هَلْ تَسْمَعُوْنَ صَدَى الْحُسَيْنِ إبَاءَا هَذَا هُوَ الْلَغْزُ الّذِي نَبْكِي بِهِ * رَزْءَ الْحُسَيْنِ وَنَصْنَعُ الْأرْزَاءَا! ..كريم مرزة الاسدي |
مقاطع من الملحمة الحسينة (172 بيتاً)
طبعُ الظواهرِوالبواطنِ غيّـرا* مجرى الشعوبِ خساسة ًورياءا
فالقلبُ للخيرِ ِالظليل ِ بفيئهِ***والسيفُ يمضي للقوي مضاءا
هذا هو الداءُ الذي بُليتْ بهِ***أممٌ ومـــــــا وجدتْ إليهِ دواءا
هذا هو الإنســـــانُ يألفُ جنسهُ *** ويصبُّ ويلاتٍ عليهِ مـــــراءا
هذي هي الدّنيّا متـــــاعُ خطيئةٍ **** تعطي لذاذتَها وتقضي جزاءا!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صبراً جميلاً منذ ُعهدكَ لم نذقْ***غيرَ البلا حتـّى نغصَّ غثـــاءا
راحتْ بناتُ الدهـــر ِتطرقُ أمّة ً*** ًفـُجعتْ تصدُّ مصائباً دهيــاءا
هل علـّمَ التـــاريخُ أبناء الدُّنى*** أمْ ضيّعَ الآبــــــاءَ والأبنـــاءا؟!
هذا هو اللغزُ الذي نبكي بــــهِ*** رزءَ الحسينِ ونصنعُ الأرزاءا!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليسَ(الحسينُ)الرمزُ قـَد خُصت بهِ***شيعٌ ولكنْ يستطيلُ فضــــاءا
أضحى كنبراس ٍيضيءُ لمـنْ هفا***يستنشقُ الحريـــــةَ الحمراءا
أضحى لكلِّ العالمينَ هدايـــــــــة ً***هو والمسيحُ يشهدّان ِ سواءا
راحَ اسمهُ طولَ الحياةِ وعرضها***إذ ْ يهتفونَ بهِ الجهـــادَ نداءا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يجزع ِ الموتَ المهيضَ جناحهُ *** بلْ زلزلَ الاكوانَ والاجواءا
صوتُ النعيِّ فمُ الزمـــــان ِ يذيعهُ **** وعلى جبينهِ غمّــة ٌ تتراءى
حتـّى تلاقفتِ العصورُ حِمامـــــــهُ **** وتهافتتْ أجيالـُها استفتـاءا
وتحيّرت تلكَ الخلائقُ دهشـــــــة ً***** أتقيمُ عرســـاً أمْ تقيمُ عــزاءا؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعرفتَ ما معنى الحسين ِ رثاءا **** أم أنتَ تحسبهُ الثوابَ بكـــاءا؟!!
وتردّدُ النبأَ الحــــــــزينَ بخاطر ٍ ***** ساهٍ لترفعَ للإلــهِ عـــــــزاءا
إنَّ الحسينَ لقدْ تطاولَ أفقـــــــهُ ***** ليرى لهُ فوقَ السماءِ سمــاءا
فأقمْ شعائـــــــرهُ بنفس ِ مجاهدٍ ****** يأبى الخنوعَ ويقحمُ الهيجاءا
لا تبدِ عطفكَ للزمـــــــانِ ِ تـــودّداً *** فـــإذا تناءى عنكَ عنـــهُ تناءى
واعززْ بنفسكَ واسحقِ النكباتِ إذ ْ***** تطغي عليكَ وشدّدِ البأســـاءا
كمْ ذا تقارعُها وتلوي عنقـَـــــها ******* وتمجَ ُ همّازاً بها مشَــــــــاءا
لا تعطِ إعطاءَ الذليــــــل ِيداً ولا ****** كالعبدِ قــــــرَّ بعشرةٍ إمضــــــاءا
نحنُ بنو الشرفِ الرفيع ِبناتـــــــــهُ ****** إرثاً وأرسوا مجدَهُ أكفــــــاءا
صوتُ النعيِّ فمُ الزمـــان ِ يذيعهُ *** وعلى جبينهِ غمّــة ٌ تتــراءى
مقاطع من ملحمة شعرية عن الإمام الحسين ( ع ) من البحر (الكامل )
ملاحظة : القافية تكتب بألف الإطلاق ، وليس بحركة االفتح ، لأن الحركات عند إشباعها تكتب بحروف لينها المناسبة ، وحروف اللين عند اختلاسها تكتب على شكل الحركة التي تناسبها ، حتى لو كان ردفها حرف الألف ، نعم بالنثر لا يجوز ما ذهبنا إليه في الشعر ، وهنالك من يشكل بالفتحة ، وهذا لا يجوز عندي .
كريم مرزة الاسدي
1-الميلاد الشريف : شعبانُ يزهو بالحسين ِ تطلـّعاً
ولِـدَ (الحسينُ) فشعشع ِالأضواءا *** وارفع إلى وجهِ الإلهِ ثنـــــــاءا
هذا ابن فاطمــــــةٍ وبضعةُ أحمدٍ*** وسليلُ حيدرةٍ يشعُّ بهــــــــاءا
هذا الرجا صنو الزكيِّ المجتبى *** تتفرع الأطهارُ منـــــــهُ علاءا
هذا الذي أرسى الشهادة للورى*** رمزاً وبلـّغَ جرحُـهُ الزّهــــــراءا
غرسُ النبيِّ ونسغـُهُ منْ ريّهِ *** غـذ ّاهُ منْ إبهامِهِ إستسقـــــاءا
أو راحَ يرشفُ منْ لسانهِ طيبَهُ *** فتكمّلتْ فيهِ الصفاتُ صَفـــــاءا
شعبانُ يزهو بـ (الحسين ِ) تطلعاً *** فتعظـّـمتْ أيّـامُـــهُ خُـيــــلاءا
وتقدّستْ في نصـــــفهِ بشفاعةٍ *** منهُ لربّـكَ إنْ دعوتَ دعــــاءا
فتبارك اللهُ الذي مـــنْ جودِهِ *** جعلَ النبيَّ وآلهُ شفعــــــــــاءا
مَنْ قالَ : لا ، قلْ منْ تفانى أنفساً *** حملَ الرسالة َللورى بشــراءا؟
فالمصطفى المختارُ أكرمُ منْ أتى *** منْ خَلق ِربّكَ خلقـــة ً وذكاءا
طـُويتْ لهُ أفقُ السّماءِ معرّجاً *** وسرى(البراقُ) بهِ الفضاإسراءا
فُتِحتْ بهِ الأمجادُ تطوي أعصراً *** والعربُ منـهُ تجلـّلوا إعطاءا
مَنْ ذادَ عنـــها بالمهندِ قاطعاً *** عنقَ الضلال ِ وناصرَالضعفاءا؟
بابُ النبيِّ لعلمِــــهِ وفداؤهُ ****بفراشهِ ، مَنْ باهرَ الفصحاءا؟
مَنْ حلَّ سيماءُ النبيِّ بوجهـــهِ *** وإذا تجهّمتِ الوجوهُ أضاءا؟
قبستْ نجومُ الآرض ِحسنَ جمالهِ *** ويداهُ أكرمُ إذْ تفي الأفيـــــاءا
مَنْ ابنُ بجدتها الأبيُّ شهامـــــــة ً**** هزَّ الوجودَ وكرّمّ الشّـــهداءا؟
جعلَ المنـــــــايا منية َالأحرار ِإذ ْ **** يتواردون َ ولوجها حُنفــــاءا
هل يستوي خـَـلـقٌ يطيشُ بغيّــهِ *****جهلاً بمنْ يتقطرونَ نقـــاءا
منْ جبلةِ التقـديس ِ من ملكـــوتهِ ****خُـلقوا لها هبطوا لكم رحمـاءا
فإذا تساءلتِ الملائــكُ والمــــلا **** هلا حفظتمْ عهدهم كرمـاءا؟!
أين الخشوعُ لحرمةِ الله التـــي *** سُـلِـبتْ ولم تعهدْ لها أمناءا!
رحتمْ على سقطِ المتـــاعِ ِ تهافتاً **** تتنازعونَ فريسة ً شوهــــاءا
من عهدِ آدمَ والنفوسُ ضغائــنٌ***** يتأجّجونَ عداوة ً شحنـــــاءا
إلاّ الذي فقهَ الوجـــودَ بحكمـــــةٍ ****أدرى بمنْ قـَـدْ وسوسَ البغضاءا
فاللهُ أنزلَ (قُلْ أعوذُ ) هدايـــــــةً ً *** لو يشعرونَ بمـــــا تضمُّ هداءا
مَنْ قـــاسَ أبليسَ اللعين ِ بــآدم ٍ ***** قدْ حط َّ مِنْ قيم ِالوجودِ وطـاءا
أبليسُ محضُ الشرِّ كثّفَ نفسَــهُ***** ليذوبَ فينــــــــا خدعة ً كأداءا
فتشطـَرَ الإنسانُ : طوعُ بنانـــهِ ***** رُشدُ الهدى ، أو يكتسي النكراءا
************************************************** 2- الاستشهاد العظيم : أدميتَ أفئدة َ الآنام ِبُكاءا
أدميتَ أفئدة َ الآنـــــــــــام ِ بكاءا *** لمّا تقحّمتَ المنــــــــونَ فِداءا
أججّتَ جذواتِ النــفوس تحرَراً *** ونصبتَ فوقَ العالمين لِـــواءا
يمتدُّ منْ يوم ِالطفوفِ مع البقا **** ويشعُّ للجنــــــــاتِ منهُ سناءا
جاوزتَ همّكَ في الوجودِ تعيشهُ **** حرّاً ولو كانَ المماتُ شفـــــاءا
فالغايةُ القصوى لمعرفةِ الفتى **** أنـّـى يرى لهمَ الحِمـــــام بقاءا
سبحانَ مَنْ رفعّ العقولَ كرامــــة ً**** حتـّـى تجلـّــتْ ديمــــة ً هطلاءا
إنَّ الحسينَ نسيجُ وحده منهجٌ *** للثـــــــائرينَ ولنْ يـروا نــــــــُدَدَاءا
نزلتْ بحقٍّ (إنـّما ) لشمــــائل ٍ ****** خُصّتْ بهمْ فاسألْ بها الفهمــاءا(1)
مَنْ ذا يصحُّ إلى الولايةِ طاهرٌ***** أمْ مَنْ أباحَ ( الحرَّةَ َ) استهزاءا(2)
ياسيدي دنيا أردتَ صلاحَــها ******* فسدتْ وعــــمَّ ضلالـُها الغــــلواءا
وإذا العبادُ لذلـّـــــةٍ أعمارهمْ ****** قدّمــــتَ عمركَ تخطبُ العليــــــاءا
لهمُ الحياةُ خداعَ زخرفةٍ مضتْ ****** تغري الجـــهولَ وتـُزهِدُ العظماءا
فرسمتَ خطـّـة َ فيصلٍ بينَ الإبا ****** والضيم ِ مــا ألـــــفت لهـــــا إلواءا
*******************************
3-بوادر الغدر والخذلان: والدهرُ يعثرُ هديهُ إغفاءا
شُرِعَ القتــالُ بهانىءٍ وبمسلم ٍ**** فتبيّنَ الخــذلانُ يســري جلاءا
لا ( طوعة ٌ) فلحتْ تطوَعُ ابنها *** و( شريحُ) هبَّ لـ (مذحج ٍ) إطفاءا(3)
طبعُ الظواهر ِ والبواطن ِ غيّـــرا**** مجرى الشعوبِ خساسة ًوريـاءا
فالقلبُ للخيـــــــرِ ِالظليل ِ بفيئهِ **** والسيفُ يمضي للقوي مضـــاءا
هذا هو الـــــــداءُ الذي بليتْ بهِ **** أممٌ ومـــــــــا وجدتْ إليهِ دواءا
في (الثعلبية ) قدْ أصابــــه مخبرٌ **** صُعقَ ابن فاطمـــــــةٍ فهزَّ لِواءا(4)
والرّكبُ يسري فوقــهُ طيرُ المنى **** فالدهرُ يعثرُ هديهُ إغفــــــــــــاءا
والموتُ يزحفُ خلفهمْ متعجّــــلاً **** حتـّى يصيبَ الأكرمينَ قضـــــاءا
وكأنـّما الأقدارُ قدْ ربصـــــتْ لهمْ ***** ليعودّ قابيلٌ يسودُ بغـــــــــاءا
فـ ( أبو رزين ٍ) كالصليبِ معلـّقاً ****** ولـ (قيسهِ )(اللخميّ) حط ّ وحَاءا(5)
وتخاذلتْ كلُّ القبائل ِ بعضهـــا ****** جزعاً وبعضٌ لوّحتْ إبطــــاءا
ستناصرُ الدينِ الحنيفّ وأهلــهُ ***** لكــــنْ تمــادى غيّهم ْ إجـــــــــراءا
وبقية ُ النفر ِ المهين ِ برسلِهــــمْ ****** غدروا وكانوا بحتفهم لعبــــاءا
*********************************
4 - يوم عاشوراء الطامة الكبرى: صوتُ النعيِّ فمُ الزّمان ِ يذيعهُ :
لا أدري أيَّ بليّةٍ حلـّتْ كمـــــا **** حلَّ الشّـقاقُ بكربلاءِ شقــــــاءا
مَنْ للطغاةِ سوى الإمامِ ورهطهِ ****** فتكفلوا الحقَّ المبينَ كفــــــاءا(6)
يا ســـاكني وادي البقيـــع ِبربّكــمْ **** هلْ تسمعونَ صدى الحسينِ إباءاِ
انا لا أقرُّ لكــمْ بذلٍّ دوحتـــــــي ***** شرفُ العُــلا تسـترفدُ الشّـــهداءا
إنْ لمْ تـُــــرفرفُ رايـــة ٌ لمـــحمد ٍ**** إلاّ بقتلــي دع ِ الســـيوفَ مضـاءا
عشقَ الدما لا للدماءِ وإنـّمـــــــــا ***** دفعَ الدماءَ فريضــــةً ً وعطــاءا
شدَّ الأشــاوسُ أزرهمْ قيدَ الوفــــا ****** طوبى لمنْ حفظ َ الذِمـــامَ ولاءا
وأولئك البيضُ الـّذين تهافتـــوا ***** جــوداً بأرواح ٍ سمــــــــتْ لألاءا
فتشابكتْ رأدَالضحى قضبُ الردى ****** هجّوا - دروعهمو القلوبُ- فتاءا
كلٌّ يجــــولُ لحتفهِ مستعذبـــــاً ******* طعمَ المنون ِ لتحتسيهِ حِســـاءا
ويسيرُ إحســاسُ العواطفِ لمحـهُ ****** عبرَ العيــون ِ محبــة ً ورضـاءا
فيثورُ منْ عــجِّ الخيول ِ غبــارُها ***** فتجهّمتْ عرصــاتـُها ظلمـــــاءا
لمعتْ بوارقُ أوجـــهٍ علــــــوية ٍ ***** فـُتِحَتْ لهمْ بابُ الخلودِ سخـــاءا
فـُجِعَ الحســــينُ بمنْ يشابهُ جدّهُ ***** ** لو يبصرونَ لتوّجوهُ سنــــــــاءا
بلْ ضــاقتِ الدنيـــا عليهِ كأنـّــما ***** خُلِقــتْ لأشــرار ٍ تعـــــجُّ وبـــــاءا
عبســــتْ لهُ وجهاً ووجههُ باسمٌ ***** بين الردى قدْ صافحَ البُشـــراءا
وإذا بتصفيق ِ الرمــــــاح ِتحيطهُ ******* ومضتْ سيوفُ الهندِ تبدي حياءا
فاحمرتِ الوجناتُ تقطرُ بالدمـــــا ******* وهوتْ ســجوداً إذْ يكنَّ إمـــــاءا
لم يجزع ِ الموتَ المهيضَ جناحهُ ******بلْ زلزلَ الأكــــــوانَ والأجواءا
صوتُ النعيِّ فمُ الزمـــــان ِ يذيعهُ ***** وعلى جبينهِ غمّــة ٌ تتـــــراءى
حتـّى تلاقفتِ العصورُ حِمامـــــــهُ ****** وتهافتتْ أجيالـُها استفتـــــــاءا
وتحيّرت تلكَ الخلائقُ دهشـــــــة ً ******** أتقيمُ عرســـاً أمْ تقيمُ عــزاءا؟!
*****************************
5- ماذا بعد ؟! : هو والمسيحُ يشهدان ِ سواءا :
رفعَ العــــــزاءَ لربّهِ متظلـَمـاً ***** إذ ْ لمْ يجدْ فيهمْ يداً بيضــــاءا
تبّاً لمنْ بــــــاعَ النبيَّ وآلـــــــهُ ***** بعصارةِ الآثام ِ ضلـّوا شراءا
سحقاً لأصحابِ السعير غوايـة ً ***** بخسوا ببضع ِسنينــــهمْ آلآءا
لو أدركوا أســرارَها بعقولــهمْ ****** لاستغفروا الدنيا صباحِ مساءا
لا الأرضُ تبقى سرمداً وبأهلها ***** تفنى كسكان ِالســــــماءِ فناءا
هذا هو الإنســـــانُ يألفُ جنسهُ ***** ويصبُّ ويلاتٍ عليهِ مـــــراءا
هذي هي الدنيا متـــــاعُ خطيئةٍ ****** تعطي لذاذتَها وتقضي جزاءا!
***********************
زمنٌ يسودُ(الشمرُ) فيهِ مشـمّـراً **** قُبحَ الفعــــــال ِوردّة ً فحشـــــاءا
أو ذاك (حرملة ُ)اللعينُ بخسـةٍ *** *** يسقي الرضيعَ على الفطامِ فناءا
أو( بجدلُ) المشؤومُ ينزعُ خاتماً ***** بالخزِّ يقطعُ أصبعاً معطـــــــــاءا(7)
منْ قبلُ مدَّ أبوهُ أصبعــــــهُ لمنْ ***** قدْ جـــــــاءَ يسألُ خاتماً إعطاءا
قتلوهُ ، بلْ قتلواالشريعة َوالرجا ***** فتقطـّبتْ عينُ الحيــــــــاةِ براءا
لا أدري كيفَ تـُداسُ أقدسُ فلذةٍ ****** ويعفـّرُ الوجهُ الكريمُ عفـــــءا
لكنْ أبى إلاّ المعــــالي موقعاً **** فسما - ولو فوقَ الرماحِ - وضاءا
يا ربُّ أينَ رجالهمْ عددَ الحصى **** أجعلتَ كلَّ قلوبهم أعمـــــــاءا؟!
كي يستحي زمنٌ يرضرضُ صدرهم *** لوذرة ًعرفَ اللئــــامُ حياءا
منْ ذا يصوغُ دمَ الرجال ِوحسّهمْ **** فاللفظ ُ يعجزُأنْ يصيــــرَأداءا
ليسَ(الحسينُ)الرمزُ قـَد خُصت بهِ **** شيعٌ ولكنْ يستطيلُ فضــــاءا
أضحى كنبراس ٍيضيءُ لمـنْ هفا ****** يستنشقُ الحريـــــةَ الحمراءا
أضحى لكلِّ العالمينَ هدايـــــــــةً ****** هو والمسيحُ يشهدّان ِ سواءا
راحَ اسمهُ طولَ الحياةِ وعرضها ****** إذ ْ يهتفونَ بهِ الجهـــادَ نداءا
منْ مغربِ الدنيا إلى إشراقـــــها ******** رفعوا شعارهُ ثورة ً غــــرّاءا
قدّ عمَّ نورهُ للبريةِ كلـّهـــــــــــا ****** مادامَ تصرعنا (الأنا) استقواءا
صبراً جميلاً منذ ُعهدكَ لم نذقْ ****** غيرَ البلا حتـّى نغصَّ غثـــاءا
راحتْ بناتُ الدهـــر ِتطرقُ أمّة ً ****** فـُجعتْ تصدُّ مصائباً دهيــــاءا
هل علـّمَ التــاريخُ أبناء الدُّ نى ******* أمْ ضيّعَ الآبـــــــاءَ والأبنـــاءا
هذا هو اللغزُ الذي نبكي بـــــهِ ****** رزءَ الحســـــــينِ ونصنعُ الأرزاءا!
***********************
6- وأخيراً : أعرفتَ ما معنى الحسين ِ رثاءا ؟
أعرفت ما معنى الحسين ِ رثاءا **** أم أنتَ تحسبهُ الثوابَ بكـــاءا؟!!
وتردّدُ النبأَ الحــــــــزينَ بخاطر ٍ ***** ساهٍ لترفعَ للإلــهِ عـــــــزاءا
إنَّ الحسينَ لقدْ تطاولَ أفقـــــــهُ ***** ليرى لهُ فوقَ السماءِ سمــاءا
فأقمْ شعائـــــــرهُ بنفس ِ مجاهدٍ ****** يأبى الخنوعَ ويقحمُ الهيجاءا
واقصدْ بوجهكَ للكريم ِ ترفعــــاً ***** هلْ يُرتجى غيرُ الكريم ِرجاءا!
لا تبدِ عطفكَ للزمـــــــانِ ِ تـــودّداً *** فـــإذا تناءى عنكَ عنـــهُ تناءى
واعززْ بنفسكَ واسحقِ النكباتِ إذ ْ***** تطغي عليكَ وشدّدِ البأســـاءا
كمْ ذا تقارعُها وتلوي عنقـَـــــها ***** وتمجَ ُ همّازاً بها مشَــــــــاءا
لا تعطِ إعطاءَ الذليــــــل ِيداً ولا ******كالعبدِ قرَّ بعشرةٍ إمضــــــاءا
نحنُ بنو الشرفِ الرفيع ِبناتـــهُ ****** إرثاً وأرسوا مجدَهُ أكفــــــاءا
*********************
يا أيّها الشعراءُ منْ لمْ يلتمسْ ***** نــورَ الحسين ِ بطولــــة ً وفداءا
بخسَ الشهادة َحقـَّها وجهادَها ****** ورأى الحقيقة َفي الورى عوراءا
تبكي على عينِ العدالةِ إذ عمتْ******** وتوّدَ لو كانتْ - كذي- عميـــاءا
وإذا نظمتُ العِــقدَ ملحمة ً فهلْ ****** أدّيتُ دَيني ذمّة ً ووفـــــــــــــاءا
قلْ ذاكَ مطلعُها وهـــذا ختمُها ****** فأحكمْ بعقلكَ قدْ ختمـــتُ أداءا !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (إنّما ) : إستعارة عن الأية الكريمة " إنّما يريدُ اللهُ ليذهبَ عنكم الرجسَ أهل البيتِ ويطهركمْ تطهيرا " (2) واقعة ( الحرّّة) : الحرّة موقع قرب المدينة المنورة , وعندها انتصر مسلم بن عقبة على أهل المدينة , وأباحها ثلاثة أيام سنة 63 هجرية . ( 3) ( طوعة ): هي المرأة التي لجأ إليها مسلم بن عقيل , ولكن ابنها أخبر عبيد الله بن زياد بالأمر . و(شريح ) هو شريح بن القاضي الشهير الذي أطفأ َ ثورة قبيلة (مذحج) التي ينتمي إليها هانىء بن عروة . (4 ) ( الثعلبية): مكان قرب الكوفة وصل فيه للإمام الحسين ع خبر مصرع مسلم وهانىء . (5)(أبو رزين ) : مولى الإمام الحسين ع ورسوله الى البصرة , صُلِب بعد رجوعه , و ( قيس ) هو قيس بن مسهر الصيداوي رسول الامام ع الى زعماء الكوفة , ضُرب عنقه , وذبحه بعد ذلك عبد الملك اللخمي . (6) (كفاءا ) :أي كفريضة كفاية , وهو اصطلاح فقهي معروف. (7) ( بجدل ) :هو بجدل بن سليم الكلبي الذي قطع أصبع الإمام الحسين ع لإنتزاع الخاتم منه وسلبه .
|