِ  دواءا

 

في (الثعلبية ) قدْ أصابــــه مخبرٌ **** صُعقَ ابن فاطمـــــــةٍ فهزَّ لِواءا(4)

 

والرّكبُ يسري فوقــهُ طيرُ المنى **** فالدهرُ يعثرُ هديهُ إغفــــــــــــاءا

 

والموتُ يزحفُ خلفهمْ متعجّــــلاً ****  حتـّى يصيبَ الأكرمينَ قضـــــاءا

 

وكأنـّما الأقدارُ قدْ ربصـــــتْ لهمْ  ***** ليعودّ  قابيلٌ  يسودُ  بغـــــــــاءا

 

فـ ( أبو رزين ٍ) كالصليبِ معلـّقاً ****** ولـ (قيسهِ )(اللخميّ) حط ّ وحَاءا(5)

 

وتخاذلتْ كلُّ  القبائل ِ  بعضهـــا ******  جزعاً  وبعضٌ  لوّحتْ  إبطــــاءا

 

ستناصرُ الدينِ  الحنيفّ  وأهلــهُ ***** لكــــنْ تمــادى  غيّهم ْ إجـــــــــراءا

 

وبقية ُ النفر ِ المهين ِ برسلِهــــمْ ******  غدروا  وكانوا  بحتفهم  لعبــــاءا

 

*********************************

 

4 - يوم عاشوراء   الطامة الكبرى: صوتُ النعيِّ فمُ الزّمان ِ يذيعهُ :

 

لا  أدري  أيَّ  بليّةٍ  حلـّتْ كمـــــا **** حلَّ الشّـقاقُ  بكربلاءِ  شقــــــاءا

 

     مَنْ  للطغاةِ  سوى الإمامِ  ورهطهِ  ****** فتكفلوا  الحقَّ المبينَ  كفــــــاءا(6)

 

يا ســـاكني وادي البقيـــع ِبربّكــمْ  **** هلْ تسمعونَ صدى الحسينِ إباءاِ

 

انا  لا أقرُّ لكــمْ  بذلٍّ  دوحتـــــــي ***** شرفُ العُــلا تسـترفدُ الشّـــهداءا

 

إنْ لمْ تـُــــرفرفُ رايـــة ٌ لمـــحمد ٍ**** إلاّ  بقتلــي دع ِ الســـيوفَ مضـاءا

 

عشقَ الدما لا للدماءِ وإنـّمـــــــــا  ***** دفعَ الدماءَ  فريضــــةً ً وعطــاءا

 

شدَّ الأشــاوسُ أزرهمْ قيدَ الوفــــا ****** طوبى  لمنْ حفظ َ الذِمـــامَ ولاءا

 

وأولئك  البيضُ  الـّذين تهافتـــوا *****  جــوداً بأرواح ٍ سمــــــــتْ لألاءا

 

فتشابكتْ رأدَالضحى قضبُ الردى ****** هجّوا - دروعهمو القلوبُ- فتاءا

 

كلٌّ  يجــــولُ لحتفهِ  مستعذبـــــاً *******  طعمَ المنون ِ لتحتسيهِ حِســـاءا

 

ويسيرُ إحســاسُ العواطفِ لمحـهُ ******  عبرَ العيــون ِ محبــة ً ورضـاءا

 

فيثورُ منْ عــجِّ الخيول ِ غبــارُها *****  فتجهّمتْ عرصــاتـُها ظلمـــــاءا

 

لمعتْ  بوارقُ أوجـــهٍ علــــــوية ٍ *****   فـُتِحَتْ لهمْ بابُ الخلودِ سخـــاءا

 

فـُجِعَ الحســــينُ بمنْ يشابهُ جدّهُ ***** ** لو يبصرونَ لتوّجوهُ سنــــــــاءا

 

بلْ ضــاقتِ الدنيـــا عليهِ كأنـّــما ***** خُلِقــتْ لأشــرار ٍ تعـــــجُّ  وبـــــاءا

 

عبســــتْ لهُ وجهاً ووجههُ باسمٌ   *****  بين الردى قدْ  صافحَ البُشـــراءا

 

وإذا بتصفيق ِ الرمــــــاح ِتحيطهُ *******  ومضتْ سيوفُ الهندِ تبدي حياءا

 

فاحمرتِ الوجناتُ تقطرُ بالدمـــــا  ******* وهوتْ ســجوداً إذْ يكنَّ إمـــــاءا

 

               

لم يجزع ِ الموتَ المهيضَ جناحهُ  ******بلْ  زلزلَ الأكــــــوانَ والأجواءا

 

صوتُ النعيِّ فمُ الزمـــــان ِ يذيعهُ  ***** وعلى جبينهِ غمّــة ٌ تتـــــراءى

 

حتـّى تلاقفتِ العصورُ حِمامـــــــهُ ******  وتهافتتْ أجيالـُها استفتـــــــاءا

 

وتحيّرت تلكَ الخلائقُ دهشـــــــة ً ******** أتقيمُ عرســـاً أمْ تقيمُ عــزاءا؟!

 

*****************************

 

5- ماذا بعد ؟! : هو والمسيحُ يشهدان ِ سواءا :

 

رفعَ العــــــزاءَ لربّهِ متظلـَمـاً  ***** إذ ْ لمْ يجدْ فيهمْ يداً بيضــــاءا

 

تبّاً لمنْ بــــــاعَ النبيَّ وآلـــــــهُ ***** بعصارةِ الآثام ِ ضلـّوا  شراءا

 

سحقاً لأصحابِ السعير غوايـة ً ***** بخسوا ببضع ِسنينــــهمْ  آلآءا

 

لو أدركوا أســرارَها بعقولــهمْ ****** لاستغفروا الدنيا صباحِ مساءا

 

لا الأرضُ تبقى سرمداً وبأهلها ***** تفنى كسكان ِالســــــماءِ فناءا

 

هذا هو الإنســـــانُ يألفُ جنسهُ ***** ويصبُّ ويلاتٍ عليهِ مـــــراءا

 

هذي هي الدنيا متـــــاعُ خطيئةٍ ****** تعطي لذاذتَها وتقضي جزاءا!

 

***********************

 

زمنٌ يسودُ(الشمرُ) فيهِ مشـمّـراً **** قُبحَ الفعــــــال ِوردّة ً فحشـــــاءا

 

أو ذاك (حرملة ُ)اللعينُ بخسـةٍ *** ***  يسقي الرضيعَ على الفطامِ فناءا

 

أو( بجدلُ) المشؤومُ ينزعُ خاتماً ***** بالخزِّ يقطعُ أصبعاً معطـــــــــاءا(7)

 

منْ قبلُ مدَّ أبوهُ أصبعــــــهُ لمنْ ***** قدْ جـــــــاءَ يسألُ خاتماً إعطاءا

 

قتلوهُ ، بلْ قتلواالشريعة َوالرجا ***** فتقطـّبتْ عينُ الحيــــــــاةِ براءا

 

لا أدري كيفَ تـُداسُ أقدسُ فلذةٍ ******  ويعفـّرُ الوجهُ الكريمُ عفـــــءا

 

لكنْ أبى  إلاّ المعــــالي موقعاً  **** فسما - ولو فوقَ الرماحِ - وضاءا

 

يا ربُّ أينَ رجالهمْ عددَ الحصى **** أجعلتَ كلَّ قلوبهم أعمـــــــاءا؟!

 

كي يستحي زمنٌ يرضرضُ صدرهم *** لوذرة ًعرفَ اللئــــامُ حياءا

 

منْ ذا يصوغُ دمَ الرجال ِوحسّهمْ **** فاللفظ ُ يعجزُأنْ يصيــــرَأداءا

 

ليسَ(الحسينُ)الرمزُ قـَد خُصت بهِ **** شيعٌ ولكنْ يستطيلُ فضــــاءا

 

أضحى كنبراس ٍيضيءُ لمـنْ هفا ****** يستنشقُ الحريـــــةَ الحمراءا

 

أضحى لكلِّ العالمينَ هدايـــــــــةً ****** هو والمسيحُ يشهدّان ِ سواءا

 

راحَ اسمهُ طولَ الحياةِ وعرضها ****** إذ ْ يهتفونَ بهِ الجهـــادَ نداءا

 

منْ مغربِ الدنيا إلى إشراقـــــها ******** رفعوا شعارهُ ثورة ً غــــرّاءا

 

قدّ عمَّ نورهُ للبريةِ كلـّهـــــــــــا ******  مادامَ تصرعنا (الأنا) استقواءا

 

صبراً جميلاً منذ ُعهدكَ لم نذقْ ****** غيرَ البلا حتـّى نغصَّ غثـــاءا

 

راحتْ بناتُ الدهـــر ِتطرقُ أمّة ً ****** فـُجعتْ تصدُّ مصائباً دهيــــاءا

                                                          

هل علـّمَ التــاريخُ أبناء الدُّ نى *******  أمْ ضيّعَ الآبـــــــاءَ والأبنـــاءا

 

هذا هو اللغزُ الذي نبكي بـــــهِ ****** رزءَ الحســـــــينِ ونصنعُ الأرزاءا!

 

 

***********************

 

6-  وأخيراً :  أعرفتَ ما معنى الحسين ِ رثاءا ؟

 

أعرفت ما معنى الحسين ِ رثاءا **** أم أنتَ تحسبهُ الثوابَ بكـــاءا؟!!

 

وتردّدُ النبأَ الحــــــــزينَ بخاطر ٍ ***** ساهٍ لترفعَ للإلــهِ عـــــــزاءا

 

إنَّ الحسينَ لقدْ تطاولَ أفقـــــــهُ ***** ليرى لهُ فوقَ السماءِ سمــاءا

 

فأقمْ شعائـــــــرهُ بنفس ِ مجاهدٍ ******  يأبى الخنوعَ ويقحمُ الهيجاءا

 

واقصدْ بوجهكَ للكريم ِ ترفعــــاً  *****  هلْ يُرتجى غيرُ الكريم ِرجاءا!

 

لا تبدِ عطفكَ للزمـــــــانِ ِ تـــودّداً *** فـــإذا تناءى عنكَ عنـــهُ تناءى

 

واعززْ بنفسكَ واسحقِ النكباتِ إذ ْ***** تطغي عليكَ وشدّدِ  البأســـاءا

 

كمْ ذا تقارعُها وتلوي عنقـَـــــها ***** وتمجَ ُ همّازاً بها مشَــــــــاءا

 

لا تعطِ إعطاءَ الذليــــــل ِيداً ولا ******كالعبدِ قرَّ بعشرةٍ إمضــــــاءا

 

نحنُ بنو الشرفِ الرفيع ِبناتـــهُ ****** إرثاً وأرسوا مجدَهُ أكفــــــاءا

 

*********************

 

يا أيّها  الشعراءُ منْ لمْ يلتمسْ *****  نــورَ الحسين ِ بطولــــة ً وفداءا

 

بخسَ الشهادة َحقـَّها  وجهادَها ****** ورأى الحقيقة َفي الورى عوراءا

 

تبكي على عينِ العدالةِ إذ عمتْ******** وتوّدَ لو كانتْ - كذي- عميـــاءا

 

وإذا نظمتُ العِــقدَ ملحمة ً فهلْ ******  أدّيتُ دَيني ذمّة ً ووفـــــــــــــاءا

 

 

قلْ ذاكَ مطلعُها  وهـــذا ختمُها  ******   فأحكمْ بعقلكَ قدْ ختمـــتُ أداءا !

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1) (إنّما ) : إستعارة عن الأية الكريمة " إنّما يريدُ اللهُ ليذهبَ عنكم الرجسَ أهل  البيتِ ويطهركمْ تطهيرا "

(2) واقعة ( الحرّّة) : الحرّة موقع قرب المدينة المنورة , وعندها انتصر مسلم بن عقبة على أهل المدينة , وأباحها ثلاثة أيام سنة 63 هجرية .

( 3) ( طوعة ):  هي المرأة التي لجأ إليها مسلم بن عقيل , ولكن ابنها أخبر عبيد الله بن زياد بالأمر . و(شريح ) هو شريح بن القاضي الشهير الذي أطفأ َ ثورة قبيلة (مذحج) التي ينتمي إليها 

هانىء بن عروة .

(4 ) ( الثعلبية):  مكان قرب الكوفة وصل فيه للإمام الحسين ع خبر مصرع مسلم وهانىء .

(5)(أبو رزين ) : مولى الإمام الحسين ع ورسوله الى البصرة , صُلِب بعد رجوعه , و ( قيس ) هو قيس بن مسهر الصيداوي رسول الامام ع الى زعماء الكوفة , ضُرب عنقه , وذبحه بعد ذلك عبد الملك اللخمي .

(6) (كفاءا ) :أي كفريضة كفاية , وهو اصطلاح فقهي معروف.

(7) ( بجدل ) :هو بجدل بن سليم الكلبي الذي قطع أصبع الإمام الحسين ع لإنتزاع الخاتم منه وسلبه .